سياسة

قيادي بـ”اليسار الوحدوي”: الفيدرالية ليست مجرد تحالف والتراجع عن الاندماج دمر الـPSU

قال كمال السعيدي، الذي كان عضوا بالمكتب السياسي للحزب الاشتراكي الموحد قبل أن يستقيل منه مؤخرا، إن فيدرالية اليسار الديمقراطي ليست مجرد تحالف أحزاب وإنما هي “حالة أو وضع سياسي وقانوني أقرب إلى الإندماج حتى ولو أن هذا الأخير لم يتحقق بالكامل بعد”، معتبرا أن تراجع قيادة الـpsu عن التحالف دمر الحزب.

وأوضح السعيدي، وهو أيضا عضو الهيئة التقريرية لفيدرالية اليسار وأحد رموز تيار “اليسار الوحدوي” بالاشتراكي الموحد، إن ما يقع لحزب “الشمعة”خسارة له ولليسار عموما، و”وما كان ينبغي له أن يحدث .. كان من الممكن تفادي كل هذا لو أنه تم احترام مخرجات المؤتمر الوطني الرابع وتوصيات الهيئة التقريرية للفيدرالية وخاصة تجنب الحدث المدمر ليوم 29 يونيو 2021”.

واسترسل السعيدي، في مقال، “أتذكر أنني في نقاش مع رفيقين من المكتب السياسي على هامش الإجتماع الذي عقدناه بالحسيمة، قلت لهما ونحن على إطلاع بالمشاكل والإستقطابات التي أصبح يعرفها ويجرها الحزب منذ مؤتمره الأخير، قلت إن من شأن التراجع على مشروع الإندماج (لم أشأ تسميته بالإنقلاب وقد بدت ملامحه تلوح في الأفق) الذي أقره المؤتمر أن يدمر الحزب”.

وتابع “وأن فيدرالية اليسار ليست مجرد تحالف أحزاب وإنما هي حالة أو وضع سياسي وقانوني أقرب إلى الإندماج حتى ولو أن هذا الأخير لم يتحقق بالكامل بعد، و قلت لهما أننا لن نستطيع تدبير مؤتمر وطني جديد بنفس السهولة والأريحية المعهودة”.

وأضاف السعيدي “جرت بعد ذلك مياه كثيرة تحت الجسر.. وأصبح الإختلاف بين وجهتي نظر داخل الحزب حادا وشديدا مما دفع بطرف من الأغلبية يسعى للإندماج إلى تقديم طلب تأسيس تيار يتموقع على مسافة واضحة من القيادة الموالية للأمينة العامة لعل ذلك يساهم في تخفيف الإحتقان ويساهم في صيانة الحزب ومشروع الوحدة”.

وأوضح أن الحدث  السحب المفاجئ للتصريح المشترك، الذي وضعته أحزاب اليسار الاشتراكي الموحد والمؤتمر الوطني الاتحادي والطليعة الديمقراطي لدى وزارة الداخلية بخصوص خوض الانتخابات في إطار تحالف فيدرالية اليسار، كان حدثا “فارقا ومدمرا وكل التسارع في الأحداث الذي نشهد مؤخرا مرتبط به بشكل أو بآخر”.

“لقد توارى صوت العقل قبل ذلك التاريخ،حين انخرط البعض في معارك تكسير العظام أو خرق القوانين، وتخطي كل حدود اللياقة واللباقة الرفاقية دفاعا عن أناه المتضخمة أو مصلحة ضيقة، ولكن يبقى أن الذي أفتى على قيادة الحزب بسحب تكتيكي أو حقيقي للتصريح المشترك في مرحلة غاية في التعقيد، إما أنه لم يكن يرى كل هذه التداعيات الخطيرة فهو بذلك قائد أو مستشار غير محنك تجرأ على النصيحة بغير علم ولا خبرة فارتكب خطيئة لا تغتفر، أو أنه كان يراها جيدا ويحسب لها بل ويريدها فيكون بذلك قد سعى عن قصد إلى تخريب تجربة حزبية رائدة لغاية في نفسه يعلمها حق المعرفة والمستقبل كفيل بتوضيح كل شيء”، يضيف السعيدي.

واستطرد “أنا هنا لا أرمي كامل المسؤولية على طرف دون الآخر ، لعلمي أنها مسؤولية مشتركة ولي فيها قدر أو نصيب لن أتهرب منه رغم التفاوت في النوايا والدرجات والخسارات .. ولا أعجب إلا ممن يبرئ نفسه أو يزهو بانتصاراته الوهمية”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *