وجهة نظر

ملاحظات حول تنديد روسيا بقرار اعتراف امريكا بالصحراء المغربية

في إطار اعتراف الولايات المتحدة بسيادة المغرب على الصحراء المغربية، الخميس 10/12/2020 حيث اعلن الرئيس دونالد ترامب قائلا إن “المغرب اعترف بالولايات المتحدة عام 1777، ومن المناسب أن نعترف بسيادته على الصحراء الغربية”.

من جهته، قال بلاغ للديوان الملكي المغربي إن الملك محمد السادس أجرى اتصالا هاتفيا مع ترامب الذي أعلمه بأنه أصدر مرسوما رئاسيا أميركيا، يقضي باعتراف واشنطن -ولأول مرة- بسيادة المغرب الكاملة على منطقة الصحراء المغربية.

وأضاف البلاغ البيان أن الولايات المتحدة قررت فتح قنصلية في مدينة الداخلة تقوم بمهام اقتصادية، من أجل تشجيع الاستثمارات الأميركية.

وجاء في مقابل هذا الاعتراف الامريكي بمغربية الصحراء تنديد روسيا بهذا الاعتراف معتبرة إياه” يتعارض مع القانون الدولي”

حيث جاء ذلك على لسان نائب وزير الخارجية الروسي، ميخائيل بوجدانوف، بحسب وكالة سبوتنيك الروسية للأنباء.

وقال بوجدانوف: “هذا انتهاك للقانون الدولي، هناك قرارات ذات صلة، هناك بعثة أممية لإجراء استفتاء في الصحراء، كل ما فعله الأمريكيون الآن هو قرار من جانب واحد يتجاوز القانون الدولي وقرارات مجلس الأمن الدولي التي صوت الأمريكيون أنفسهم لصالحها.

وبخصوص ذلك نقدم هذه الملاحظات التالية:

–اولا ، ان تنديد روسيا بقرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الرامي إلى اعتراف بلاده بسيادة المغرب على الصحراء المغربية، معتبرة أنه يتعارض مع القانون الدولي، في حين نعلم ان روسيا قبل هذا الاعتراف الامريكي بالصحراء المغربية لم تصوت على قرار مجلس الامن الدولي 2548 في اكتوبر الماضي المتعلق بتمديد بعثة المينورسو رغم ان هذا القرار لم يحمل أي إدانة من مجلس الأمن حول عرقلة البوليزاريو وقطع الطريق التجاري بالكركرات ولم يشر القرار للتمثيليات الدبلوماسية التي تم تدشينها مؤخراَ بمدن الصحراء المغربية ومع ذلك لم تصوت عليه روسيا.

– ثانيا بالنسبة للقرار الامريكي يدخل في القرار السيادي للدولة التي لها حق اختيار موقفها بكل حرية، خاصة وانها مقتنعة بمبادرة الحكم الذاتي التي اقترحها المغرب لطي هذا الملف المفتعل بشكل نهائي.

– ثالثا ان القرار الامريكي لا يتعارض مع قرارات مجلس الامن الدولي بل يتوافق معها إذ يحترم التوصل الى الحل السياسي لقضية الصحراء المغربية وهو ما ذهبت اليه كل قرارات مجلس الامن ويركز على اهمية مبادرة الحكم الذاتي كحل وحيد للقضية.

–رابعا ان الولايات المتحدة كانت دائما منذ 2007 تشيد بمبادرة الحكم الذاتي باعتباره حلا واقعيا وجديا وذو مصداقية وليس في عهد ترامب فقط

– خامسا بالنسبة لاحترام القانون الدولي ينبغي التذكير انه اكثر من 10 قرارات سابقة لمجلس الأمن منذ سنة 2007، والتي كرست سمو مبادرة الحكم الذاتي المقترح من قبل المغرب، والتي حظيت بإشادة من قبل مجلس الأمن والمجموعة الدولية باعتبارها مبادرة جدية وذات مصداقية لتسوية نهائية لهذا النزاع الإقليمي.

–سادسا ربما يكون هذا التنديد الروسي مرتبط في إحدى أهم حيثياته إلى انزعاج موسكو من قيادة المغرب لمشروع ضخم لنقل الغاز النيجيري عبر صحرائه باتجاه أوربا، وهو ما يشكل ضربة كبيرة للغاز الروسي الذي تستعمله موسكو لإبتزاز أوربا عند قيام توتر في المنطقة، وهو نفس الإنزعاج الجزائري التي تعتبر أن نجاح مشروع المغرب بنقل غاز نيجيريا عبر الصحراء هو ضربة اقتصادية موجعة للجزائر قد تؤدي الى انهيار لإقتصادها الذي يعتمد بنسبة 95% على بيع الغاز.

–سابعا ان روسيا تعتبر شريكا استراتيجيا اقتصاديا مهما للمغرب، بحيث تربطه إتفاقيات شراكة إستراتيجية مع روسيا ،مما جعل المغرب شريكا تجاريا كبيرا لروسيا في أفريقيا والعالم العربي وبالتالي فإن التعاون الاقتصادي والاستراتيجي الروسي مع المغرب يستفيد منه الطرفين وسيكون له انعكاس ايجابي في تطوير هذه الشراكات الاستراتيجية المغربية الروسية سواء على المستوى الاقتصادي اوالعسكري.

* محسن الندوي رئيس المركز المغربي للدراسات الاستراتيجية والعلاقات الدولية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *