وجهة نظر

الحسنية ليس مجرد فريق..!

أصبح الحديث اليوم عن فريق حسنية اگادير لكرة القدم واحدة من انشغال الجمهور السوسي في المغرب وخارجه ، بعدما كان اهتمامه من ذي قبل منصبا حول “سوس العالمة “، اي اهتمام الإنسان السوسي بالفكر الدخيل من دعم ومساعدة للمدارس العتيقة ، إلى بناء المساجد ، ثم بعد ذلك تنمية المداشر والقرى بتأسيس للجمعيات والتعاونيات.. ، غير أن فترة هذا الانشغال توقفت فظهرت ملامح اهتمام اخر ، وعلى رأسه حب فريق حسنية اگادير لكرة القدم ، واعتباره تجمع يسكن أهل سوس ، ولم يكن مجرد فريق رياضي ، بل أصبح يمثل اشياء اخرى ، سنحاول في هذه المقالة سردها وتحليل دواعيها ، وعليه سندلي بالملاحظات التالية:

اولا : الحديث عن حسنية اگادير كفريق رياضي برز نبوغه منذ سنة 2001، اي بمجرد وفاة الراحل الملك الحسن الثاني تولية الملك محمد السادس العرش ، بعدما كان الفريق مرتبط بما هو سياسي في مراحل نشأته التاريخية، فقد كان من بين الفرق التي مارست السياسية ضد الاستعمار الفرنسي بحيث ، أنها كانت سباقة لخطاب السلطان محمد الخامس بطنجة ، سنة 1947، وكانت من الفرق التي رفضت فرنسا أن تسلم لها وصل إيداع سنة 1946، بل ظلت رمز مقاومة سوس للتعنت الفرنسي ، فهي تجمع سياسي لمقاومة الاستعمار تحت غطاء رياضي ، ولم يتمكن الفريق من الحصول على الوصل الايداع القانوني الا سنة 1958، اي بعد خروج الاستعمار الفرنسي

ثانيا : ظل فريق حسنية اگادير في المتخيل الجمعي للمغاربة على أنه يمثل “الشلوحة “، اي مناطق سوس ، وكان المغرب الرياضي ، وحسب تصور جامعة كرة القدم لا تفصل الرياضة عن السياسية ، فظهرت فرق مثل “المغرب الفاسي “، التي ارتبطت بسيطرت نفوذ “البرجوازية الفاسية”، على دواليب القرار ، بل ارتبط هذا الفريق أيضا بحزب علال الفاسي ، ومايسمى بالحركة الوطنية ، وأحزاب الكتلة الوطنية ، والنقابات الاكثر تمثيلية وغيرها من المصطلحات التي تنصب في التأجيج العاطفي للرياضة وتعزيز الرصيد السياسي لاهل فاس ، إلى درجة أن قرارا من البرلمان تم إصداره والتصويت عليه على رفض نزول فريق المغرب الفاسي للنزول إلى القسم الثاني ، وتم تقسيم البطولة الوطنية من الدرجة الأولى حتى لا يحدث ذلك ، ولعل الموقف كان نابعا من حسابات سياسية ، بل ظلت مرحلة السبعينات والثمانينات إلى نهاية مرحلة الراحل الملك الحسن الثاني تسير على هذا المنوال ، ففرق مثل نهضة سطات والفتح الرباطي والجيش الملكي والمغرب الفاسي كانت مفبركة لحسابات دوي النفوذ..

ثالثا : فريق حسنية اگادير لكرة القدم ، بعد الانفراج النسبي على الأمازيغية مند بداية سنة 2002، ظهرت بوادر خطاب جديد للوعي الأمازيغي ، بعد أن تمكنت الحركة الطلابية الأمازيغية من بلورة خطاب جديد في الجامعة المغرب يركز على رفع اللبس والطمس عن حقيقة التاريخ المغربي ، وامتد هذا الوعي إلى المجتمع فظهرت حركات احتجاجية في القبائل والمدن الأمازيغية تحمل الاعلام رمزا للهوية ، ولأن حصار هدا الانبعاث تم بتذجين هياكل جمعوية ومؤسساتية تابعة للمخزن، فإن تمة من جهة تانية منع العمل السياسي الأمازيغي من خلال حضر أول حزب امازيغي أسس مشروعه على المرجعية الأمازيغية ، وهو ما زاد من وعي جماهيري امتد إلى القبائل والمجال الجغرافي الذي يقطن به الامازيغ إلى ترويج هدا الحصار في منتديات التواصل الاجتماعي ، إلى أن تم المصادقة من المحكمة الدستورية على ترسيم الأمازيغية متجاوزا دلك كل قرارات الأحزاب التقليدية التي كانت تروج لفكر القريشين من سلفية إلى بعثين ..ولم يكن بوسع الشباب الأمازيغي اليوم غير اللجوء إلى فريق الحسنية الذي ظل رمزا للهوية الأمازيغية ، فترفع فيه اعلامهاورموزها … وشكلت تجمعا اكبر من ذكان سياسي …فلاغرابة اليوم أن تجد أعداء الفريق الأمازيغي اليوم يواجهونها بصنع خطابات جديدة منافسة كرجاء قريش محتضنة جمهور اسلاموي يربط اهتمامه بفلسطين أكثر من هوية بلده وانشغالات شبابه ، كما أن اختراق مكتب فريق الحسنية مؤخرا وطرد مدربه بإصدار بيان وقح يعكس أن تمة من مندسين وسياسيين يريدون وقف الامتداد الواسع لجمهور الحسنية الأمازيغي، ومحاولة ربطه بخطة صناعة فرق سياسية مرتبطة بحسابات انتخابوية كما حال فريق الحسيمة وطنجة وتطوان الذي ارتبط بوجود البام… ، خاصة بعد مساندة معتقلي الريف للفريق الأمازيغي..

ختاما : الحسنية أكبر من فريق كما يريد أن يتخيله البعض، فهو يحتضن الأمازيغي الحر الذي يتشبت بشعاره ، اكال، اوال،افگان..!!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *