سياسة

الاستقلال: البيجيدي فشل في الحفاظ على أمانة الناخبين

لا يزال حزب الاستقلال لم يستسغ بعد تخلي حزب العدالة والتنمية عنه في أمر تشكيل الحكومة، حيث اعتبر الحزب في افتتاحية جريدة “العلم” لسان حال حزب الاستقلال، أن الناخبين أوكلوا لحزب البيجيدي مهمة تشكيل الحكومة الجديدة، “وهو ما لم يتفوق فيه الحزب المعني، وهذا ما لم تيسره الظروف المحيطة بتشكيل الحكومة المنتظرة ولادتها بعد عملية انتحارية وليست قيصرية”.

وتأتي هذه الخرجة الجديدة من لدن حزب الاستقلال ضد حليفه العدالة والتنمية، بعد اللقاء الذي جمع أمس بين رئيس الحكومة عبد الإله بنكيران والقيادي بالحزب عبد الله البقالي مدير نشر جريدة “العلم”، حيث تم تخصيص اللقاء المذكور لشرح الحيثيات التي دفعت برئيس الحكومة للتخلي عن حزب الاستقلال في الحكومة المقبلة، بعد تشبث زعيم الأحرار عزيز أخنوش بإبعاد الاستقلال كشرط للمشاركة بها.

واعتبر الاستقلال من خلال افتتاحية جريدته الرسمية في عددها لنهاية الأسبوع، أن “الملل بدأ يتسرب والقنط شرع في الأخذ بنفوس الناس، لأن ما أضحى يحدث يؤكد انعدام المصداقية ويؤشّر أن فريقا أو فرقا ألقت بمصلحة الوطن جانبا وغيرتها بحسابات سياسوية ضيقة جدا، حسابات تهدف إلى إبعاد هذا وإضعاف ذاك وتسييد آخر، ولا يهم أن تتوقف الحياة ولا أن يتعطل الاقتصاد، ولا أن تحدق بالبلاد مخاطر حقيقية، المهم أن يجتهد ويكد البعض من أجل توظيف السياسة لربح ما خسره بالانتخابات”.

وأضاف: “لا نعتقد أن أحدا من المغاربة الأذكياء لم يتفطن إلى عمق الحيلة وإلى كنه الخطة التي تستهدف إنكار الشرعية السياسية واستبدالها بشرعية الحسابات البديلة، ولا أحد من هؤلاء لا يعرف الآن هويات الفاعلين السياسيين الحقيقيين والفاعلين المزورين (الكومبارس)، وأرانب السباق، كل معروف بصفته واسمه والدور الذي يقوم به أو الذي أوكل إليه للقيام به، ولن تنفع مساحيق التجميل الكثيرة والأقنعة الملونة متعددة في حجب هذه الحقائق عن عامة الناس”.

واعتبر الحزب أن الجدل المرتبط بتشكيل الحكومة “يعطي أيضا نفسا قويا لروح العدمية التي يروج لها العدميون في مواقع متعددة من كتائب إعلامية مسخرة أو باحثة عن الشهرة في ظلمات حالكة، ومن مجموعات منظمة تمتطي صهوة العدمية للوصول بالبلاد إلى المجهول”، مشددا على أن “هذه هي المخاطر المحدقة بمستقبل البلاد، وهي تتجاوز سقوف بعض الحسابات والعقول”.