سياسة، مجتمع

الزياني: تداعيات إغلاق معبر سبتة كانت كارثية.. والفرصة سانحة لتغيير صورة المنطقة (فيديو)

برلمانية عن الاتحاد الدستوري

قالت النائبة البرلمانية عن حزب الاتحاد الدستوري والمستشارة بجماعة الفنيدق، خديجة الزياني، إن تداعيات إغلاق معبر باب سبتة كانت كارثية على المستوى الاجتماعي، معتبرة أن رسالة احتجاجات الساكنة وصلت إلى السلطات، وأن ما وقع أتاح فرصة سانحة لتغيير صورة المنطقة جذريا.

وأوضحت الزياني في حوار لجريدة “العمق”، أن عددا كبيرا من شباب ونساء ورجال المدينة ممن كانوا يحصلون على لقمة العيش من التهريب المعيشي، أصبحوا بدون مورد رزق، مشيرة إلى أن المدينة تعيش “سكونا اقتصاديا” تجلى أساسا في إغلاق مجموعة كبيرة من المحلات التجارية والمقاهي والمطاعم.

واعتبرت أن إغلاق المعبر خلف خسائر جمة، وأوقف دينامية وحركية المدينة، حيث تضرر أيضا، إلى جانب ممتهني التهريب المعيشي، العمال القانونيين الذين كانوا يشتغلون بعقود عمل في سبتة، إضافة إلى من كانوا يدخلون المدينة المحتلة من أجل التطبيب أو الدراسة أو من لهم عائلات هناك.

وأشارت في المقابل إلى أن قرار إغلاق المعبر كان سياديا وجريئا، لافتة إلى أن المهمة الاستطلاعية البرلمانية حول معبر باب سبتة كانت قد رصدت أوجه معاناة النساء “الحمالات”، ومتمنياتهن بتوفير بدائل اقتصادية تنهي مشاهد الذل والإهانة التي كن يتعرضن لها.

وأضافت أن من بين توصيات المهمة الاستطلاعية، أنسنة المعبر عبر توفير موارد بشرية مخصصة لذلك، ثم توفير بدائل اقتصادية حقيقية، من بينها إخراج منطقة الأنشطة الاقتصادية، وإنجاز دراسة سوسيو اقتصادية لمعرفة المستوى الدراسي والاجتماعي للمشتغلين في المعبر من أجل إدماجهم في سوق الشغل.

وكشفت الزياني أنها نقلت أكثر من مرة معاناة الساكنة، منذ بداية إغلاق المعبر، عبر أسئلة برلمانية كتابية وشفوية ولقاءات محلية وجهوية ومركزية ومع رئيس الحكومة، موضحة أن الدولة عازمة اليوم على إيجاد حل سريع وقابل للتنزيل على أرض الواقع لوقفة أزمة المنطقة، خاصة أن رئيس الحكومة وعد بإيجاد حلول للمنطقة.

وترى البرلمانية أنه بعد احتجاجات الجمعة الأولى، سارعت السلطات على المستوى الجهوي إلى عقد اجتماعات مطولة مع فاعلين اقتصاديين وسياسيين وجمعويين من أجل إيجاد حلول حقيقة بديلة للمدينة، قائلة: “استبشرنا خيرا بهذه اللقاءات، خصوصا أن المنطقة تحظى باهتمام الملك، وبالتالي لن يطالها الإهمال”.

واعتبرت الزياني أن “الوقت مناسب الآن، والفرصة السانحة لتغيير صورة منتطقتنا من منطقة للتهريب المعيشي إلى منطقة للأنشطة والجذب الاقتصادي”، لافتة إلى أن البرنامج المندمج الاقتصادي والاجتماعي لعمالة المضيق الفنيدق يضم عددا من الإجراءات، كما أن الأشغال قائمة ليل نهار لإنجاز منطقة الأنشطة الاقتصادية.

وبخصوص البدائل الآنية، طالبت الزياني بتخصيص حصة محترمة للعمل في ميناء طنجة المتوسط لأبناء المنطقة، وإدماج النساء في سوق الشغل عبر شركات ومقاولات، داعية إلى تأهيل المنطقة سياحيا نظرا لموقعها الاستراتيجي وما تزخر به من مؤهلات، وتحفيز الشباب على إحداث مقاولات سياحية.

يُشار إلى أن مدينة الفنيدق شهدت احتجاجات حاشدة، خلال أيام الجمعة الماضية، نظمها سكان المدينة بشكل عفوي، غالبيتهم من النساء والشباب، للمطالبة بإنقاذ المدينة من أزمتها الاقتصادية وتوفير فرص شغل لأبناء المنطقة.

وشهدت الجمعة الأولى من الاحتجاجات (5 فبراير) تدخلا أمنيا، حيث أعلنت عمالة المضيق-الفنيدق عن إصابة 16 شخصا خلال المظاهرات، من بينهم 6 أمنيين، فيما تم اعتقال 4 محتجين، قبل أن يتم الإفراج عنهم بعد إدانتهم من طرف المحكمة الابتدائية بتطوان بستة أشهر موقوفة التنفيذ.

الاحتجاجات التي تشهدها المدينة دفعت السلطات المحلية والجهوية، إلى عقد سلسلة من الاجتماعات قادها  والي جهة طنجة تطوان الحسيمة، محمد امهيدية، من أجل التخطيط وبرمجة مشاريع توفر بدائل اقتصادية لساكنة المنطقة.

وكانت جريدة “العمق” قد قامت بجولة في مدينة الفنيدق واستطلعت آراء الساكنة والتجار والفاعلين الحقوقيين والسياسيين والجمعويين حول الوضع الاقتصادي والاجتماعي بالمنطقة، حيث أجمع المتدخلون على أن المدينة تحتاج إلى تدخل عاجل قبل “تفجر الأوضاع”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *