مجتمع، منوعات

محسن .. موهبة خارقة تتحدى الكاميرا في رسم الماء على تفاصيل الوجه (فيديو)

طمح لأشد الأعمال الفنية صعوبة في مجاله، وعان خلال مساره من أجل بلوغ هدف يصفه الناس بـ”الخرافي والغير ممكن”، ليتحدى به في أحد الأيام أثناء تواجده بمعرض فني بمراكش آلة الطباعة، إذ فشلت هذه الأخيرة في إخراج مثل لوحته التي استغرقت منه قرابة الشهر من العمل اليومي، والذي يصل إلى 5 ساعات دون انقطاع في أحسن الحالات.

يرسم محسن هديمان على الورق بقلمي رصاص أسود وأبيض وممحاة، شخصيات حقيقية تداعب قطرات الماء بشفافيتها والحياة التي تعبر عنها تفاصيل الوجه المعقدة. يركز على لوحته منصتا لدواخله التي يفصح عنها في كل عمل، فتخرج عصارة موهبته في كل لوحة يرسمها، ويجعل منها جمادا يتكلم ويخاطب أحاسيس الناظرين ووساوسهم.


يحكي محسن، في لقاء مصور مع جريدة “العمق”، أن شغفه بفن الرسم بدأ عند السابعة من عمره، موهبة سقلها بداية مع رسم الجداريات والطبيعة والأشكال إلى مرحلة “البورتريه” التي يعتبرها أصعب مرحلة في الرسم.

لقد قاده حبه لإنتاج أحاسيس صامتة ورسائل جامدة بالأقلام والورق، إلى التفكير في التخصص في “بورتريه الماء”. يقول محسن “اخترت هذا النوع لأتحدى به نفسي أولا قبل أي شيء لأنه يهتم بأدق التفاصيل”.

ويصف محسن “بورتريه الماء”؛ بـ”حياة”، “به أحاول أن أوصل رسائل خاصة تعبر عن مرحلة حرجة في حياتي، لقد عانيت صحيا في سنوات مضت، وكان الرسم خلالها هو المتنفس الوحيد التي قاومت به الموت الذي كان يتربص بي بين الفينة والأخرى”.

لقد حاول العديد التشكيك في أعماله “الخرافية”، لأنها مدعاة لذلك كونها تحمل تفاصيل لا تلتقطها العين المجردة أحيانا، في هذا الصدد يوضح الرسام الشاب، أن سبق له قام برسم “بورتريه ماء”، ولم يصدق العديد من رواد مواقع التواصل الاجتماعي أنها لوحة مرسومة”.

وأضاف أنه تلقى بسبب لوحته التي اشتهر بها بعد ذلك سيلا من الانتقادات”، فطلب مني أحد الأصدقاء أن أقدم لهم حججا على أنني أنا صاحب العمل، فقمت بمسح الجزء الأصعب من اللوحة وأعدت رسمه مستعينا بتقنية الفيديو لأوثق تلك المراحل”.

وزاد أنه في إحدى المرات أبدعت يده لوحة “بورتريه ماء” فقام بعرضها في معرض فني بمدينة مراكش، وكل من اطلع عليها يظن بأنها صورة فوتوغرافية، “وكي أثبت لهم أنها رسمة يدوية”، يوضح المتحدث، “قمت بتصويرها وطباعتها، فكانت النتيجة صادمة لنا جميعا، إذ النسخة المطبوعة لم تضم كل التفاصيل في اللوحة الأصلية”. 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *