سياسة

صبري: الجزائر يئست من تواجد البوليساريو بتندوف فدفعتها نحو المنطقة العازلة

قال المحامي والخبير في القانون الدولي، والهجرة ونزاع الصحراء لحو صبري، إن خلفية تواجد البوليساريو في “الكركرات” ليست بجديدة، إذ أنه في العام 2014 اتخذ ما يمسى بـ”المجلس الوطني للبوليساريو” خطة من أجل إعمار المنطقة العازلة.

هذه الخطة بحسب صبري، “هي خطة جزائرية لأن الجزائر يئست من تواجد البوليساريو في تندوف وتحاول دفعها في اتجاه المنطقة العازلة وتحاول تحقيق ما لم تحققه بالسلاح والدبلوماسية، تحقيقه عبر الأذرع البشرية المادية.

صبري الذي كان يتحدث، مساء الخميس، في ندوة رقمية نظمها حزب الاتحاد الاشتراكي بشراكة مع جريدة “العمق”، استخلص من تواجد البوليساريو في منطقة “الكركرات”، أنهم يريدون على الأقل الحصول على دويلة صغيرة وهو ما أثار حفيظة المغرب.

وأشار المتحدث، إلى أن مجلس الأمن من خلال مجموعة من القرارات واللوائح تتضمن أمرا صريحا موجها إلى عناصر البوليساريو التي كانت تتواجد في معبر “الكركرات” وأولها القرار 2414 وهذا القرار وجه رسالة واضحة وأمرا للبوليساريو بالانسحاب من المنطقة.

جبهة البوليساريو، بحسب صبري، لم تنسحب، بل قامت بتمويه المجتمع الدولي ومجلس الأمن بأن أعادت الانتشار في المنطقة، وهو استدركته الأمم المتحدة من خلال القرار 2464 وبعد ذلك بالقرار 2494 وكل هذه القرارات أعادت توصيفا وتعريفا للمنطقة بأنها منطقة عازلة.

وتساءل المحامي بهيئة مكناس، عن ما الذي أغضب وأقلق الجزائر لتظهر مرة جديدة وفي نسخة ثالثة عناصر البوليساريو في الكركرات في وقت يتزامن مع انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة ودراسة الحالة الدورية للصحراء المغربية في مجلس الأمن.

هذا السؤال أجاب عنه صبري، قوله: “كنا نعتقد أن الأمر لا يعدو أن يكون لفتا للانتباه ونقلا للضغط على الأمم المتحدة ولكن إذا رجعنا إلى تصريح وبلاغ البوليساريو الذي أعقب صدور القرار 2494 والقرار الذي اتخذته المؤتمر 15 سنعلم بأن هناك شيئا تخطط له الجزائر بواسطة البوليساريو”.

هذا الأمر، بحسب المتحدث ذاته، ظهر من خلال تهديد الجزائر بمراجعة تعاملها مع الأمم المتحدة سواء بعد صدور القرار سنة 2019 والبلاغ الأخير الذي أعقب مباشرة مصادقة مجلس الأمن على القرار الأخر 2548 وهو ما يوضح أن البوليساريو والجزائر كانتا بصدد إعداد خطة محبكة أطرافها هو ظهور العناصر في الكرارات والدفع باتجاه إسقاط اتفاق وقف إطلاق النار والعودة إلى المفاوضات دون التزام بوقف إطلاق النار.

وزاد، أن هذا دليل على أن ما تدفع به البوليساريو والجزائر أنهما كانتا يطالبان بإحياء الزخم السياسي الذي كان قد تابع العلمية السياسة إبان المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة هورست كوهلر، والغاية، بحسب صبري، هو تعيين مبعوث شخصي جديد وإحياء الزخم السياسي وهو ما لم يتمكنا منه منذ سنة ونيف.

واعتبر الخبير المغربي، أن الخلفية التي تحكمت في الجزائر والبوليساريو أنهما يردان تقويض العملية السياسية خاصة إذا رجعنا إلى التطور الحاصل في المقاربة السياسية التي انطلقت من فكرة البحث عن حل سياسي عادل في 2006 ثم انتقلت إلى إعادة توصيفها وتسميتها وإعطاء مجموعة من النعوت لها بأنها توافقية وواقعية وعملية.

وأردف، أنه هنا تتهم الجزائر الأمم المتحدة مباشرة أنها انحرفت على مستوى المقاربة سنة 2016 حيث تفطنوا إلى أن خطة التسوية قد تمت إقبارها إلى الأبد وأن حلم الدولة لم يعد ممكنا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تعليقات الزوار

  • ولد علي
    منذ 3 سنوات

    أعتقد ان الحل الوحيد لأنقاذ الشعوب المغاربية من التفرقة والحقد أو كوارث الحرب لا قدر الله هو الأنقلاب على حكام الجزائر الأطاحة بعسكر الجزائرالديكتاتوري هو الحل