منوعات

طبيب متقاعد يعثر على كنز وطني بملايين الدولارات

كشفت إدارة دار طاجان الفرنسية للمزادات أنها عثرت على رسمةٍ القديس سيباستيان وعرضتها أمام الصحافة الثلاثاء 10 يناير/كانون الثاني.

وأثبتت إدارة الدار الواقعة في حي مادلين بالعاصمة الفرنسية باريس، أن العمل الفني يعود للفنان الإيطالي سيد عصر النهضة ليوناردو دافينشي صاحب “الموناليزا” ويقدّر ثمن الرسم بـ 15 مليون يورو.

صحيفة Le Figaro الفرنسية نشرت صورة للرسم، وأكدت أن دار المزادات لا تنوي عرضه للبيع “ولكن إذا كان متحف اللوفر يريد الحصول عليه، فعليه أن يجد راعياً سخياً” حسب ما جاء في الخبر.

رسْم دافنشي، أحضره للدار في مارس 2016 طبيب متقاعد ضمن مجموعة من المقتنيات ورثها عن والده.

وتمّ توثيقه من قِبل خبيرين مستقلين، وهما الفرنسي باتريك بايسيه والأميركية كارمن بامباش أمينة قسم الرسومات والمطبوعات في متحف متروبوليتان للفنون بنيويورك (MET)، لا يمكن عرضه للبيع في المزادات.

ولا يمكن نقله خارج الأراضي الفرنسية، إذ يعد الرسم “ثروة وطنية” حسب مرسوم أصدرته وزارة الثقافة ونشر في الجريدة الرسمية يوم الـ 28 من ديسمبر.

وقد وصفتها اللجنة الاستشارية للثروة الوطنية في المقدمة بقولها: “الصفحة المرسومة تعتبر دراسة عن القديس سيباستيان مُصوراً كشهيد ضمن رؤية تعبيرية معذبة، ومعلَّقاً على جذع شجرة، وجسمه الملتوي يشبه في دقته قوة النحت، التي دائما ما تميّز بها الفنان لمايكل أنجلو دون غيره” علماً أن الخبراء اعتقدوا في البداية أن أنجلو هو صاحب الرسم وليس دافنشي.

وجاء في مرسوم وزارة الثقافة “في واقع الأمر، ودون شك، هي واحدة من 8 أعمال لليوناردو دافنشي، حددها بنفسه تحت عنوان (8 سان باستياني، من مجموعة 888 صفحة من مخطوطة أتلانتيكس) من مكتبة أمبروسيانا في ميلان”.

ويضيف المرسوم مؤكداً التحليل النقدي لكارمن بامباش، وهي من الليونارديين الكبار والتي أصدرت في عام 2003 كتالوغ لمعرض خصص عن سيد عصر النهضة الإيطالية، بمتحف متروبوليتان للفنون في نيويورك.

وعند ذلك، قارنت الوزارة هذا الرسم مع رسمين آخرين م من الرسوم المعروفة للقديس سيباستيان في متحفي بايون وهامبورغ.

وورد في المرسوم “التصميم موضوع طلب الشهادة يشبه، بالشخصية الممثلة فيه، رسومات في متحفي بايون وهامبورغ”. والآن، هذه الرسوم “من المرجح للغاية أن تكون المراحل الأولية لتصميم (صورة القديس سيباستيان)، والتي تعد هذه الورقة الجديدة تطويراً نهائياً من وجهة نظر البناء والتكوين، مع تموضع الجسم على ارتفاع، وعلى حافة هاوية، مع المناظر الطبيعية المرسومة في الخلفية”.

التحليلات العلمية حسمت الأمر، فقد أظهرت أن بِنية الورقة متطابقة مع تلك الموجودة في هامبورغ، وقد يكون مصدر الرسمين من نفس نوع الورق.

كما تعرّض ظهْر الورقة الرائع كذلك للتمحيص، فهو يحتوي أيضاً، بشكل متشابه لورق الصورة الموجودة في متحف هامبورغ، على 4 أسطر من نص بكتابة معكوسة، كذلك يوجد في نسختين وفي شكل مجزأ، وصف تجربة بصرية تتوافق على ما يبدو مع أول نسخة للنص الخاص به، حيث تقدم مخطوطة C من معهد فرنسا نسخة تأسيسية.

 يرجع تأريخ العمل إلى ما يطابق ذلك المُصدر من بامباش.

ويبدو أن لوحة القديس سيباستيان رسمت نحو 1480م، في نهاية فترة شباب ليوناردو دافنشي بفلورنسا وفي بداية انتقاله إلى ميلانو، في حين أن التجارب على الضوء الموجودة على ظهر الورقة تفترض دراسة الهندسة، والتي لم يقم بها ليوناردو دافنشي إلا مع أول ظهور في البندقية في عام 1494، من خلاصة الأخ لوكا باتشولي ولقائه عالم الرياضيات في 1496.

والإثبات يؤدي إلى هذه النتيجة الرائعة لفرنسا، فقد جاء في المرسوم: “هذه الورقة النادرة التي ظهرت لعمل متقن، شهادة قيمة على عبقرية ليوناردو دافنشي، هذا العمل يمثل مكسباً كبيراً للتراث الوطني من وجهة نظر التاريخ والفن، وينبغي أن يعتبر ثروة وطنية”. وغني عن القول، إن “جواز سفره” مرفوض.

في طاجان، علق مدير قسم اللوحات والرسومات القديمة تاديه برات،: “نحن مضطرون إلى التخلي عن عملية البيع،وإذا كان لا بد أن يقتني الرسم أحد المتاحف فسيكون متحف اللوفر بلا شك”.

جاء تعليقه متوافقاً مع تصريح بامباش،والتي قالت إن متحف اللوفر أولى.

وقالت بامباش: “هذا الرسم للقديس سيباستيان هو الأكثر نجاحاً،إنه كنز حقيقي. يجب أن يبذل متحف اللوفر المزيد من الجهد للحصول عليه، أو أن يجد راعياً سخياً لجمع الأموال اللازمة لذلك”.