سياسة

هل تحذو الدول العظمى بمجلس الأمن حذو أمريكا في الاعتراف بمغربية الصحراء؟

بعد اعتراف الولايات المتحدة الأمريكية بمغربية الصحراء، تتجه الأنظار إلى باقي الدول الدائمة العضوية بمجلس الأمن الدولي، وهي فرنسا وبريطانيا والصين وروسيا والمملكة المتحدة. فهل ستحذو هذه الدول حذوها وتعترف هي الأخرى بمغربية الصحراء؟

جريدة “العمق” نقلت هذا السؤال إلى أستاذ العلوم السياسية والخبير في العلاقات الدولية، خالد يايموت، والذي أشار إلى أن الأمر سابق لأوانه في الأيام القادمة وحتى الشهور القليلة المقبلة، بالنسبة لفرنسا التي تعتبر شريكا تاريخيا وحليفا للمغرب.

وأضاف يايموت، أن هناك دولة أخرى مهمة وتتقدم بشكل كبير في خطواتها التعاونية والتشاركية مع المغرب، وهي بريطانيا، والتي لها تحرك مهم مع المغرب منذ 2019، وتريد أن تكون المملكة شريكا متميزا لها من الناحية الاقتصادية.

واعتبر المتحدث ذاته، أن إسبانيا هي الأقرب للاعتراف بمغربية الصحراء أكثر من فرنسا وبريطانيا، لكونها دولة مهمة في القضية، كما أن لها اتفاق مبدئي مع المغرب لترسيم الحدود البحرية حتى في الأقاليم الجنوبية.

وبحسب أستاذ العلوم السياسية والخبير في العلاقات الدولية، فهذا الاتفاق إذا ما تم تسريعه والتوقيع عليه، فهذا يعني من ناحية القانون الدولي أن إسبانيا تعترف كاملا بسيادة المغرب على الصحراء.

فرنسا وضعها إلى حد ما فيه نوع من الإحراج على المستوى الدبلوماسي، يضيف يايموت، على اعتبار أنها تقول دائما إنها الداعم الأول للرباط في قضية الصحراء ودعمها كان سياسيا بدون أي معنى قانوني.

وأبرز أن الولايات المتحدة الأمريكية أعطت مظلة سياسية وقانونية للمغرب على مستوى مجلس الأمن وعلى مستوى النظام الدولي أي المؤسسات الدولية وهو ما يعني أنه لأول مرة بالنسبة للمغرب عضو في مجلس الأمن يعترف بقضية الصحراء.

وتساءل يايموت، كيف ستتعامل فرنسا مع هذا الوضع خصوصا وأن الولايات المتحدة الأمريكية لها نظرة سياسية معينة للمغرب وكذلك للساحل وغرب إفريقيا والتي تعتبرها فرنسا منطقة نفوذها التاريخي.

وبحسب الخبير في العلاقات الدولية، فإن بريطانيا ليس لها اعتراض على الاستثمار في الأقاليم الجنوبية وهذه خطوة مهمة بالنسبة للمغرب وفي ظل هذه الصراعات خصوصا على مستوى المياه الإقليمية وموقع المغرب الجيو-استراتيجي بالنسبة لأوربا وإفريقيا أظن أن بريطانيا سيقع لها نوع من تليين موقفها اتجاه هذا النزاع خصوصا من الزاوية القانونية.

بمعنى أنه سيكون هناك ميل أكثر إلى المغرب ولكن هل ستحدو حدو الولايات المتحدة في الاعتراف بمغربية الصحراء، يجيب يايموت، بأن الأمر يتطلب أن يكون هناك تقدم حقيقي على مستوى اعتراف فرنسا بمغربية الصحراء لأنه إذا تحركت فرنسا في الاتجاه الأمريكي فبالطبع تعترف بريطانيا بمغربية الصحراء.

وبخصوص موقف الصين وروسيا، فيرى يايموت، أن الموقف الصيني من الناحية القانونية يتغير بشكل عملي، إذا ما استطاع المغرب رفع الحواجز الدولية التي تمنعه من تطوير العلاقات مع الصين.

وبحسب أستاذ العلوم السياسية، فإن الصين ليس لها دبلوماسية مثل الأوربيين لكن لها لغة عملية بمعنى أنها تفرض الأمور على الواقع وآنذاك تأتي التغطية السياسية والإقرار بمغربية الصحراء، مضيفا أن هذا لا يطرح مشكلا بالنسبة للصين.

وأكد يايموت أن الذي يطرح هذا الإشكال في هذا السياق الدولي المتحرك والدينامي هي روسيا بحكم علاقاتها التاريخية مع الجزائر وبحكم الكثير من الرؤى التي تصطدم فيها مع المنظومة الغربية التي لا يدور المغرب في فلكها لحد الآن.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *