وجهة نظر

في شأننا.. في شأن ما يجري فينا وبيننا؟

جملٌ، لعلَّها مفيدة، في الموضوعين معاً..

لم أنشرُ، منذُ زمنٍ ليس بالقليل.. اِكتفيتُ بتدويناتٍ صغيرة على الفايس طولَ هذا الوقت، وأنا أتأمَّلُ ما يجري حولنا وفينا، من حُمقٍ وأمل.. أوْ، وأنا أحيَى ما يجري في أعماقي، من انزعاجٍ وأحلامٍ باقيّة..

مُنزعجٌ أنا، كثيراً، مِنْ بعضِ ما يجري فينا..

يُزعجُني مثلاُ، أنْ يظلّ بعضُ شبابِنا وأبنائِنا وراءَ القضبان، منذ الاحتجاجاتِ الاجتماعية في الحسيمة وغيرها… أو على إثرِ نشاطٍ إعلامي، ثقافي ومدني، هنا وهناك..

أزعجتْني وتزعجُني عميقاً، ليس فقط هذه المُتابعات والاعتقالات وأحزان البيوتِ المكلومة والأوجاع خلفَ القضبان في حدِّ ذاتها.. لكنّني مُنزعجٌ أكثر، من حماقةِ وعنفِ الأحكام الصَّادرة والنَّافذة، في حقِّ مَنْ سُجنواْ، إلى حدِّ السنين المديدة أو ثُلثِ العمرِ تقريباً.. 20 سنة في غياهبِ السِّجن بين الأسوار، هكذا، بِجرّةِ قلمٍ غاضب..

مُنزعجٌ أنا، كثيراً، مِنْ بعضِ ما يجري حولنا، أيضاً..

بيننا وبين الجزائر، وبين الجزائرِ وبيننا، تاريخٌ طويلٌ مديدٌ مشتركٌ ومتشارك.. بيننا جَوْرَةُ الجغرافيا، جَورةُ الهوِّيات الجامعة، والمصيرُ والمصالحُ العالية.. وبيننا، للأسف المؤلم، حزازاتٌ خرقاء، حماقاتٌ قاتلة، حدودٌ وهميَّة مُصطنعة (…) وأطماعٌ أجنبيَّة مُتواصلة، بتركةِ وخُططِ الاستعمارِ والعملاءِ والاستبدادِ والتخلُّفِ، وكذا بمُخطَّطات وسيّاسات الّصّهيونيةِ أيضاً، حتَّى لا نُخطأ أو نتَناسَى ونَنسَى..

فهل كان ولا بدّ، أنْ لا نُنهي الآثارَ المُحزنة لما سميَّ ب “حرب الرمال”..؟

هل كان ولا بُدّ، أنْ يستمرّ المشكلُ ويُغذَّى في صحرائنا، كل هذا الوقت، بكل هذه العقود الطَّويلةِ الثَّقيلةِ.. وبكل هذا العِناد القاتل التَّافه؟

وهل كان ولا بُدَّ، لهذا الحمقِ أن يتواصلَ بين الأشقَّاء، أعني بين الجزائر والمغرب وبين المغرب والجزائر.. وأنْ يُستدعى لمفاقمةِ هذا الجرحِ كل الأعداء، من الصَّهاينةِ ومن قوى الاستعمار، القريبة والبعيدة..؟

هل من حقِّنا أنْ نحلمَ بالسَّراحِ الوشيكِ لمعتقلي الاحتجاجات والرأي، قبل رمضان الكريمِ، المُقبلِ مثلاً..؟

هل نحلم، وهذه الحماقات بيننا على ما هيّ عليه، بعودةِ الحِكمةِ والطِّيبةِ والتَّعاونِ البنَّاءِ الخلَّاقِ المُثمر، إلى الرؤوسِ الحاكمة في الجزائر والمغرب على حدٍّ سواء..؟

وهل تكون الخُطوَة الأولى، على الطَّريقِ السَّديد، العفو الشَّامل على معتقلي ومعتقلات الاحتجاجات الاجتماعية والرأي، هنا وهناك (…) وكذا، الإيقاف الفوري لحملاتِ وحروبِ ما صار معروفاً بأنشطةِ “الذّباب الإلكتروني” – حاشكم؟- بين الجزائر والمغرب وبين المغرب والجزائر، عِلْماً أنَّ الصّهيوني والمُتصهْين يخترقُ الطّرفين اختراقاً ملحوظاً، ملموساً، خطيراً وفتَّاكاً…؟

إنَّني أحلم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *