منتدى العمق

الانتخابات قادمة.. أما بعد

لاشك ان الاستحقاقات الانتخابية في كل قطر من الاقطار تتسم بخصوصية نوعية ، خاصة انها فرصة لتغيير يختلف عن سابقيه وكذلك محطة تبنى عليها سياسات مختلفة عن سابقاتها نحو إصلاح يرقى بآمال وطموحات شعب ما ، وبلدنا المغرب ليس عن هذه المحطة ببعيد ، فهل يا ترى انتخاباتنا تتسم بالحركية والدينامية الفعالة ؟ ام عجلة الجمود والركود هو الغالب عليها ارتباطا بنخب سياسية المفروض انها تسعى لمعالجة اخطاء وتوجيه الدفة لمن أخطأ قبله ، وهل الشعور نفسه يختلج المواطن المغربي ، كل هذا نلمسه من خلال آراء الناس التي لا تكاد تخفي امتعاضها وسخطها خلال هذه الفترة من عدم وفاء المنتخبين بوعودهم والكرة تعاد كل مرة ، وهنا يطرح سؤال بدهي : لماذا لا تكون المحاسبة الحقيقية هي الفيصل والرادع لهؤلاء الذين يستخفون بعقول المغاربة عبر برامج وآماني كاذبة ووعود سرعان ما ينكشف زيفها بعد كل محطة انتخابية ، اليس نفس الوجوه من نراها ، هي هي ، تطل على المغاربة كل خمس سنوات ، تخرج من كهفها المظلم ، ام ان الملام هو الشعب نفسه الذي يصوت على نفس الأشخاص ذوي السمعة السيئة مقابل دراهم معدودات او وعود ومصالح مفضوحة ، المراهنة الحقة تكون على المواطن من خلال تعليم خلاق وسليم من شأنه ان يؤسس جيلا يساهم في بناء بلده من خلال منتخبين ومسؤولين ومهتمين لا مصلحيين يتخذون من المسؤولية جسرا لاشباع رغباتهم ونزواتهم ولو بعد حين .

نعم ندرك ان المغرب قبلة ومحط انظار العالم ، ولا يمكن الحديث عن انتخابات قوية ونزيهة الا بالحديث عن شعب يملك القدرة والفهم الصحيح لاختيار سليم ، ولعل ما نشهده من توترات أخيرة بين احزاب المفترض انها نموذج مؤثر الا انها تحيد عن السباق و التنافس السياسي الشريف إلى أعمال وممارسات لا اخلاقية لهي مؤشر خطير ودليل على المستوى الهابط لمن يفترض انهم بناة لمشروع المغرب الحديث اذ يعيبها وينقصها فن التواصل بل ” فن ممارسة الكذب ” ، فلازالوا يعاملون المواطن بمعاملة الماضي ، ذاك المواطن الساذج الذي يسهل استغفاله ، وتبقى الرغبة في الإصلاح مجرد ادعاء وشعار يدغدغ المشاعر فحتى الخطاب السياسي الناضج لا يستقيم ولا ينسجم مع ميزان مختل واهداف متضاربة بين الناخب والمنتخب .

نحن بحاجة لمنطق سياسي مقنع قادر ان يؤثث لمشهد انتخابي وخريطة سياسية تكون نموذج واقعي لآمال وتطلعات المواطنين حتى نكون نموذج واقعي ومثال يحتدى به ، ومن المعلوم ان الإنتخابات فقط وسيلة غايتها الإصلاح والتنمية لكن ما نشهده بين الأحزاب اليوم انها غاية لذاتها وليس لها ما بعدها ، لهذا ينبغي ان نعيد المفاهيم إلى نصابها والكراسي لا تكون الا لأصحابها من الغيورين العاملين لمصلحة العامة المنسجمين مع قيم الايثار والعطاء والتضحية حتى يكون الوطن للجميع ومحضن لذوي الحقوق المهضومة والوعود الصادقة .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *