مجتمع

المرأة القروية بتاونات.. معاناة يومية من أجل البحث عن التدفئة والكلأ للماشية

البحث عن التدفئة أول ما تبدأ به المرأة القروية يومها بجماعة الودكة باقليم تاونات، التي عرفت تساقطات ثلجية قوية هذه السنة.

بداخل مدفأة يغطها الصدأ تضع خالتي رحمة قطعا من الحطب اليابس، وتوقد نارا يلتف حولها الأبناء والأحفاد، واضعة فوق المدفأة سخان الماء لإعداد الشاي.

قبل تناول إفطارها تعمل الأم “الودكية” على تقديم الطعام إلى أبقارها التي جعلت من بيتها الآخر مسكنا لها، خوفا عليها من شدة البرد القارس.

تقدم لها أوراق الأشجار وبعض حشائش الأرض كبديل عن الرعي الخارجي، الذي يكاد يكون منعدما مع تساقط الثلوج. دون أن تنسى دجاجاتها التي تنتظرها منذ طلوع الشمس لإطعامها، أما دوابها فلا ترضى إلى بسطل من البلوط طعاما لها.

تظل حياة المرأة القروية بالمناطق النائية صعبة لكن التساقطات الثلجية تزيد من صعوبتها، فعلى غرار كل نساء القرية، وفي غياب ما تجوده به الأرض من حشائش بسبب الثلوج، تقطع خالتي رحمة مسافات طويلة للوصول إلى قطعة أرض لها تتواجد بعيدا عن القرية، وذلك من أجل جلب قوت لماشيتها.

بفأس صغير تقضي أكثر من ساعيتن وهي تقتلع أعشابا برية متحملة برودة الجو، إلى أن تملأ أكياسا ترى أنها كافية لإشباع بطون أبقارها ودوابها.

وهي تحزم ما جمعته من الكلأ تحكي خالتي رحمة لجريدة “العمق”، “الماشية أهم شيء في حياتنا، فهي مصدر عيشنا وبها نقضي حاجاتنا”، تتابع حديثها وهي تمسح قطرات العرق على جبينها، “تزداد معاناتنا مع التساقطات الثلجية التي تغطي الأعشاب وتبرد الحطب”.

تمتاز جماعة الودكة بطبيعتها الخلابة في كل الفصول، وقد عرفت تساقطات ثلجية مهمة خلال هذه السنة إلا أن عاصفة ثلجية قوية ضربت المنطقة فأدخلت الساكنة في عزلة تزيد عن ثلاث أيام قبل أن تبادر السلطات المحلية بفتح الطريق.

بقرب مدفأتها تحكي خالتي رحمة عن عزلتهم الدائمة بسبب البنية التحية المهترئة للطريق الرابطة بين جماعة الودكة ودائرة عفساي، “نعاني الأمرين مع الطريق الذي تملؤها الحفر، فلا نستطيع الذهاب إلى المستشفى، كما أن المرأة الحامل تظل مهددة بالخطر بسبب صعوبة التنقل”، موجهة رسالة قوية للمسؤولين من أجل إيجاد حلول لمعاناتهم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *