اقتصاد

“أوروميد” فاس تستقبل 12 سفيرا .. وبوسمينة: الجامعة تنخرط في الرؤية الملكية لإفريقيا (فيديو)

استقبلت الجامعة الأورومتوسطية بفاس خلال الفترة من 19 إلى 26 ماي الجاري، 12 سفيرا من بلدان افريقية وذلك بمناسبة الأسبوع الإفريقي” المنظم تحت شعار “إفريقيا، قارة المستقبل”، ويتعاون مع “بنك إفريقيا”.

ويعتبر هذا الحدث في نسخته الأولى، موعدا للقاء والتواصل والتفكير في التحديات والفرص المرتبطة بإفريقيا. كما يندرج في سياق اليوم العالمي للتنوع الثقافي وكذا اليوم العالمي لأفريقيا، المزمع تنظيمهما على التوالي في 21 و 25 مايو 2021.

وقال مصطفى بوسمينة رئيس الجامعة الأورو متوسطية بفاس، في تصريح لـ”العمق”، على هامش افتتاح الحفل، إن  الاحتفال بالأسبوع الإفريقي داخل الجامعة مناسبة سعيدة، بحكم أن الجامعة أنشئت بمبادرة من الملك محمد السادس ووضع لها تصور مهم وهو ربط الشمال بالجنوب ( دول جنوب الصحراء). مشيرا إلى أن الجامعة تحتضن 35 جنسية بين الأساتذة والطلبة يمثلون 23 دولة افريقية.

وأضاف أنه تم استقبال 12 سفيرا من بلدان افريقيا جنوب الصحراء وهي بلدان شقيقة، وهي مناسبة للنقاش والحوار بين هؤلاء السفراء وطلبة الجامعة.

وأبزر رئيس الجامعة أن الاحتفال بهذا الأسبوع يتم وفق الطابع المغربي والأفريقي، باعتبار المغرب بلد افريقي وله دور أساسي في خلق عدد من المؤسسات الافريقية منذ عهد الملك المغفور له محمد الخامس حيث كان المغرب وراء خلق مؤسسة الاتحاد الافريقي.

من جانب آخر أبرز رئيس الجامعة الأورومتوسطية بفاس، أن دور الجامعة هو أن توفر تكوينات وهي تكوينات جد مهمة، من حيث تكوين الأجيال وتأهيل الموارد البشرية سواء المغربية أو الأفريقية من الدول الشقيقة، وهي تكوينات في الميادين التي تعود بالنفع على هذه البلدان.

وأوضح بوسمينة، أن السفراء الذين تم استقبالهم قاموا بزيادة لعدد من المرافق والمختبرات بالجامعة، وعبروا عن إعجابهم بها، وتبين لهم أن الطلبة الأفارقة ينخرطون في عدد من برامج التكوين والبحث العلمي في مختلف الميادين. ومن خلال ذلك يكتسب هؤلاء الطلبة خبرة جد مهمة، تؤهلهم للمساهمة في تطوير بلدانهم، وهو الدور الذي يقوم به المغرب عبر بوابة الجامعة والبحث العلمي وهكذا يلعب المغرب دور مهما على الصعيد الافريقي عبر بوابة البحث العلمي.

وعلى صعيد أخر، وعلاقة بالتكوين والبحث العلمي ومدى مساهمته في الديبلوماسية الموازية للمملكة، أكد رئيس الجامعة الأورومتوسطية، أن الديبلوماسية الرسمية قائمة وتقوم بدورها على الوجه الأكمل بفضل قيادة الملك محمد السادس، إلى جانب وزارة الخارجية التي تقوم أيضا بدورها بشكل رائع. مشيرا إلى أن  كل مواطن مغربي إلا وهو سفير لبلده ويدافع عن وطنه من موقعه، وعليه يمكن اعتبار بوابة البحث العلمي والتكوين مساهمة في الديبلوماسية الموازية، إذ إنه حين يزور سفراء البلدان الأفريقية بنيات التكوين والبحث العلمي، بطريقة أو بأخرى يكتشفون المغرب وينقلون تجربته وإعجابهم بها وهو ما يعزز انخراط الجامعة في الرؤية الملكية لافريقيا، انطلاقا من علاقة المغرب بافريقيا، وهي العلاقة التي تأسست على الأبعاد التاريخية والاحترام والتعاون.

