سياسة

تيار “اليسار الوحدوي” يرصد جملة اختلالات بـ”الاشتراكي الموحد” ويطالب بتصحيحها

رصد تيار “اليسار الوحدوي”، الذي يقوده قياديون بالحزب الاشتراكي الموحد؛ بينهم محمد الساسي وكريم التازي ومحمد حفيظ، 14 اختلالا بالـPSU، وطالب بتصحيحها.

وجاء في الأرضية التأسيسية للتيار الجديد، التي تتوفر “العمق” على نسخة منها، أن عددا من المناضلين رصدوا مظاهر وأوضاع قد تعصف برصيد الحزب في هذه المرحلة الدقيقة، وهو ما استدعى تكوين تيار جديد.

وضع غير طبيعي

وأشارت الأرضية التأسيسية إلى أن أول الاختلالات يتعلق بكون الحزب يسير بأرضية غير تلك التي صادق عليها المؤتمر الأخير.

وأوضح المصدر ذاته أن المؤتمر الرابع صوت على أرضية “الأفق الجديد التي حازت 80 في المائة من الأصوات، لكن في الواقع العملي “المضامين التي يجري تصريفها، في الخطاب والممارسة، هي تلك التي وردت، صراحة أو ضمنا، في أرضية رفاقنا في تيار اليسار المواطن والمناصفة والتي حازت 16 في المائة من الأصوات”.

ففي الوقت الذي دعت فيه أرضية “الأفق الجديد” إلى تسريع الاندماع في فيدرالية اليسار الديمقراطي، أبدت أرضية “اليسار المواطن” ما يشبه التحفظ المبدئي على الاندماج، “لكن المؤتمر حسم الأمر وكان يتعين، بالنسبة للقضية المشار إليها، اعتماد المقاربة التي تبنتها الأرضية التي حظيت بتصويت أغلبية المؤتمرين”.

تجاهل المؤتمر

وانتقدت الأرضية تجاهل مؤسسة المؤتمر الوطني في الحديث عن المؤسسات، قائلة إن “هناك من يعتبر أن المشكلة الوحيدة للحزب هي عدم انضباط بعض الرفاق للقرارات الصادرة عن مؤسسات الحزب، ولكن عند استعراض هذه المؤسسات لا يتم ذكر المؤتمر الوطني الذي يمثل المؤسسة السيادية”.

وعن سر هذا الإغفال، يضيف المصدر ذاته، أن ذكر المؤتمر، سيفضي إلى طرح “السؤال الحقيقي الذي لا يقبل الالتواء وهو السؤال المتعلق بمدى التزام كل مؤسسات الحزب بالقرارات والتوجهات الصادرة عن المؤتمر الوطني”.

واسترسل المصدر ذاته، “ووصل الأمر ببعض رفاقنا إلى التأويل المشتط والتعسفي لقرارات المؤسسات الأدنى من مؤسسة المؤتمر، وهكذا أصبح قرار المجلس الوطني حول تاريخ الاندماج والذي انتصر للرري القائل بإجراء الاندماج، بعد الانتخابات، وليس قبلها، قرارًا بمنع وتحريم أي نقاش حول الاندماج”.

وانتقد المصدر تجاهل المؤتمر والتصرف، في معالجة قضية الاندماج، “كما لو أن المؤتمر الرابع لم ينعقد قط، ولم يتناول الموضوع قبل وخلال الجلسات، ولم يصوت لصالح أرضية من الأرضيات، ولم يبلور تصورا أو رؤية حول الموضوع ولم يتخذ قرارا أو قرارات فيه ولم يتجاوب مع أطروحة من الأطروحات التي عرضت على المؤتمرين”.

اشتراطات غامضة

وعبرت الأرضية عن رفضها لـ”الاشتراطات” الغامضة التي يشترطها عدد من القياديين في الحزب للاندماج في فيدرالية اليسار، حيث يرفعون شعار “لا اندماج قبل إنضاج الشروط”.

وعند السؤال عن هذه الشروط، يضف المصدر ذاته، “تقَّدم لنا قائمة طويلة من الاشتراطات، تضاف إليها في كل يوم اشتراطات جديدة، ولا يتم إجلاء الغموض المحيط بهذه الاشتراطات، ولا يتم الحديث عن المدى الزمني الذي يكفي لتحقيق فحواها”.

التنصل من المسؤوليات

ودعت الأرضية إلى احترام مناضلي الحزبين الآخرين في فيدرالية اليسار، ومخاطبتهم بأسلوب ينسجم مع روح التعاقد الذي جمع الحزب الاشتراكي الموحد بهم”.

“صحيح أن من حقنا نقد عمل وخطاب الحزبين المذكورين، لكن دون أن يتحول ذلك إلى تخوين واتهامات عامة بالفساد والمخزنة”، تضيف الأرضية التأسيسية لتيار “اليسار الوحدوي”.

وأشار المصدر إلى أن جزءا كبيرا من قيادات الاشتراكي الموحد تعتبر مخرجات الهيئة التقريرية لفيدرالية اليسار الديمقراطي في دورتها الأخيرة، باطلة ولاغية وكأنها لم تكن، ويتشبث بعدم طرح هذه المخرجات على أنظار المجلس الوطني للبت فيها بالرفض أو القبول.

“ووصل الأمر ببعض أعضاء مكتبنا السياسي حد اتهام الأمين العام لحزب المؤتمر الوطني الاتحادي علنا بالسعي لتفجير الحزب الاشتراكي الموحد والتهديد بجره إلى القضاء بذريعة ارتكابه مخالفات في إدارة جلسة تابعها أكثر من 120 من أعضاء الهيئة التقريرية”.

مظاهر “عبادة الشخصية”

ومن الاختلالات التي رصدها تيار “اليسار الوحدوي”، بروز بعض مظاهر “عبادة الشخصية”، حيث ظهر في الحزب خلال الآونة الأخيرة اتجاه إلى إسباغ أوصاف جديدة على الأمينة العامة نبيلة منيب، و”هي بدعة غريبة، إذ لم يسبق في تاريخ حزبنا أن تم إطلاق هذه الأوصاف على القادة السابقين، ولم يسبق أن نظمت حملة توقيع عرائض التضامن مع القائد بسبب صدور مقال أو مقالين ينتقد خطاباتها في بعض الجرائد”.

كما انتقدت الأرضية أيضا تعمد تغييب التطور الحاصل في معالجة النقاط الخلافية، والحديث عن سياسة “لي العنق” و”الابتزا” و”الاندماج القسري”، عن الحديث عن مشروع الاندماج في الفيدرالية.

كما هاجمت الأرضية قيادة الحزب بسبب تجاهلها لرسالة محمد بنسعيد آيت إيدر المؤرخة بـ 23 مارس الماضي التي وجهها لأحزاب فيدرالية اليسار الديمقراطي، وانتقدت استعمال شعار الاستهداف للتغطية على الأخطاء، وبرودة التعامل مع قرار البرلماني عمر بلافريج القاضي بعدم الترشح والابتعاد عن الحياة السياسية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *