وجهة نظر

حضرت السفيرة وغاب المسؤول الأول عن الإقليم.. ذكرى إنطلاق قارب “رع 2” من آسفي

رفع المغرب شعار التعايش بين الأجيال و الثقافات و الديانات و أقدم على فتح اوراش تؤكد أن هذه البلاد خلقت لكي تبني الجسور و تنبذ كل أشكال الانغلاق على الذات و على الآخر. حين تقرر أن تبدأ رحلة من عاصمة علوية أستقر بها أمراء و ملوك و جعلوا منها بوابة على العالم بانفتاح وتباذل بين الشعوب من أجل ترسيخ قيم الإنسانية و إعادة بناء أواصر الثقة بين شعوب الأرض.

و قبل أن تنطلق رحلة راع الثانية من شاطىء اسفى في إتجاه القارة الأمريكية قال قائد مشروع الرحلة موجها كلامه إلى صاحب الجلالة الملك الحسن الثاني طيب الله ثراه، “فلتكن هذه الرحلة في مستوى تطلع الشعب المغربي لتشجيع تلاقح الثقافات و دعم جميع أوجه التفاهم بين الشعوب ” . و جاء رد العاهل المرحوم بكلمات ذات وزن تاريخي عبرت عن وعي إنساني عميق. فورق البردي الذي صنع منه مركب العبور “طور” بين القارتين كان رمزا لكتابة تاريخ حضارات و لا زال يشكل منبعا لدراسة أسرار الماضي و يؤثث حاضرنا و ينير سبل بناء الغد.

قال الحكماء كلمات لا زال صداها في قلب التاريخ، و مضت عشرات السنين تردد رسائل الأمم المتحدة في شخص امينها العام آنذاك السيد”يو تانت ” الذي أثنى على إرادة التحدي و تمنى النجاح لفريق الرحلة التى تحمل رسالة السلام إلى العالم أجمع مبينا ان الإنسانية لن ترى في هذه الرحلة إلا تجسيدا لقيم الشجاعة و إشاعة ثقافة التقارب بين الشعوب.

و في هذا اليوم الجمعة 21 ماي 2021 ،كان المجتمع المدني حاضرا في وسط مدينة آسفي من خلال عمل تتطلب إعداده أشهر من أجل إحياء ذكرى تبنتها إلى جانب المملكة المغربية منظمة الأمم المتحدة التي كان علمها يرفرف خفاقا بإسم الدول و الشعوب على مركب هش كانت قوته في من شارك في مسك زمام الشراع أمام علو الأمواج. و وفاء لهذا التاريخ قام بريد المغرب بمساهمة تعكس ثقافة هذه المؤسسة و ذلك بإصدار طابع بريدي تذكاري جميل و ذو عمق فني كبير.

كما ساهم المكتب الشريف للفوسفاط في دعم إحياء هذه الذكرى التى تعكس كذلك دور شاطىء اسفى في تطوير الصناعة الفوسفاطية في بلدنا.

ولأن الذكرى مناسبة تحمل ابعادا وطنية و أممية فقد كان من الواجب أن تهتم بها السلطات العمومية ممثلة في المسؤول الأول عن الإدارة الترابية. و حضرت السفيرة النرويجية بعد سفر دام لساعات و غاب من هم في آسفي جغرافيا… وا اسفاه على حكامة آسفي في مجال صيانة الثراث المادي و اللامادي لمدينة تاريخها ممتد على قرون من الزمن.

و للتاريخ وجب القول أن المغرب من حيث أنطلق مركب صغير من ورق البردي لم يجعل من هذه التجربة الإنسانية جزءا من مخزونه الثقافي و الحضاري. و على العكس من هذا سكنت تجربة “رع 2” متحفا بعاصمة النرويج أوسلو تزوره الملايين كل سنة. فلا غرو إن حضرت سفيرة النرويج ببلادنا و تعذر ،لسبب ما ،على المسؤول الأول في إقليم آسفي حضور ذكرى من هذا الحجم الإنساني الكبير. و لعل إحياء هذه الذكرى تكون بداية لإعادة الإعتبار لمدينة ذات تاريخ عريق.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تعليقات الزوار

  • عبدالرحيم
    منذ 3 سنوات

    باش غادي تستافد هده المدينة الى تغافلوا المسؤولين على بحال هده المناسبة . تيتسناو حتى اجى مشروع مادي . اما الا مادي بلاش.