وجهة نظر

القاسم الإنتخابي أو العبث الإنتخابي

*للأسف، يدور نقاش حول القاسم الانتخابي منذ بضع شهور، هو نقاش يحسب عدد المقاعد التي يمكن أو بعبارة أدق التي يجب أن يربحها كل حزب،على قاعدة عدد المسجلين بدل عدد الأصوات الصحيحة،وهذا سيضر ولاشك بالعملية السياسية برمتها.

*المتمعن في الأمر يستنتج أن هذا القاسم الإنتخابي يروم محاصرة قوة سياسية معينة وتشتيت الخريطة السياسية بل التحكم فيها،نعم إحتساب القاسم الإنتخابي على اساس عدد المسجلين سيجعل عملية توزيع المقاعد تشمل أحزابا صغيرة أو متوسطة،أو كانت كبيرة وتعرضت للإنهيار، وهذا سيضر ولاشك بمصداقية العمل السياسي وبمصداقية الانتخابات، المطلوب عكس ذلك تماما، أن يعطي المغرب صورة سياسية أكثر تقدما مما سبق في الانتخابات الماضية،لا أن يرجع للوراء بتشجيع البلقنة التي تضر بالحياة السياسية،هذه البلقنة التي ناضلت كثير من الأحزاب لتفاديها وتفادي عواقبها،هذه البلقنة التي أخرت كثيرا تطور الحياة السياسية.

*ترى كيف نشأت فكرة القاسم الإنتخابي عند بعض الاحزاب رغم عدم منطقيتها ؟؟؟أهي قدرة بعض السياسيين على الاستغفال؟؟؟؟؟، لأن القاسم الإنتخابي على قاعدة عددالمسجلين سيقحم عددا كبير جدا من الناخبين مسجلين وغير مكثرتين بيوم الإقتراع ،سيجري إقحامهم عنوة في حساب المقاعد،بعبارة أخرى جعلهم مشاركين في الانتخابات رغما عنهم!

* كيف يعقل هذا؟هل نحن أمام هلوسة جماعية تريد أن تأخذنا للا معقول واللا المنطق السياسي؟كان المطلوب العكس تماما، رفع مستوى الثقة في المؤسسات، لتشجيع المواطنين على تجنب العزوف،وكان المفروض ان يكون الهاجس ماسيربحه الوطن والمواطنين،لا ماسيربحه أو يخسره حزب معين!!!!!،نعم ، لأن المشاركة في الانتخابات ليست هدفا في حد ذاتها،بل وسيلة ،الإصلاح هو الهدف ،تحقيق المصالح ودفع المفاسد بالقدر المناسب هي الاهداف الواجب النضال من أجل تعزيزها،يجب أن يكون الصراع السياسي حول البرامج ما تحقق منها وما لم يتحقق،حول القيم والمبادىء،حول المسؤولية وانعدام المسافة بين الأقوال والوعود والافعال،هذا ماينتظره المواطن،نعم ينتظر المواطن ذلك المناضل الذي سيترافع لأجله،مع إمكانية محاسبته بل وإقالته إذا أخل بوعوده والتزاماته.

*هل نحن أمام جيوب جديدة لمقاومة الإصلاح؟ لا يمكن صناعة تنمية وإصلاح بالتدليس،لأن الشعب ذكي،يلاحظ،ويراقب،ويستنتج، ويجب أن تبقى له الكلمة العليا،ولا نقبل بانتكاسة جديدة ستزيد من المسافة بين المواطن والأحزاب السياسية بل والعمل السياسي برمته.

*المعركة الحقيقية للأحزاب يجب أن تكون التنافس في نشر الوعي السياسي الصحيح، ومواجهة الواقع بلغة الصدق والحقيقة ولو كانت مؤلمة،اما المطالبة بقاسم انتخابي على قاعدة عدد المسجلين فلا يمكن أن يحصل الا في بلد الأحزاب التي فقدت منطقها السياسي،وأصبحت تعيش في جو من اللامنطق واللامعقول،من ضرب بالقوانين والتشريعات عرض الحائط

*نعم بإقحام القاسم الإنتخابي ستكون الأحزاب المطالبة به،سببا في تهاوي الديموقراطية،كيف لا وسيتم إقحام المهاجرين،والمقاطعين،والموتى، سيجري إذن ذبح الديموقراطية على محراب القانون، وقد يتولى الانتهازيون مقاليد الامور،وسيتم تأييد البلقنة التي أعاقت تطور الحياة السياسية !

*يتساءل أحد المواطنين مستهزءا، هل يأتي القاسم الإنتخابي للإنقاذ من ورطة الإسلاميين ؟من هذا العبقري الذي يكره الفارق بين الأحزاب ويريد تحقيق المساواة بينهم؟ لا يريد فرقا بين مغاربة مصوتين و مغاربة غير مصوتين؟؟؟؟ هل يريد أن يربي الشعب على القبول بأية نتيجة كانت؟؟؟؟؟؟؟هل هو استغفال للشعب إذن؟؟؟،

سيفهم المغاربة أن الغاية من القاسم الإنتخابي هي التحكم في العملية الإنتخابية،ظاهر الأمر هو ترسيخ التعددية وتكافؤ الفرص وباطنه تحطيم قوة حزب ما،والقطع مع ظاهرة المقعدين والثلاتة!،هو تزوير إذن لنتائج الانتخابات بشكل قانوني،وإفساد للعمل السياسي برمته للأسف.

* عوض التنافس على برامج ومبادىء، ننادي بهذا القاسم الإنتخابي أو العبث الإنتخابي!!!! ،هل نعيش إذن أزمة موت الأحزاب؟

*حذار من إستغفال الشعب،قد يفقد الثقة في العمل السياسي برمته أمام هذا العبث السياسي، خاصة إذا أحس أن السياسين لم يدافعوا عن أدوارهم المكفولة في دستور 2011 .

* أمل البقالي / نائبة رئيس مجلس جماعة اكادير ومستشارة بجهة سوس ماسة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *