وجهة نظر

هلوسة السياسة الإسبانية ورجاحة حكمة دبلوماسية المملكة المغربية‎‎

لايمكن للمتتبع للأزمة الراهنة بين المغرب وإسبانيا والتي تسببت فيها هذه الاخيرة بسياساتها العدائية السرية والعلنية في آن واحد! إلا أن يستغرب للتخبط الذي تمر به العقلية التي لا زالت تتوهم بأن المغرب لا زال في قوقعة القرن 19ميلادي!

فمنذ اعتراف الإدارة الامريكية في عهد إدارة الرئيس السابق” ترامب” بوحدة الأراضي المغربية، في ظل السيادة المغربية على أرض يشهد التاريخ والجغرافيا على أنها أراضي مغربية أبا عن جد، وفق تقاليد راسخة متجدرة اسمها البيعة، والتي لا زالت تربط سكان الجنوب المغربي بملوك المغرب، ربط وترابط على مر و عبر أزمنة تشهد عليها المصادر في كل الكتب التاريخية.

فموقف المغرب السياسي البارز، والذي عنوانه احترام الجيران رغم كل ما يحاك ضده من قبل جيران بعض مواقف السوء! لم يتعامل بالمثل، وذلك ترفعا عن زمن بائد، وتقديرا لجسامة ديمومة الجغرافيا السياسية! لذا لم يتحرك في اتجاة تدعيم إقليم الباسك في الاستقلال عن إسبانيا كرة القدم! ولا تدعيم تقرير المصير في منطقة القبائل بالجارة التي تريد تفتيت وحدة شعب، شعب وقف معها ضد الاحتلال في كل الأزمنة!

وعلى اسبانيا التي تستند في تهورها الدائم على تاريخ استعماري جاثم وبغيض، واحتمائها بتجمعات اقتصادية كالإتحاد الأوربي، أو عسكرية كالحلف الأطلنتي، أن تعلم علم اليقين أن المغرب هو من يحميها، فلولاه لزحف التطرف عليها! والذي لا زال يطمح بأفكاره العرجاء في استرجاع الأندلس المفقود!

فالمملكة المغربية دوما وأبدا كانت بجانب الحق، بل تسعى لطي تاريخ مليء بالصراع بعيد عن العقد التي لا زالت إسبانيا على ما تبدو متوجسة منها، عقد عنواننا الانتصار الذي سجله التاريخ! انتصارات الدولة المرابطية في الأندلس في معركة الزلاقة في عهد السلطان يوسف بن تاشفين، أو المواجهة مع الدولة الموحدية في معركة الآراك، أو هزيمة الإسبان في معركة الريف! وهكذا.

كما أن سياساتها المكشوفة والقائمة على لي دراع جار يحميها من كل شيء، بدءا بالهجرة ومرورا بتجارة المخدرات والجريمة المنظمة، والعابر للقارات، وانتهاء وليس انتهاء بالإرهاب، الذي لا دين ولا ملة له! سياسة متسلطة سياسة تسعى جاهدة لطمس الحقائق، سياسة رافصة لحقيقة تاريخية ثابتة لا غبار عليها، سياسة عنوانها البارز والواضع، أنه مهما طال الزمن في المملكة المغربية بقيادة ملكها محمد السادس ماضية في استكمال الوحدة الترابية من خلال تنمية أقاليمها الجنوبية، والبحث عن مخرجات لتصفية الاستعمار واسترجاع مدينتي سبتة ومليلية والحزر الجعفرية وغيرها!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *