ملف

“مملكة التناقضات”: ماهي أهم الموارد في المغرب؟ (ح 58)

Drapeau du Maroc

تنشر جريدة “العمق”، على حلقات، ترجمة حصرية لكتاب “مملكة التناقضات .. المغرب في مئة سؤال”* الذي قام بتأليفه المؤرخ الفرنسي الشهير بيير فيرمورين.

ويتكون الكتاب من مقدمة، بالإضافة إلى ثمانية أقسام؛ الأول تحت عنوان: “التاريخ .. مملكة ذات شرعية” ويشمل 14 فصلا، والثاني تحت عنوان: “الجغرافيا .. صلة الوصل بين فضائين كبيرين” ويشمل 8 فصول.

أما القسم الثالث فهو تحت عنوان: “المجتمع .. رصيد من التراكمات”، ويشمل 15 فصلا، في حين تمت عنونة القسم الرابع بـ “الديانة .. قوة إسلامية واعية بدورها”، ويشمل 10 فصول، أما القسم الخامس فقد جاء تحت عنوان: “السياسة .. تحت قيادة أمير المؤمنين”، ويشمل 15 فصلا.

القسم السادس، والمكون من 12 فصلا فقد جاء تحت عنوان: “الاقتصاد .. من الحمار إلى القطار فائق السرعة”، في حين اهتم القسم السابع المكون من 12 فصلا أيضا بالثقافة، بينما تم تخصيص القسم الثامن والأخير لمسألة العلاقة الدولية للمغرب، حيث “كل شيء من أجل الصحراء”.

وتكمن أهمية الكتابة في أنه يقدم نظرة حول المغرب بعيون مؤرخ فرنسي، حاول قدر الإمكان، أن يكون محايدا في قراءته لتاريخ المغرب، كما أن الكتاب سيكون وثيقة مهمة للباحثين المغاربة وغيرهم من أجل معرفة الشيء الكثير عن المغرب، الذي قال المؤلف إنه “مملكة التناقضات”.

الحلقة 58: ماهي أهم الموارد في المغرب؟

“ليس هناك ثروة أكبر من الإنسان”، كتب جان بودين في القرن السادس عشر.

على ضوء هذه الفكرة، ليس المغرب بلداً فقيراً. إن سكانه الشباب تضاعف عددهم سبعة مرات في قرن من الزمان (متوسط العمر هو 25 عاما)، وهذا العدد ينمو بنسبة 1٪ سنويا ويقترب حجم السكان من 36 مليون نسمة ولذلك فهو قوة ديموغرافية كبيرة. تحتل المرتبة 39 في العالم، وله رابع أكبر عدد من السكان في العالم العربي والحادي عشر من حيث عدد السكان في أفريقيا.

وعلى الرغم من أن سكانه غير مؤهلين بشكل جيد، فإن حيوية الجالية المهاجرة وديناميكيتها الاقتصادية والثقافية كما يتجلى ذلك في أوروبا الغربية تكشف عن العديد من الميزات لهذا الشعب المتعدد اللغات الذي يشتغل بجد إذا كان الحافز موجوداً.

أما بالنسبة للبقية، فإن المغرب ليس محروماً من الموارد الطبيعية والجغرافية، لكنه فئة أو فئتين من الموارد التي تسمح له بالتوفر على مداخيل ريعية حتى لو تجنب مصير العديد من القوى النفطية. إن ما ينقصه حقيقة هي الطاقة.

وعلى الرغم من الاستكشاف الذي مورس على مدى نصف قرن، فإنه لا يتوفر على الهيدروكربونات ومن هنا تأتي هشاشته الرئيسية في منطقة مليئة بالنفط والغاز. من ناحية أخرى، إذا تم تطوير الطاقة الشمسية أو الطاقة الريحيّة على نطاق واسع (وهو ما تحاوله البلاد حاليا بمساعدة ألمانيا)، فإنه يمكن أن يتجنب اللجوء إلى صناعة نووية لفترة من الزمن.

وفيما يتعلق بالثروة المعدنية، تكمن قوته في مناجم الفوسفاط الضخمة: إذا وضعنا في الاعتبار مناجم الصحراء المغربية، التي لا يزال احتياطيها بعيداً عن أن يكون أكبر احتياطي، فهو يتوفر على ثلاثة أرباع المخزون العالمي.

ويعتبر المغرب من بين الدول الثلاث الأولى المنتجة للأسمدة الزراعية التي تدر عليه أكثر من 5 مليارات دولار سنويا، وهناك معادن أخرى وفيرة في جبال هذا البلد، مثل الفضة والزنك والفحم والرصاص ولكن بأحجام أكثر تواضعا. وثروته الأساسية الكبيرة الأخرى هي الزراعة وصيد الأسماك.

تبلغ مساحة المغرب الزراعية المفيدة 9.5 مليون هكتار، لكنها تتعرض لتناقص حجم الأمطار. ومع مناخها شبه القاحل، يمكن أن يتراوح محصول الحبوب السنوي من 30 إلى 100 مليون قنطار.. كل هذا ليس كافياً ولكن من جهة أخرى فهو منتج رئيسي للأسماك، ويصدر منها ما قيمته تقترب من مليار دولار.

وأخيراً، يكمن رصيد المغرب الآخر في وضعه الجيوسياسي ومنافع هذا الوضع، فهو يوجد عند تقاطع المحيط الأطلسي والبحر الأبيض المتوسط، ولذلك حرصت القوى العظمى على التودد للمغرب خلال عدة قرون، وانطلاقا من اهتمامها بهذا المفتاح الاستراتيجي فهو لا زال يشكل نوعا من الإغراء بالنسبة لدول أوروبا ودول الخليج والأمريكيين والروس والصينيين…

والواقع أن المغرب يعرف كيف يوظف هذا الموقع لجذب تدفقات رأس المال والاستثمارات وكسب الصداقات إليه.

ترجمة: العمق المغربي

يتبع …

تنويه: ما يرد في هذه السلسلة هو وجهة نظر الكاتب وليس تعبيرا عن رأي جريدة “العمق المغربي”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *