نقطة نظام: حسن الفذ نقطة الضوء الوحيدة داخل المشهد الكوميدي المغربي الاحترافي

إن المتتبع للأعمال التلفزية الرمضانية من مسلسلات وسيتكومات وكاميرات خفية ، والتي تبث كالعادة طيلة هذا الشهر الفضيل عن كل سنة لغرض الترفيه والتنفيس عن المشاهد المغربي ، سيلحظ التراجع الواضح لهاته الأعمال ،التي أضحت دون المستوى الذي يترقبه الجميع ، خصوصا الصنف المتعلق بالحقل الكوميدي ، بيد أنه شئنا أم أبينا ، يبقى حسن الفذ ، نقطة الضوء الوحيدة التي تضيئ عتمة المشهد الكوميدي المغربي ، والحديث هنا عن حسن ، ليس من باب المنافحة عن أو على جهة دون أخرى ، بيد أن الحق كما يقول المغاربة ينبغي أن يقال ، وكل شخص ( تتجبدو فعايلو ) ، وأعمال الفذ ، كفيلة في أن تدافع عن صاحبها ، لا من حيث الكم ، ولا من حيث الكيف ، وما يثيرني أكثر في الرجل كونه من المحسوبين على رؤوس الأصابع الذين يحترمون إطار اشتغالهم الخاص داخل الحقل الفني الكوميدي ، قليل الظهور صحفيا ، منغمس في شؤونه الخاصة المهنية والأسرية والعلمية ، ولعل ما يميز حسن الفذ عن جميع الكوميديين المغاربة ، هو قدرته الكبيرة على تشخيص العديد من الأدوار والشخصيات لدرجة تجعلك تنسى أن الفذ هو الذي أمامك حينما يقوم بدور معين ، أي ليس بالنمطي ولا (بالثقيل على القلب ) ، والنمطية إشكال كبير ، سقط ولا زال فيها العديد من الممثلين والكوميديين المغاربة ، وهو ما جعل مسيرة أغلبهم ، تنقضي في مرحلة قصيرة ومبكرة ، خلافا للفذ الذي (باش جاي باش داير ) لازال الرجل يبدع ويجدد ، اكتشفنا حسن من خلال أعمال عدة ، وبرنامجي ” موستارجيا” الساخر والفذ تيفي ، يزكي ما قلنا عن الرجل الحربائي في التشخيص والكتابة والإخراج ، تجعله نقطة الضوء الوحيدة داخل مشهدنا الكوميدي العكر والذي يزداد يوما بعد آخر حموضة ..

* محمد قويط طالب باحث في السوسيولوجيا