وذكر بوسمينة بالجولة الأفريقية التي قادها الملك محمد السادس إلى 40 بلدا افريقيا وهو أول رئيس دولة يقوم بهذه الجولة، زيادة على أن المغرب وقع أكثر من ألف اتفاقية مع عدد من البلدان الافريقية. وشدد بوسمينة على أن افريقيا يجب أن تعتمد على نفسها، كما أكد على ذلك الملك محمد السادس في خطاب له سنة 2014، مضيفا أن افريقيا يجب أن تثق في نفسها بما يمكن من تحقيق التغيير ومزيد من التقدم والرخاء للشعوب الافريقية.

ويسعى الأسبوع الإفريقي للجامعة الأورومتوسطية بفاس إ​​لى تعزيز فهم أفضل للقارة الأفريقية، وإنشاء فضاء للقاء بين الدبلوماسيين ورؤساء المقاولات والباحثين والصحفيين، وذلك  من أجل ترجمة الديناميكيات الداخلية والخارجية التي تحرك القارة إلى واقع واقتراح شبكات قراءة واقع دول “إفريقية” في تنوعها وتكاملها، والتفكير في الموضوعات ذات الاهتمام المشترك ومناقشتها، وآفاق ونماذج التنمية، وإعادة التفكير معا في التوجهات الإستراتيجية الجديدة التي يجب على إفريقيا  بشكل عام والمغرب بشكل خاص، تفعيلها اعتبارا لما يمثله محور ” “أوروبا – البحر الأبيض المتوسط ​​- أفريقيا” من حيث الفرص وإمكانيات التنمية.

وبالإضافة إلى ذلك، يتيح الأسبوع الإفريقي للجامعة الأورومتوسطية بفاس للمشاركين إمكانية التعرف على إفريقيا بشكل أفضل، وتعزيز التبادل وتسهيل اللقاءات مع وكلاء التوظيف وصناع القرار الفاعلين في القارة، وكذا التعرف على إمكانات إفريقيا من الموارد البشرية.

وتأمل الجامعة الأورومتوسطية بفاس وشريكها بنك إفريقيا، من خلال هذا الحدث، تحفيز المبادرات والأعمال الملموسة لتنمية القارة. وعلى أساس ذلك تعتزم الجامعة تنظيم حدث مماثل، قريبا، في ثلاث عواصم من إفريقيا جنوب الصحراء، وهي على الخصوص داكار (السنغال) وأبيدجان (كوت ديفوار) وليبرفيل (الغابون).

وتعد الجامعة الأورومتوسطية بفاس (UEMF)، القائمة تحت الرئاسة الشرفية لمؤسسها، الملك محمد السادس، مؤسسة عامة غير هادفة. وتقدم تكوينات ممتازة، كما تقود أبحاثا علمية من مستوى عال جدا، في اتصال وثيق مع العالم السوسيو اقتصادي، وتعمل على بناء فضاء للتعليم العالي والبحث يقوم على الحوار بين الثقافات والتبادل والتعاون بين ضفتي البحر الأبيض المتوسط، مع امتداد طبيعي نحو إفريقيا جنوب الصحراء. وبالتالي فهي تساهم، من الزاوية الأكاديمية والعلمية، في تطوير وتعزيز الاندماج الإقليمي في فضاء أوروبا البحر الأبيض المتوسط-إفريقيا.  وباعتبارها جامعة متعددة الاختصاصات، تولي الجامعة الأورومتوسطية بفاس أهمية كبرى لدورات التكوين الجامعي الثلاث. وقد تم تصميم برامجها التكوينية بشكل يمنح الخريجين إمكانات قوية للتوظيف و/أو ريادة الأعمال، ما يسمح لهم بمواجهة تحديات الغد.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *