مجتمع

قصر توغزة بإقليم تنغير.. دوار يعاني العزلة بسبب غياب قنطرة تربطه بالعالم الخارجي

فاطمة الطوداني – صحافية متدربة

تعاني ساكنة قصر توغزة التابعة إداريا لجماعة ألنيف بإقليم تنغير، من غياب قنطرة تربط الدوار بالعالم الخارجي، حيث تجد الساكنة نفسها محاصرة كلما ضربت عاصفة رعدية المنطقة.

وتزداد معاناة الساكنة سوءً كلما حل فصل الشتاء، الذي تكثر فيه التساقطات المطرية، حيث تمتلئ نقطة الاتصال الوحيدة التي تربط قصر توغزة بالضفة الأخرى، وذلك على مستوى وادي بوشامة والرك الذي يكون منسوبه مرتفعا جدا كلما امتلأ.

وفي هذا السياق، أوضح رشيد بن ساسي وهو فاعل جمعوي بقصر توغزة أن الساكنة المحلية تعاني من غياب قنطرة على مستوى نقطة الاتصال بين واد بوشامة وواد الرك، مما يمنعهم من قضاء مآربهم وتنقلاتهم اليومية، ابتداء بتمدرس الأبناء والوصول إلى الأسواق وانتهاء بوصول سيارات الإسعاف عند الحاجة.

وأكد بن ساسي في تصريح لجريدة “العمق”، أن قصر توغزة يصبح محاصرا بين الجبال التي تحده من جهة اليمين والحقول من جهة الشمال ويبقى مُنعزلا عن العالم الخارجي، وذلك بسبب أن الطريق الوحيدة التي يمكن للساكنة استعمالها من أجل التنقل والحركة تصبح غير سالكة بفعل المياه التي تغمرها.

كما نبّه الفاعل الجمعوي إلى معاناة التلاميذ وانقطاعاهم المتكرر عن الدراسة بسبب صعوبة التحاقهم بمقاعد الدراسة خلال فصل الشتاء، خاصة وأن المؤسسة الأولى تبعد عن البلدة بما يقارب 4 كيلومترات، بينما تبعد المؤسسة الثانية المتواجدة بمركز ألنيف عن الدوار زهاء 10 كيلومترات.

وأشار المتحدث ذاته إلى أن نشطاء توغزة سبق لهم أن ترافعوا عدة مرات لدى الجهات الوصية من أجل تفعيل مطلب تشييد قنطرة لربط توغزة بالضفف الأخرى وتسهيل عملية التنقل للساكنة، غير أن تلك المطالب لم تتحقق لحد الساعة، رغم أن الجماعة سبق لها أن وعدت بتخصص 95 مليون من أجل إنجاز المشروع الذي سبق لجمعية أن أنجزت دراسة بشأنه.

وأبرز بن ساسي أن جمعية “أدمار” تطوعت وقامت بدراسة مشروع إنجاز القنطرة وقدمته لجماعة ألنيف، حيث وعد رئيس الأخيرة بالمساهمة بمبلغ قدره 95 مليون لتشييدها بالإضافة إلى مساهمة شركاء آخرين، غير أن الأمر بقي حبيس الرفوف وظل حبرا على ورق إلى حدود الساعة.

من جهته، تحدث هشام المربوح وهو أيضا ناشط جمعوي بالقصر، عن معاناة المرضى الذين يبقون حبيسي بيوتهم في فترة الشتاء بسبب صعوبة التنقل أو انعدامه أحيانا، مشددا على أن الساكنة تفتقر لأبسط حقوق العيش الكريم.

وأضاف المربوح في تصريح مماثل لجريدة “العمق”: “نحن أيضا مواطنين، ومن حق أبنائنا ونسائنا الحوامل التنقل بكل مرونة وفي أي وقت، ونحن لا نطالب بأكثر من طريق مهيئة وقنطرة تكفينا مرارة المياه المنجرفة”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *