مجتمع

المختار: مناهضوا الجزيرة هم المستفيدون من الوضع قبل الربيع العربي

قال مدير تحرير موقع “الجزيرة نت”، محمد المختار الخليل، إن الذين يقفون ضد الجزيرة هم من كانوا مستفيدين من الحالة التي ثار عليها الربيع العربي، واصفا الذين يقودون الثورة المضادة على الربيع العربي بأنهم “هم الذين كانوا متشبثين بالسلطة يريدون أن يرجعوا إليها بعناوين أخرى، ويريدون أن يهدموا المبنى على ساكنيه لأنهم لم يعودوا هم الأسياد فيه”، وفق تعبيره.

واعتبر الخليل في برنامج “حوار في العمق” مع جريدة “العمق”، أن قناة الجزيرة لا تملك مالا أكثر من منافسيها، وقطر التي تحتضنها ليست أقوى وأكبر من الدول الأخرى، وبالتالي نجاحنا يعود لالتزامنا بقواعد المهنية واستعدادنا للتصحيح والتدارك حين يتطلب الأمر ذلك، حسب قوله.

وأوضح المتحدث أن قناته التزمت سياسة مهنية مستقلة فعلا، مشيرا إلى أن الإعلام لا ينبت كالفطر بل تكون وراءه مبادرة، ومبادرة الجزيرة تبنتها دولة قطر مثلما أن هناك مبادرات عربية ناجحة تبنتها جهات أخرى.

وأشار إلى أن تبني دولة أو نظام معين لمؤسسة إعلامية لا يعني أنها لا تصلح، “بالعكس شاهدنا الجزيرة من أنجح التجارب عالميا ولا يوازيها أي شيء عربيا، فالجزيرة أكثر مهنية مقارنة مع غيرها من المدارس العالمية والعربية، والمطلوب في الإعلام أن تكون سياسة تحريرية مستقلة تسمح لك بتصحيح الأخطاء واستدراك ما فات والتركيز على ملفات معينة”.

وقال إن الجزيرة أضافت للإعلام العربي والعالمي إضافة ضخمة جدا وقامت على صناعة مهنية ممتازة، وقدمت بديلا عربيا في وقت لم يستطع فيه العرب أن يقدموا بديلا عن مؤسسات الإعلام الغربي الذي اقتحمت عليه دوره ومجاله، وفق تعبيره.

وتابع قوله: “الذين ينتقدون الجزيرة بسبب تركيزها على موضوع دون آخر، أقول لهم إن الصنعة الإعلامية تقوم على اختيار تحدده قواعد المهنة، والذي يقدر ذلك هو الصحافي الذي يختار الأهم للمشاهد، وسر تفوق الجزيرة هي المهنية”.

وشدد على أنه لا ينكر أن الرأي العام العربي مختلف في آرائه على الجزيرة، “وبقدر ما يختلف عليك الناس فأنت تسير في الاتجاه الصحيح”، مشيرا إلى أن البعض اتهم الجزيرة بأنها “إسرائيلية” وآخرون قالوا إنها خليجية وإسلامية وقومية وأمريكية، وكل واحد يسبنا انطلاقا من الزاوية التي يريدنا أن نتبعه فيها، على حد قوله.

وأضاف: “ما سجلناه من نجاحات يشهد أن الحملات التي كانت ضدنا في كل مكان لم تنجح إطلاقا، وأن القناة محضونة من طرف الجماهير العربية وتجد فيها المنصة الصحيحة”، لافتا إلى أن “معجبي صفحة الجزيرة يصل إلى 20 مليون، فيما مجموع متتبعي كل صفحات شبكة الجزيرة يصل إلى 75 مليون، وهي الصفحات الأعلى في مواقع التواصل الاجتماعي، في رقم لم يصل إليه أحد قبلنا، إضافة إلى موقعنا الإلكتروني هو الأول”.

وبخصوص الإعلام الإكتروني، اعتبر مدير تحرير موقع الجزيرة، أن بناء المصداقية في الصحافة الإلكترونية هو أصعب ما يكون، لأن الصحافي فيه يحتاج إلى بناء قاعدة صلبة وصارمة وقوية جدا في تناوله الأخبار.

ووصف الإعلام الإلكتروني بأنه “منحة الله للفقراء ليكون لهم إعلام” نظرا لقلة تكلفته المادية، مشيرا إلى أنه سهل على كل مستلق أن ينشئ موقعا أو ينشر دعاية على الأنترنت، ولكن في النهاية لا يخفى على الجمهور من هو الذي يلتزم بالقواعد المهنية، يضيف بالقول.