ملف

“مملكة التناقضات”: ماهي أنواع الترفيه المفضلة عند المغاربة؟ (ح 74)

تنشر جريدة “العمق”، على حلقات، ترجمة حصرية لكتاب “مملكة التناقضات .. المغرب في مئة سؤال”* الذي قام بتأليفه المؤرخ الفرنسي الشهير بيير فيرمورين.

ويتكون الكتاب من مقدمة، بالإضافة إلى ثمانية أقسام؛ الأول تحت عنوان: “التاريخ .. مملكة ذات شرعية” ويشمل 14 فصلا، والثاني تحت عنوان: “الجغرافيا .. صلة الوصل بين فضائين كبيرين” ويشمل 8 فصول.

أما القسم الثالث فهو تحت عنوان: “المجتمع .. رصيد من التراكمات”، ويشمل 15 فصلا، في حين تمت عنونة القسم الرابع بـ “الديانة .. قوة إسلامية واعية بدورها”، ويشمل 10 فصول، أما القسم الخامس فقد جاء تحت عنوان: “السياسة .. تحت قيادة أمير المؤمنين”، ويشمل 15 فصلا.

القسم السادس، والمكون من 12 فصلا فقد جاء تحت عنوان: “الاقتصاد .. من الحمار إلى القطار فائق السرعة”، في حين اهتم القسم السابع المكون من 12 فصلا أيضا بالثقافة، بينما تم تخصيص القسم الثامن والأخير لمسألة العلاقة الدولية للمغرب، حيث “كل شيء من أجل الصحراء”.

وتكمن أهمية الكتابة في أنه يقدم نظرة حول المغرب بعيون مؤرخ فرنسي، حاول قدر الإمكان، أن يكون محايدا في قراءته لتاريخ المغرب، كما أن الكتاب سيكون وثيقة مهمة للباحثين المغاربة وغيرهم من أجل معرفة الشيء الكثير عن المغرب، الذي قال المؤلف إنه “مملكة التناقضات”.

الحلقة 74: ماهي أنواع الترفيه المفضلة عند المغاربة؟

في بلد غير محصن ضد العولمة، يقدم الترفيه كحق من حقوق الإنسان. إن القراءة والسينما والمسرح والمتاحف، وهذه الأنشطة الثقافية التي تحظى بالاهتمام في أوروبا، تظل حكرا على أقلية متعلمة فقط في المغرب وتحاول المراكز الثقافية الأوروبية تنظيم المعارض والمهرجانات، وفتح المكتبات ودعوة المحاضرين، ولكن دروس اللغة، التي لا يتمكن السكان من حضورها في المدرسة العمومية، لا تثير حماسا كبيرا.
باستثناء الطبقة الضئيلة من البرجوازية المغربية والنخب الوطنية التي تشبه أنشطتها الترفيهية أنشطة الغربيين (حفلات الرقص، أو سهرات العشاء العصرية أو الأسفار والسياحة في الفنادق الفاخرة وارتياد النوادي المختارة والتدليك أو الغولف)، فإن معظم المغاربة لديهم أنشطة تقليدية.

وعموماً، فإن الأنشطة الترفيهية الأكثر إقبالا، باستثناء المناسبات الدينية المتكررة، هي الزيارات العائلية للنساء والمقهى بالنسبة للرجال ثم الشبكات الاجتماعية التي بدأت تأخذ مكان التلفزيون والجولات في الطبيعة، بما في ذلك المنتجعات الساحلية الصيفية، وأخيرا الاهتمام بكرة القدم.

منذ الثمانينات، أصبح للتلفزيون مكانة كبيرة في الأسر المغربية، بغض النظر عن البيئة الاجتماعية. كان جهاز التلفزة يشتغل باستمرار وفي كثير من الأحيان بصوت عال جدا، حتى خلال وجبات الطعام أو أمسيات رمضان. وعلى الرغم من أن عدد القنوات الفضائية آخذ في الارتفاع، فإن التلفزيون بدأ يفسح المجال جزئياً للشبكات الاجتماعية.

وللمرة الأولى في تاريخهم، تتاح الفرصة للمغاربة لمخاطبة بعضهم البعض دون وسطاء، حتى لو كانت الشرطة تراقبهم، للتعليق على تصرفات السلطات، وكذلك على النشاط السياسي والاجتماعي للبلاد. وبما أن الصحافة لم تُقرأ قط كثيراً، فإن هذه الظاهرة، التي تستأثر الآن بأوقات اثنين من كل ثلاثة من سكان البلد، لم يسبق لها مثيل.

وعلى نحو تقليدي، تقضي المرأة المغربية الكثير من حياتها في التسوق، حيث تعد وجبات الطعام اليومية، وتستقبل الأقرباء خلال الحفلات والطقوس الدينية، وهي فرصة للكثيرات منهن للاستمتاع بحياة اجتماعية.

كما أن احترام الحماة وأبناء العم وأفراد العائلة يتطلب أيضاً نشاطاً مكثفاً في المنزل. إن إعداد الحلويات المغربية وتقديم الشاي يستغرق وقتا. ومع ذلك، في عطلة نهاية الأسبوع أو في عندما يكون الطقس جيدا، فإن المتنزهات والحدائق وحدائق الحيوان والبساتين والمزارع القريبة من المدن وما إلى ذلك – تكون مكتظة بالزوار.

الناس يحبون اللقاء والتجول الجماعي وإذا لزم الأمر في أماكن جميلة مثل البحيرات أو الشلالات أو الوديان، وهو ما يجلب البهجة للجميع.

في فصل الصيف، يتم تقاسم جميع أنواع الأنشطة الساحلية من قبل مليون شخص، على الشواطئ المزدحمة في كثير من الأحيان. بالنسبة للكثيرين منهم، لا يستطيع المغاربة السباحة، ولا يزال الاستحمام البحري ممارسة هامشية.

وأخيراً، لن تكون هذه الصورة عادلة إذا لم نذكر كرة القدم والملعب والمقاهي، حيث يجتمع الرجال أمام شاشات التلفزيون – وخاصة مباريات البطولة الإسبانية – ويشربون القهوة. في المغرب، لا شيء ينافس حب كرة القدم ويتابع الناس بث مقابلات المنتخب الوطني بحماسة زائدة.

ترجمة: العمق المغربي

يتبع …

تنويه: ما يرد في هذه السلسلة هو وجهة نظر الكاتب وليس تعبيرا عن رأي جريدة “العمق المغربي”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *