سياسة

حزب الأسد على صفيح ساخن.. “قرار” بعزل شارية والأخير: زوبعة في فنجان

لم تمر سوى أسابيع على المؤتمر الاستثنائي الذي أطاح بزيان من قيادة الحزب المغربي الحر، حتى عاد التوتر مجددا إلى حزب الأسد، حيث وقع أعضاء بالمكتب السياسي “قرارا لعزل” المنسق الوطني إسحاق شارية، فيما اعتبر الأخير أن ما يجري “مجرد زوبعة في فنجان”.

ووجه عشرة أعضاء من المكتب السياسي لحزب الأسد رسالة إلى وزير الداخلية عبد الوفي لفتيت، يخبرونه بأنه قرروا “عزل وتوقيف” شارية من مهامه كأمين عام، ونقل صلاحياته لعضو المكتب السياسي أنور بن بوجمعة.

الغاضبون من شارية عددوا له ما وصفوها بـ”الخروقات” و”الانزلاقات الخطيرة” التي وقع فيها منذ توليه مهمة المنسق الوطنية لحزب الأسد في فبراير الماضي.

واتهموه بـ”التستر على ممتلكات الحزب لفائدة القيادة السابقة وعدم تفعيل أي إجراء أو مسطرة لاسترجاع مطبعة الحزب وسياراته مما يعتبر تواطأ مع القيادة السابقة”.

وقال الموقعون على “القرار”، إن شارية قام بـ”التطاول والهجوم على شخصيات وطنية من رجالات الدولة ووزراء.. دلائل ملموسة والتشهير بهم”.

واتهم الموقعون المنسق الوطني بـ”المس بالمؤسسة الوطنية الأمنية وتبنيه نفس موقف القيادة السابقة”، في إشارة إلى المواقف التي عبر عنها المنسق الوطني السابق محمد زيان.

كما اتهموه بـ”التستر على عضو بالكتب السياسي أساء لإخواننا الصحراويين أبناء المناطق الجنوبية.. ولم يفعل المسطرة التأديبية” في حقه.

من جهته، لم يعترف إسحاق شارية، في تصريح لجريدة “العمق”، بالوثيقة التي أصدرها أعضاء المكتب السياسي وسموها “قرارا”، قائلا إن الأمين العام انتخب عن طريق مؤتمر ولا يمكن إقالته إلا بمؤتمر، وفق ما ينص عليه القانون الأساسي للحزب.

وأشار إلى أن الموقعين على “القرار” ليسوا “منتخبين”، حيث تم تعيينهم بالمكتب السياسي باقتراح من الأمين العام والمجلس الوطني.

واعتبر أن ما قام بهم هؤلاء الأعضاء “مجرد زوبعة في فنجان”، مشيرا إلى أن الغرض من كل هذا هو “محاولة منعي الذهاب إلى الأقاليم الجنوبية”.

واسترسل المتحدث “أشخاص لهم علاقات مع شخص في الجنوب (الأقاليم الجنوبية) ويريدون إعطاءه التزكية”، مشددا على أن “الحزب المغربي الحر لا يمكن أن يكون ملحقة لأحد”.

وفي هذا الصدد أشار الحافظ ملعين، وهو أحد أعضاء الحركة التصحيحية، أن محمد زيان أعطى إذنا مكتوبا إلى شخص يسمى أحمد أبيتان لتأسيس مكتب إقليمي للحزب ببوجدور، لكن المكتب السياسي للحزب ومعهم شارية قرروا انتداب شخص آخر وهو محمد هدي، كمنسق إقليمي ببوجدور.

واستدرك المتحدث، أن شارية، تجاوز قرار المكتب السياسي وانتدب “شفويا” الشخص الذي اختاره محمد زيان (أحمد أبيتان) منسقا للحزب ببوجدور، حيث ظهر إلى جانبه خلال زيارته لبوجدور لافتتاح مقر الحزب الجمعة الماضية.

في سياق آخر ذاته قال عز العرب بوغالب، عضو المكتب السياسي، إن القانون الأساسي يضمن للأمين العام مجموعة من الصلاحيات.

وأشار المتحدث في تصريح لـ”العمق”، إلى أن إقالة الأمين العام تتم عبر دعوة ثلثي المجلس الوطني إلى مؤتمر استثنائي وليس أغلبية المكتب السياسي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *