حوارات، سياسة

خبير لـ”العمق”: مدريد حاولت الاستقواء على الرباط بالاتحاد الأوروبي.. وأمامها خياران

اعتبر المحلل السياسي ورئيس المركز المغربي للدراسات الاستراتيجية، محمد بن حمو، أن إسبانيا افتعلت الأزمة الأخيرة مع المغرب، وذلك باستضافتها لزعيم جبهة البوليساريو، ابراهيم غالي، مضيفا أن مدريد استغلت حادث سبتة للاستقواء على المغرب بالاتحاد الأوروبي.

ورجح المحلل السياسي، في حوار مع جريدة “العمق” أن تتصاعد الأزمة أكثر بين البلدين لتصل حد القطيعة الدبلوماسية، قائلا إن ذلك أمر وارد.

 

كيف تقيّمون العلاقات المغربية الإسبانية حاليا ؟

المغرب وإسبانيا اليوم يعيشان أزمة حقيقية، وذلك على إثر استقبال مدريد، المدعو إبراهيم غالي، بهوية ووثائق مزورة، حيث حاولت الحكومة الإسبانية التستر عن الأمر، لولا تحريات المخابرات المغربية، التي فجرت القنبلة في وجه الإسبان والجزائر.

مما لا شك فيه، أن إسبانيا خرقت قواعد القانون الدولي، ولجأت لأساليب غير شرعية، كما أن الحكومة الإسبانية، تسعى اليوم، لتخليص زعيم البوليساريو من قبضة القضاء الإسباني، من خلال تجاوزها لمبدأ فصل السلط.

والمطلوب الآن، هو إجراء تحقيق حول أسباب هذه الفضيحة، التي تسعى إسبانيا لإخفائها عن الرأي العام، والتحري عما إذا تمت المقايضة حول إبرام صفقة العار، فجميع المعطيات تكشف على أن هناك تفاوض، بين الحكومة الإسبانية، والنظام الجزائري.

هل ستستطيع إسبانيا في نظركم الخروج من هذه الورطة؟ وهل من المحتمل أن تشهد العلاقات الدبلوماسية بين البلدين تصاعدا خلال الفترة المقبلة؟

إسبانيا افتعلت الأزمة، ولازالت تجد صعوبة في تفسير ما حدث، ومتيقنة أنها في وضعية سيئة جدا وفي مأزق خانق، بدأت بالصمت والإنكار، ثم انتهت بالإعتراف تحت ادعاء اسباني، بعيدا عن إعطاء الجواب المطلوب، وهي الآن تسعى لإخراج زعيم البوليساريو خارج التراب الإسباني بطريقة غير شرعية أيضا، أمام ثبات وصلابة الموقف المغربي، حيث تحاول أن تستحمي بعامل الوقت حتى تمر هذه العاصفة.

إسبانيا حاولت أيضا استغلال حادث سبتة، لتستقوي بالإتحاد الأوروبي، لتهريب النقاش، حول تواجد زعيم جبهة البوليساريو الإنفصالية ابراهيم غالي بشكل غير شرعي، فوق الأراضي الإسبانية.

والآن هي بين خيارين، إما الإصطفاف إلى بناء شراكة جديدة، على قواعد جديدة، أو ستدخل الممكلة في قطيعة دبلوماسية مع إسبانيا، وهو احتمال وارد، والتي ستعتبر ضربة قاضية لها، وسيصعب عليها تحمل تداعياتها، حيث ستتوقف جميع أشكال التعاون بين البلدين.

كيف تقرؤون الإتهامات الموجهة للمغرب باعتباره وراء ما حدث في سبتة؟

المغرب ليس دركيا لإسبانيا، ومسألة تدبير الحدود تبقى مشتركة بين البلدين، كما أن الشرطة الإسبانية، غائبة بشكل شبه تام، والمغرب يؤمن تموين 80 بالمائة من عمليات الحماية للحدود، فيما يؤمن الإتحاد الأوروبي سوى 20 بالمائة، وبالتالي فالمسؤولية تقع على إسبانيا أولا وليس على المغرب.

ولا أفوت الفرصة، لإستنكار ما تعرض له المهاجرين المغاربة بالثغر المحتل، من معاملة سيئة وضرب مبرح، كما تم الإلقاء بالبعض منهم في البحر، ما نعتبره جريمة حقيقية، على يد السلطات الإسبانية، في حق المهارين غير الشرعيين.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *