مجتمع

الرشيدي: سابق لأوانه الحديث عن تأثير الجائحة في اتساع رقعة الفساد بالمغرب

اعتبر محمد بشير الراشدي، رئيس الهيئة الوطنية للنزاهة والوقاية من الرشوة ومحاربتها، أنه من السابق لأوانه الحديث عن تأثير جائحة “كورونا” في اتساع رقعة الفساد بالمغرب، في ظل غياب معطيات كمية ونوعية مضبوطة كفيلة بتأكيد المنحى التصاعدي لمظاهر الفساد بسبب جائحة كورونا.

الراشدي الذي كان يتحدث في ندوة علمية حول موضوع “تعزيز النزاهة والوقاية من مخاطر الفساد في ظل جائحة كورونا”، أوضح أن الأمر الأكيد هو أن الجائحة نزلت بثقلها الأكبر على الفئات الأكثر هشاشة، وضَاعفَت بالتالي احتياجاتِها إلى الحقوق الأساسية، الأمر الذي وضع منظومة الحكامة أمام اختبار حيوي لإثبات نجاعتها في ضمان الولوج المتساوي والشفاف لمختلف الخدمات.

وأضاف المتحدث، أنه “إذا كان تنامي الفساد، كما جاء في تقرير التنمية البشرية، يبقى مرتبطا على الخصوص بطبيعة برامج التنمية المعتمدة في مجال محاربة الفقر وتحقيق المساواة وتحسين المستوى النوعي للمعيشة وتقليص الفجوات في الاستفادة من إمكانيات التنمية البشرية المتجددة، فإن التصدُّع الذي أصاب هذه البرامج تحت تأثير الأضرار البليغة لجائحة كورونا من شأنه أن يساهم في تفجير بؤر الفساد ويؤججَ تفاعلاته، بالنظر للالتقائية المؤكدة بين تعثر البرامج التنموية وتفشي الفساد”.

وتساءل الراشدي، “إذا كان تأثير الجائحة في إفراز مظاهر الفساد يبدو أمرا مستساغا في انتظار تأكيده وقياسه بمعطيات ميدانية مثبِتة، فهل كانت المقاربات المعتمدة والإجراءات الضرورية لمواجهة الجائحة عاملا مساهما في فتح بؤر جديدة للفساد؟ وما هي أوجه القصور في الإجراءات المصاحبة لضمان الشفافية والوقاية من مخاطر تفشي الفساد؟”.

تفاعلا مع هذا التساؤل، يضيف رئيس الهيئة الوطنية للنزاهة والوقاية من الرشوة ومحاربتها، لا بد من التأكيد في البداية على أن الطابع الاستعجالي والاستثنائي والراهني لإجراءات مواجهة الجائحة أمر يفرض نفسه على جميع الدول والحكومات، لضمان المحاصرة الحثيثة لارتدادات هذه الجائحة الكمية منها والنوعية.

وأشار الراشدي، إلى أن “تقارير المؤسسات المعنية بمكافحة الفساد، الوطنية منهاوالدولية، وأخص منها بالذكر البنك الدولي وصندوق النقد الدولي ومنظمة الأمم المتحدة والشبكة العالمية للوقاية من الفساد NCPA، تُجمع على أن الطابع الاستعجالي والآني لمقاومة الجائحة يُرجِّح حدوث انزلاقات ذات صلة بأفعال الفساد”.

وأبرز المسؤول ذاته، أنه ما فتئت هذه المنظمات تنبه إلى أن احتمالات حدوث الفساد ساهم في تَغْذِيَتِها ضُعفُ إمكانيات الولوج للمعلومات والبيانات المفتوحة إضافة إلى المساحة الضيقة للمساهمة المجتمعية والمدنية على مستوى الفعل والمراقبة، مما جعل فضاء شبكات التواصل الاجتماعي الملاذَ الوحيد لإسْماع صوت المجتمع ولممارسة التعبئة الوطنية، الأمرالذيفتح الباب أمام الانتشار الواسع للمعلومات والأخبار الزائفة.

وخلص إلى التأكيد على أنه إذا كانت جائحة كورونا قد شكلت، وما زالت، اختبارا حقيقيا لمختلف الدول والمؤسسات الحكومية، وجعلتها مطالبةً بالتأقْلُم السريع مع الأزمة، بتفعيل إجراءات استعجالية لمواجهة الجائحة، فإن من الوجاهة التأكيد على أن مقومات الحكامة الجيدة بإمكانها توفير الالتقائية بين الهدف الرامي إلى تحقيق المرونة والقدرة على مسايرة وتحصين العمل الاستعجالي، وهدف تحصين تدبير الشأن العام من الانفلاتات المحتملة للفساد.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *