اقتصاد

مكتب السياحة يشرع في تنفيذ استراتيجيته ويطلق حملة “”نتلاقاو فبلادنا”

أطلق المكتب الوطني المغربي للسياحة حملة ترويجية تحمل شعار “نتلاقاوفبلادنا”. وتتأسس هذه الحملة وفق المكتب على بعدين اثنين، حيث يسعى البعد الأول إلى تعزيز روح الانتماء والافتخار لدى كل مغربي على حدة وإعطاءه الرغبة والشوق إلى استكشاف كل الثروات الطبيعية التي يزخر بها بلده. فيما يسعى البعد الثاني إلى الارتقاء بالمغرب كوجهة مفضلة لدى المغاربة.

ولتحقيق هذا الهدف، عمد المكتب الوطني المغربي للسياحة إلى تبني كافة الإستراتيجيات الترويجية والتواصلية الممكنة. وقال عادل الفقير المدير العام للمكتب الوطني المغربي للسياحة، إنه وعلاوة على بناء علامة وإطار إستراتيجي خاصين، قام المكتب بإنجاز دراسة مدققة لرصد انتظارات المواطنين، بغية استيعاب حاجياتهم والجوانب التي تسترعي اهتمامهم. وأضاف أن المكتب يطمح من خلال حملة “نتلاقاوفبلادنا” إلى توجيه الخطاب للمواطنين عبر تحفيزهم على استكشاف كل ما تزخر بلادنا من ثروات وتذكيرهم بجميع الإمكانيات والامتيازات التي تلبي حاجياتهم بالمجال السياحي.

ويندرج إطلاق الحملة الترويجية الجديدة للسياحة الداخلية ضمن صيرورة المبادرات التي يعتمدها المكتب الوطني المغربي للسياحة لبلورة إستراتيجية شمولية جديدة مروجة لوجهة المغرب لدى عموم المغاربة؛ علما أنها تأتي في ظرف خاص وهام يستوجب العمل على إطلاق النشاط السياحي بالبلاد.

وأكد المكتب أن هذه المرحلة حاسمة لدى مهنيي القطاع الذين عبروا غير ما مرة عن حاجتهم الماسة لحملة تواصلية قوية تؤمن فعلا نجاح موسم الاصطياف القادم. وفي هذا السياق أوضح عادل الفقير أن المكتب يدرك تمام الإدراك حجم المؤهلات التي توفرها السياحة الداخلية للقطاع بالمغرب. فإذا كان  الزائر المغربي يشكل اليوم ثلث السياح، فإنه بالإمكان تغيير هذه المعادلة ليصبح مسافر من أصل مسافرين من المسافرين محليا. وأشار إلى أن المغاربة، اليوم، تحدوهم الرغبة والشوق للسفر، والمكتب مطالب بمواكبة ذلك عبر العمل على تحريك عجلة القطاع.

وكشفت دراسة منجزة من طرف المكتب الوطني المغربي للسياحة على أن حوالي 60 في المائة من المغاربة يتوقون إلى السفر خلال فصل الصيف، كلما سمحت بذلك الظروف الصحية التي تجتازها بلادنا. وإذا ما أخذنا بعين الاعتبار على أن 95 في المائة من المغاربة يقررون بشأن وجهة سفرهم على أقصى تقدير شهرا واحدا قبل الانطلاق، فإن الأسابيع المقبلة ستكون حاسمة في اختيار الوجهات لديهم، مع أخذ التدبير الاحترازية الموصى بها من طرف السلطات بعين الاعتبار.

وتبعا للدراسة الأخيرة المنجزة من طرف المكتب الوطني المغربي للسياحة، فإن السياحة الداخلية تعتبر أول مستقطب للسياح بالمغرب. ففي سنة 2019، سجل السياح المحليون 7,8 مليون ليلة مبيت، أي بما يعادل 31 في المائة من إجمالي ليالي المبيت بالمؤسسات المصنفة. وبتحقيقها لمتوسط نمو سنوي يناهز 7.7 في المائة، أصبحت السياحة الداخلية عنصرا وازنا بمؤهلات قوية، حيث قارب الضعف خلال العشرة سنوات الأخيرة.

وعلى أساس ذلك، يؤكد المكتب، أن تنظيم الحملة التواصلية الشمولية لعلامة المغرب تحت شعار “نتلاقاوفبلادنا”، يكون قد جاء في وقته المناسب ليحتم بذلك العمل على إعادة النظر في العرض السياحي المغربي وتحفيز المواطنين على السفر ببلادهم. كما  جاء تطرق الحملة إلى “وجهات” معينة لاستكشاف عمق العرض المتواجد بكل واحدة من جهات المملكة، ليعزز الآلية التواصلية الممكن اعتمادها خلال الأسابيع القادمة.

وتتبنى علامة “نتلاقافبلادنا” هوية مرئية عصرية، مع موجه للموقع الجغرافي، لتجسد بذلك الدعوة إلى إعادة استكشاف المغرب وسبر أغوار كل جهة على حدة. كما تحمل الحروف المستعملة بصمة أصيلة مستمدة من تقاليد وثقافة المغرب.

وتم إطلاق الحملة على شبكات التواصل الاجتماعي والقنوات التلفزيونية، على أن تتلوها في وقت لاحق آلية تواصلية أخرى على الصحافة الإلكترونية والورقية، وعلى المحطات الإذاعية والإعلانات الحضرية، وكل هذا في أفق ضمان إشعاع كامل لكافة جهات المغرب على مدى ثلاث أشهر كاملة.

وسيشكل إطلاق حملة “نتلاقاوفبلادنا” أول لبنة من شق السياحة الداخلية المتضمن بالإستراتيجية الشمولية للمكتب الوطني المغربي للسياحة، والهادفة إلى الرفع من وتيرة الطلب. ففيما يتعلق بالعرض، يحرص المكتب الوطني المغربي للسياحة على البقاء على اتصال دائم مع مهنيي القطاع من خلال تنظيم لقاءات و مبادرات على غرار “أيام التسويق السياحي” والتي عبر المهنيون خلالها عن انخراطهم التام بهذه الحملة وتبنيهم لأهدافها. في نفس الصدد، يرتقب تنظيم “أيام التسويق السياحي للجهات” خلال الأيام القليلة القادمة.

ويتلخص الهدف المتوخى من طرف كل فرق ومكونات المكتب الوطني المغربي للسياحة في الإسراع إلى خلق دينامية جادة ومثمرة تفسح المجال أمام استكشاف طرق جديدة لتثمين العرض السياحي الموجه للسياح المغاربة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تعليقات الزوار

  • سالم
    منذ 3 سنوات

    استحضارا للظرفية الوبائية التي يعيشها العالم يجب تشجيع السياحة الداخلية وهذا لن يتأتى إلا إذا علم القائمون على المجال السياحي بأنه يجب عليهم مراعاة القدرة الشرائية للمواطن المغربي (الطبقة المتوسطة) التي عملت الحكومة سواء السابقة أو الحالية على هدمها . الرجاء الاستفادة من التجربة التركية .