اقتصاد، سياسة

بعد إعلان مراجعة علاقاتها بالرباط.. هل تتجه الجزائر نحو إلغاء نقل الغاز عبر المغرب؟

بعد إعلان الجزائر عن قرارها بإعادة النظر في علاقتها بالمغرب، عقب اتهام النظام العسكري الحاكم بالجزائر، للرباط بممارسة “أفعال عدائية متكررة”، برزت تساؤلات حول مدى إمكانية تجديد عقد مرور الغاز الجزائري إلى أوروبا عبر التراب المغربي، وذلك بعد إعلان المغرب نيته الحفاظ على هذا الخط لتصدير الغاز.

ووفق ما نقلته وكالة الأنباء الروسية “سبوتنيك” عن مسؤول جزائري قوله، إن بلاده تدرس الموقف من تجديد العقد مع المغرب، بشأن أنبوب الغاز الجزائري الرابط الذي يمر عبر المغرب إلى أوروبا.

وأوضح المسؤول الجزائري الذفل فضل عدم الكشف عن اسمه، أن القرار يدرس في الوقت الراهن على أعلى المستويات، ولم يتخذ قرار نهائي بشأنه في ظل احتمالية عدم تجديد العقد، خاصة أن بلاده تدرس إعادة النظر في العلاقات مع المغرب.

وأفاد المصدر ذاته، بأن قرار عدم التجديد لم يتخذ بعد، وأنه من باب المصلحة فمن الممكن تجديد العقد الذي ينتهي في أكتوبر 2021، معتبرا أن بلاده تبحث اتخاذ بعض الخطوات تجاه المغرب، قد يكون منها عدم التجديد أو الإبقاء على التجديد واتخاذ خطوات أخرى تعبر عن موقف.

يأتي ذلك بعدما كشفت المديرة العامة للمكتب الوطني للهيدروكاربورات والمعادن بالمغرب، أمينة بنخضرة، أن إرادة المغرب للحفاظ على هذا الخط لتصدير الغاز، تم دائما تأكيدها بوضوح وعلى جميع المستويات منذ أكثر من ثلاث سنوات.

وقالت بنخضرة في تصريح لصحيفة “ماروك لوجور”، إنها “إرادتنا كما عبرنا عنها شفاهيا وكتابيا، في العلن وخلال المحادثات الخاصة”، وذلك ردا على أخبار روجت لها بعض المواقع الإلكترونية، مفادها ادعاء أن المغرب قد يكون قرر منع تزويد إسبانيا بالغاز مع انتهاء مدة العقد.

وأكدت أن خط أنبوب الغاز المغاربي-الأوروبي، الذي دخل الخدمة منذ 25 سنة، يمثل أداة رائعة للتعاون رابح-رابح ونموذجا لمشروع اقليمي مهيكل ومفيد للجانبين، وفق تعبيرها.

وأشارت إلى أن هذا الخط كانت أنشأته إسبانيا لتمكين الغاز الجزائري من الوصول الى أوروبا عبر المغرب في ظروف سلامة مثلى، مضيفة أن هذه الخدمة تم تأمينها من قبل الكفاءات والتدبير المغربي لشركة “متراغاز”، وهو ما تمت الإشادة به من قبل جميع المتدخلين الأوروبيين.

وشددت المديرة العامة للمكتب الوطني للهيدروكاربورات والمعادن، أن الولوج إلى هذه الخدمة سيكون حرا وأن الأسعار ستكون شفافة وغير تمييزية، مشيرة إلى أن هذا المرفق أصبح مستهلكا اليوم، وبالتالي فإن الأسعار ستكون أكثر تنافسية من أي وسيلة نقل منافسة أخرى.

يُشار إلى أن خط نقل الغاز الجزائري عبر المغرب، كان قد دُشن في دجنبر 1996، من طرف الملك الراحل الحسن الثاني، والعاهل الإسباني السابق، خوان كارلوس الأول، في حفل أقيم في قرطبة، وطذلم في عقد لمدة 25 عاما ينتهي في أكتوبر من العام الجاري.

وينطلق أنبوب الغاز الجزائري، الممتد على 1400 كيلومتر، من آبار منطقة “حاسي الرمل” في الجزائر، تجاه إسبانيا والبرتغال، مرورا بالمغرب، وذلك على مسافة تصل إلى 500 كيلومتر.

وكان النظام العسكري الجزائري قد قرر تصعيد حدة التوتر مع المغرب، بعدا اتهم المجلس الأعلى للأمن، الرباط صراحة بالوقوف وراء منظمتين متهمتين بإشعال الحرائق، بحسب النظام الجزائري.

واتهم النظام الجزائري، المغرب وإسرائيل بالوقوف وراء منظمتي “ماك” و”رشاد”، وذلك في وقت أعلن فيه المجلس الأعلى للأمن أنه قرر “إعادة النظر في العلاقات بين البلدين وتكثيف المراقبة الأمنية على الحدود الغربية”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *