منتدى العمق

إفران بين مطرقة كورونا وسندان الجفاف

بنبرة الاسى و الحزن ، تتكلم ساكنة إفران عن المدينة التي كانت بالأمس القريب ، فضاء جميلا تزينه العيون و الأودية والشلالات و البرك المائية ، والتي بدورها تحج إليها انواع متعددة من الطيور ، وتحيا معها مجموعة من الكائنات الحية التي تعيش بواد عين فيتال ، والتي اختفت في الأونة الأخيرة نظرا لشح الأمطار و عوامل اخرى ساهمت في تراجع الفرشة المائية و جفاف العديد من العيون . حتى عين فيتال الشهيرة قل صبيبها .

لقد اندرت ضاية عوا إقليم إفران بقدوم السنين العجاف ، وشح التساقطات المطرية والثلجية ، منذ سنوات خلت حيث صار منظرها يدمي القلب خصوصا لذا محبي و عشاق المنطقة ، بعدما تحولت من بحيرة مائية جميلة إلى بقعة خالية يرعى فيها السكان الماشية و يلعب فيها الشباب بين الفينة و الأخرى كرة القدم (…). . بحيرة لابريري او اكلمام بوسط مدينة إفران ، هي الأخرى والتي كانت تضفي جمالية إستثنائية على المدينة ، يقصدها الزوار للاستمتاع بفضاءاتها ومشاهدة البط الذي يسبح في مياهها (…) ، صارت في حالة يرثى لها ..ولا سبيل لإعادتها إلى طبيعتها سوى الأقدار الإلهية ، نظرا لاعتمادها على الوادي الذي يمر بها. هذه المناطق بالذات تستقطب العديد من الزوار الوطنيين والدوليين، حيث تعتبر منطقة ضاية عوا و عين فيتال مورد دخل شبه قار لمجموعة من الأسر التي تضع نشاطاتها التجارية و الخدماتية والترفيهية رهن إشارة الزوار و الوافدين.

شح وعدم انتظام التساقطات المطرية، جعل من فضاء واد عين فيتال ، في وضعية كارثية ، ترفض الساكنة المحلية زيارة المكان حتى لا تصطدم بواقعه الكارثي ، بالإضافة إلى تساقط “البرد” الذي خلف خسائر مادية جسيمة للفلاحين ، بسبب تضرر المحاصيل الزراعية ، الشيء الذي جعل البعض يصف الموسم الفلاحي الكارثي.

العوامل الطبيعية وتأثير جائحة كورونا زادت في تأزيم الأوضاع، محليا وإقليميا حيث تناما، البؤس والحرمان خصوصا عند بعض السكان محدودي الدخل كانوا في الأمس يسترزقون على عائدات السياحة الداخلية، او بالعمل في المطاعم والمقاهي والذين فقدوا عملهم خلال فترة الحجر الصحي وتم الاستغناء عن خدماتهم، في غياب أي سبيل للدعم الاجتماعي ، و لما لا النفسي بعدما بدأ الإقدام على الانتحار يتحول إلى حل في مواجهة الصعوبات المادية (…) ، في غياب أي سند او مورد اخر للعيش .

لتبقى سنة 2020، السنة التي فندت اسطورة العرب التي كانت تقول بأن السنة ذات الرقم الزوجي تكون “فال خير” .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *