مجتمع

منظور: السلطات لم تتفاعل مع نداءاتنا لإنقاذ الفنيدق.. والمدينة تحتاج لتدخل حكومي مستعجل (فيديو)

تصوير ومونتاج: ياسين السالمي

اعتبر الفاعل الجمعوي وعضو مجموعة “التفكير من أجل الفنيدق”، عبد الرحمن منظور الشعيري، أن الجهات المسؤولة لم تتفاعل مع نداءات الساكنة من أجل إنقاذ الفنيدق من أزمتها الاقتصادية الخانقة التي تعيشها منذ إغلاق معبر باب سبتة، مشيرا إلى أن المدينة تحتاج إلى تدخل حكومي مستعجل.

وقال منظور في حوار مع جريدة “العمق”، إن إغلاق معبر باب سبتة وتوقيف التهريب المعيشي، إلى جانب تداعيات جائحة كورونا، تسببوا في إغلاق ما يناهز 600 محل تجاري بالفنيدق، وتوقف 3600 عامل قانوني بسبتة عن العمل، فيما يُقدر عدد المواطنين الذين أصبحوا بدون مورد رزق بالفنيدق بحوالي 9000 شخص.

وسجل المتحدث ارتفاع نسبة الطلاق، وحالات نزاع مرتبطة بعدم أداء السومة الكرائية، وهجرة ما يناهز 3000 شخص إلى خارج المدينة، وانتقال حوالي 900 تلميذ من القطاع الخاص إلى العام، بالموازاة مع تخفيض أجور %10 من أساتذة التعليم الخصوصي.

ويرى الفاعل الجمعوي أن الفنيدق في ظل هذه المعطيات، تعيش كسادا اقتصاديا عاما جراء إغلاق المعبر وتداعيات أزمة كورونا، في ظل عدم تدخل الحكومة، وهو ما دفع سكان المدينة إلى الخروج في مظاهرات حاشدة تطالب بتوفير بدائل اقتصادية تمكنهم من الحصول على مورد رزق.

وأوضح أن مجموعة من أطر المدينة أسسوا مجموعة “التفكير من أجل الفنيدق” من أجل الترافع عن المدينة، حيث أطلقت المجموعة “نداء الفنيدق” وقعته مائة شخصية محلية ووطنية، تطالب الحكومة بتدخل عاجل من أجل إيجاد حلول للأزمة التي تعيشها المنطقة.

وفي هذا الإطار، يضيف المتحدث، اقترحت المجموعة استثمار الاقتصاد التضامني، وفتح المعبر وفق شروط إنسانية من أجل أن يلج العمال القانونيين إلى سبتة، ويخرج سكان المدينة المحتلة إلى الفنيدق لكي تنتعش الحركة الاقتصادية، إلى جانب الاستثمار في الصيد البحري والسياحة القروية وإنعاش التجارة.

وأضاف: “نداءاتنا لم تتم الاستجابة لها بالشكل المطلوب، إلى أن وقعت الاحتجاجات التي دفعت والي الجهة إلى تنظيم سلسلة من اللقاءات، وهذا يدل على أن الأمر يحتاج لبرامج عملية وتدخل حكومي وحوار حقيقي مع النخب الحية في المدينة، سياسيا ومدنيا واقتصاديا، انطلاقا من الوضوح والإرادة الحقيقية”.

يُشار إلى أن مدينة الفنيدق شهدت احتجاجات حاشدة، خلال أيام الجمعة الماضية، نظمها سكان المدينة بشكل عفوي، غالبيتهم من النساء والشباب، للمطالبة بإنقاذ المدينة من أزمتها الاقتصادية وتوفير فرص شغل لأبناء المنطقة.

وشهدت الجمعة الأولى من الاحتجاجات (5 فبراير) تدخلا أمنيا، حيث أعلنت عمالة المضيق-الفنيدق عن إصابة 16 شخصا خلال المظاهرات، من بينهم 6 أمنيين، فيما تم اعتقال 4 محتجين، قبل أن يتم الإفراج عنهم بعد إدانتهم من طرف المحكمة الابتدائية بتطوان بستة أشهر موقوفة التنفيذ.

الاحتجاجات التي تشهدها المدينة دفعت السلطات المحلية والجهوية، إلى عقد سلسلة من الاجتماعات قادها  والي جهة طنجة تطوان الحسيمة، محمد امهيدية، من أجل التخطيط وبرمجة مشاريع توفر بدائل اقتصادية لساكنة المنطقة.

وكانت جريدة “العمق” قد قامت بجولة في مدينة الفنيدق واستطلعت آراء الساكنة والتجار والفاعلين الحقوقيين والسياسيين والجمعويين حول الوضع الاقتصادي والاجتماعي بالمنطقة، حيث أجمع المتدخلون على أن المدينة تحتاج إلى تدخل عاجل قبل “تفجر الأوضاع”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *