مجتمع

انهيارات في قنطرة إمي نفري الطبيعية تسبب إصابات وتعيد جدل “انتهاك” المعلمة

قنطرة إمينفري

شهدت قنطرة إمي نفري الطبيعية نواحي مدينة دمنات انجرافات وتساقطات صخرية، جراء انهيار جزئي بسبب غزارة التساقطات التي شهدتها المنطقة خلال الأيام الأخيرة، وتسببت في إصابة بعض الزوار حالة شخصين منهم حرجة.

ووفق ما تناقلته مصادر محلية فقد تم نقل شخصين إلى قسم المستعجلات بمستشفى ابن طفيل بمراكش نظرا خطورة الحالة، فيما تلقى المصاب الثالث علاجه بمستشفى مدينة دمنات.

وسبق لجريدة “العمق” قبل ما يزيد عن سنة أن نبهت للمخاطر التي تهدد القنطرة التي يبلغ عمرها ملايين السنين، والتي تعد موقعا بيولوجيا وإيكولوجيا مصنفا تراثا وطنيا منذ أربعينات القرن الماضي.

ويحتضن الموقع قنطرة كلسية طبيعية، تشكلت عبر ملايين السنين بفضل تفاعلات مياه العيون المالحة مع المكونات الجيولوجية للصخور المحيطة بها؛ كما يعتبر من الفضاءات المميزة للمتنزه الجيولوجي امكون، المصنف عالميا من طرف منظمة اليونسكو.

هذا الغنى الطبيعي للموقع الذي يتباهى به كل أبناء المنطقة، والذي يمكن أن يشكل بنية سياحية توفر مناصب شغل تعفي العديد من أبناء المنطقة من الهجرة إلى مدن أخرى، وخصوصا أولئك الذين يشتغلون في المجال السياحي، يقابله إهمال غير مبرر من لدن القائمين على شؤونه، وتدبير غير معلقن سيعجل بانهيار القنطرة الطبيعية التي تعد أهم عنصر يتميز به هذا الموقع السياحي.

مصطفى القاديري، أستاذ التاريخ السياسي والانتربولوجي، اعتبر في تصريح  سابق لجريدة “العمق” أن قنطرة امي نفري من المميزات الجيولوجية للمنطقة والتي يعود تكونها إلى ملايين السنين ومرتبطة بالتكون الجيولوجي لجبال الأطلس، ومصنفة من طرف إدارة الحماية عام 1949 بمرسوم منشور بالجريدة الرسمية والذي يتحدث عن ضرورة الحفاظ على القنطرة وعدم تغيير معالمها.

وأضاف المتحدث أن هذا التصنيف يفرض على الجماعة أو السلطة الحصول على ترخيص وزارة الثقافة إن هي أرادت تغيير معالم هذه القنطرة الطبيعية.

وزاد أن القنطرة الطبيعية تخترقها طريقان أحدهما تربط دمنات بورزازات والثانية تربط دمنات بجماعات آيت أبلال وآيت بوولي بأزيلال، مما قد يعرضها للانهيار، متسائلا حول إذا ما كانت القنطرة مراقبة من طرف مصالح وزارة التجهيز .

وأردف أستاذ التاريخ السياسي بجامعة محمد الخامس أن قنطرة إمي نفري هي طريق رئيسية لمجموعة من المآثر المهمة من قبيل آثار الديناصورات بأواريضن والنقوش الصخرية بأيت بوولي.

وأشار قاديري ضمن تصريحه إلى الدور الهام الذي تلعبه قنطرة امنفري في تشجيع السياحة الداخلية، اذ تساهم في جلب الزوار من مختلف المناطق خاصة في فصل الشتاء، مشددا على ضرورة الحفاظ على المكان وتنظيمه، ومحملا في نفس الوقت مسؤولية سلامة القنطرة للجماعة الترابية التي تقع تحت نفوذها واصفا سياستها تجاه المعلمة الجيولوجية بالعشوائية.

من جانبه قال مولاي حفيظ فردي في تصريح للعمق إن قنطرة إمي نفري هي نقطة القوة التي يعتمد عليها المستثمرون بموقع امي نفري، إلا أن العامل البشري والإهمال من طرف جماعة تفني يهددانها بالانهيار.

يذكر أن مواطنين بجماعة تفني بإقليم أزيلال، نظموا في يونيو 2019 وقفات احتجاجية فوق القنطرة الطبيعية إمي نفري مطالبين بإيجاد حل للقنطرة الطبيعية بامنفري وإنقاذها من “القرارات اللاعقلانية” للقائمين على شؤونها.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *