سياسة

ماء العينين: البيجيدي يعيش مخاضا مؤلما ويحتاج لنقد ذاتي حقيقي

دعت البرلمانية في حزب العدالة والتنمية وعضو مجلسه الوطني، أمينة ماء العينين، إلى إجراء نقد ذاتي حقيقي لحزب المصباح، قائلة إنه يعيش مخاضا مؤلما.

وكتبت ماء العينين، في تدوينة على حسابها بموقع “فيسبوك” أن البيجيدي يعيش “مخاضا وإن كان مؤلما وطبيعيا لمن يمتلك أدوات التحليل الموضوعي، فإنه في نفس الوقت يظل مفيدا لو عرف كيف يستثمره في اتجاه البناء والتصحيح والتصويب”.

وقالت ماء العينين إن حزبها “يعيش بوادر ولادة جديدة تبدو قسرية”، مشيرة إلى أن “ما يضفي عليها طابع الصعوبة والتعقيد هو هذا الانحسار المخيف للنقاش النظري المؤطر لتحولات جارفة لا يصنعها الحزب ولا قبل له بالتحكم فيها، منذ أن خاض تجربة تدبير الشأن العام والشأن الترابي لمدة عشر سنوات، علما أن خصوصية هذا التدبير ومرجعيته لا تستوعبها دائما خلفية الحزب النظرية التقليدية”.

“يحتاج حزب العدالة والتنمية اليوم إلى نقاش واسع وعميق بدون عقد أو مركب نقص أو استحضار لنظرية المؤامرة أو توجس من الخصوم والمتربصين وهم متعددون بلا شك”، تضيف ماء العينين.

وتابعت أن البيجيدي يحتاج اليوم إلى “جرأة كبيرة في التقييم والنقاش والتجديد الفكري والنظري، والتخلص من عقدة الخوف ومن قلق السؤال وحيرة الفكر لدى أبنائه وشبابه”.

ودعت إلى تجاوز منطق “إطفاء الحرائق والنقاش المجتزأ تحت ضغط الوقائع والأحداث، لأنه سيظل حبيسا لمنطق التبرير أو منطق الهجوم والرفض العاطفي، أما إن استحضرنا تأطير النقاش بهواجس التنظيم، فسنسقط حتما في المزايدة وتصفية الحسابات الشخصية أو التنظيمية، وهو ما لن يساعد على تجاوز الأزمة بقدر ما يسهم في تكريسها بتعميق الاحتقان الفكري وتأجيل الانفجار وتجلياته المختلفة”.

وتساءلت “هل أجرى الحزب تقييما حقيقيا وصريحا لتجربة عشر سنوات من المساهمة في الحكم من موقع رئاسة الحكومة وتصدر البرلمان وتسيير الجماعات بأغلبيات غير مسبوقة في التاريخ الانتخابي للمغرب؟ هل يعرف الحزب إلى أين يتوجه اليوم وما هي أطروحته المؤطرة لوجوده السياسي في المرحلة المقبلة التي تدل كل المؤشرات عل أنها مرحلة ليست باليسيرة؟ هل حاول الحزب التخلص من تأثُّر نقاشه الداخلي بالهجومات الخارجية التي تستدرجه لاستنزاف الطاقة في مواجهتها والرد عليها، بدل الانكباب على نقاش داخلي حقيقي وعميق بدون سقف وبدون خطوط حمراء؟”.

وأوضحت أن حزب المصباح يعيش “مرحلة انتقال بين جيلين”، مشيرة إلى أن بوادر صعوبة الانتقال بدأت تظهر “إن لم يتم ضخ ما يستلزمه الأمر من السلاسة والتفهم والقدرة على التحليل والاستشراف”.

واعتبرت البرلماني أن ما عطل النقاش الداخلي للبيجيدي وجعله “سطحيا في المرحلة الأولى هو نشوتنا بانتصارات انتخابية تبين أنها كانت أكبر من حجمنا وسابقة على استعداد بنيتنا الفتية سياسيا وفكريا، وهي البنية القادمة من مجال الدعوة السائد داخل الحركة الإسلامية”.

واسترسلت، “أما ما عطل نفس النقاش المؤجل في المرحلة الثانية، فهو الخلاف السياسي والتنظيمي القوي الذي انطلق مع إعفاء ذ.بنكيران، والذي لم يستطع الحزب تجاوزه، فأصبح هاجسا مؤطرا لكل نقاش أو تساؤل أو نقد، فتحول عمليا إلى عقدة صار لزاما التخلص منها للاستمرار”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *