منتدى العمق

ما الذي تخفيه مقولة بنكيران “انتهى الكلام” ؟

إن المتتبع للشأن السياسي, يقف مذهولا من مواقف بعض أمناء الأحزاب , وخاصة فيما له علاقة بتصريحاتهم الصحفية,هذه المرة استوقفتني مقولة السيد عبد الإله بن كيران, الأمين العام لحزب العدالة والتنمية,هذا الأخير وبعد تصدر حزبه لانتخابات السابع من أكتوبر,وباعتباره الأمين العام للحزب, فقد عينه جلالة الملك رئيسا للحكومة, مما استوجب عليه تشكيل أغلبية حكومية,ومنذ ذلك الحين وهو يحاول أن يشكل الاتلاف الحكومي, وقد كان في الأمس القريب متشبتا بحزب الاستقلال, مع رغبته الشديدة بأن ينضم إليه حزب التجمع الوطني للأحرار,بزعامة السيد عزيز أخنوش, هذا الأخير علق دخوله إلى الإتلاف الحكومي, بشرط التخلي عن حزب الاستقلال, الأمر الذي لم يستسيغه السيد عبد الإله بن كيران.

إلا أن الأخطاء التي صدرت عن أمينه العام السيد حميد شباط,أجبرت السيد عبد الإله بن كيران على التخلي عن حزب الاستقلال, فلم يبق له سوى التمسك بحزب الحمامة, قصد تشكيل أغلبية مريحة وقوية,وبعد مخاض من المفاوضات التي جرت بين زعيمي الحزبين معا,تبين أن موقف الأمين العام لحزب الحمامة, متدبدب ولا يستقر على رأي, فبعد أن تحقق شرطه, الذي اشترطه وهو خروج حزب الاستقلال,أضاف شرطا آخر الأمر يتعلق,بدخول كل من حزب الإتحاد الدستوري,وحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية,الأمر الذي لم يستسغه ولم يقبله السيد عبد الإله بن كيران,ضاربا بذلك مهلة للسيد أخنوش,لكي يعبر عن رأيه بصراحة, في دخوله أو عدم دخوله للإتلاف الحكومي,وبعد ترقب عسير من السيد بن كيران, تفاجأ ببيان أصدره حزب الحمامة بمعية حلفائه,بأن دخوله رهين بدخول كل من حزبي الاتحاد الدستوري, وحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية,الأمر الذي نزل على قلب عبد الاله بن كيران,كالصاعقة الكهربائية,أجبرته بإصدار بيان, ختمه بعبارة,”انتهى الكلام ” كلمة موجزة,توحي بأن المفاوضات مع السيد أخنوش حول دخوله إلى الإتلاف الحكومي قد انتهت,بموجب شرطه الذي اشترطه, ليبقى السؤال العريض,أي سيناريو سيقع لتشكيل الحكومة ؟

في خضم الاجابة عن هذا السؤال, تراود ذهني عدة سيناريوهات ممكنة,إما أن نسير في اتجاه الإقدام على انتحابات سابقة لأوانها,الأمر الذي لن يكون في صالح الدولة المغربية, ونحن نعلم جميعا الثقل المالي الذي تتطلبه الانتحابات, الأمر الذي سيثقل كاهل الدولة بلا شك,لذلك فإني أستعبد هذا السيناريو,ليبقى السيناريو الأقرب إلى الواقع,هو تنازل أحد زعيمي حزبي كل من المصباح والحمامة,عن قراره للطرف الآخر,ويبدو واضحا أن تنازل عبد الاله بن كيران,لن يقع,وإلا بات ألعوبة في يد السيد أخنوش الذي يشترط كيف شاء,بحيث يوجهه الوجهة التي أراد,ولما كان كذلك لم يبق سوى تنازل السيد أخنوش عن شرطه قصد تكوين الحكومة الأغلبية,وإذا أبى أن يتنازل عن رأيه,ظلت وضعية البلوكاج لتأسيس الحكومة مستمرة,لينشأ السؤال, عن اليد الخفية التي تحرك السيد أخنوش, لأن اللعبة باتت بالمكشوف,فهل يستمر البلوكاج في تأسيس الحكومة, أم أن الأمر سينحو منحى آخر؟

ـــــــــــــ

طالب باحث بسلك الماستر