مجتمع

العلوي: يجب تدريس الطب بالعربية.. والفرنسية تراجعت

اعتبر عدنان العلوي الإسماعيلي، الطالب الذي قدم أطروحته لنيل الدكتوراه في الطب باللغة العربية، يوم الثلاثاء المنصرم بالرباط، أن الحل الوحيد لتقوية الإنتاجات العلمية باللغة العربية في المغرب، هو العودة لتدريس الطب بالعربية”.

وقال الإسماعيلي في حوار مصور مع جريدة “العمق”، يُنشر هذا اليوم، إن ضعف الإنتاجات العلمية للعرب، خصوصا في الطب، لا يرجع إلى اللغة العربية في حد ذاتها، لأنها لغة قوية، بل لضعف الشخصية العربية التي جعلت العربية لا تكون قوية.

وأضاف أن “تدريس الطب فيه اختلاف بين العرب، فدول المغرب العربي يدرسون بالفرنسية، والمشرق العربي يستعملون الإنجليزية، وبالتالي من الطبيعي ألا تكون كتاباتهم بالعربية منعدمة، لأن العرب لم يستعملوا لغتهم”.

وأشار إلى أن الخطأ الذي وقع في المغرب، هو عدم تعميم التعريب في كل مراحل الدراسة، الأمر الذي خلق فجوة لدى التلميذ الذي درس العلوم بالعربية إلى حدود الثانوية، ليجد نفسه أمام الفرنسية في الجامعة، لافتا إلى أن معظم المراجع في الطب بالإنجليزية، فيما الفرنسية لم تعد لغة البحث العلمي، بل وأن الفرنسيين أنفسهم يترجمون البحوث للغتهم، حسب قوله.

وأوضح المتحدث، إلى أن الطلبة أثناء التداريب الدراسية في كليات الطب بالمغرب، حين يبحثون عن مراجع لتقديم عروضهم، يجدون نسبة قليلة جدا باللغة الفرنسية، والباقي بالإنجليزية، “بحيث أننا نجد 15 ألف مقال بالإنجليزية مقابل 60 مقال فقط بالفرنسية في موضوع ما”.

العلوي اعتبر أن اللغة الفرنسية تراجعت في لغات البحث العلمي، مضيفا: “هي لغة مصنفة في المرتبة 9 عالميا ضمن اللغات الأكثر تداولا، بينما العربية في الرتبة 4، والفرنسيين أنفسهم يقولون إن الفرنسية ستنتهي في 2030 كلغة البحث العلمي، وهو ما يثبت أنها فقدت قوتها وجاذبيتها”، وفق تعبيره.

وتابع قوله: “الدول الـ20 المتقدمة في الطب تدرِس هذا العلم بلغتها، مثل اليابان وألمانيا وتركيا، فلماذا نقول أن العربية غير صالحة لتدريس الطب في بلادنا، في حين نجد مثلا في تجربة سوريا التي بدأت منذ 1912، أن طلابها يدرسون بالعربية وينفتحون على الإنجليزية، والطالب السوري إذا أراد استكمال دراسته بالخارج لا يجب مشكلا لأنه متمكن في علمه وينتج ويملك الإنجليزية”.

وشدد المتحدث في الحوار ذاته، على أن “اللغة العربية إذا كانت لنا الإرادة لاستعمالها، يمكن أن تكون لغة البحث العلمي وتعطي أكثر، وأكبر دليل هو أن المؤسسين الحقيقيين لمجال الطب هم العرب، والدول الغربية أخذت الطب من علماء العرب وترجمته للغاتها، ومنهم من تنكر لهذا الأمر”.