أدب وفنون، مجتمع

خاص.. صفقة بوزارة الفردوس لشراء كتب الأطفال بـ5 ملايير تثير جدلا ودورية للداخلية توقفها

أثار تخصيص وزارة الثقافة والشباب والرياضة، لصفقة ضخمة من أجل شراء كتب خاصة بالأطفال واليافعين لفائدة مؤسسات الشباب التابعة للوزارة، جدلا واسعا في صفوف مهنيي الكتب بالمغرب.

ويبلغ إجمالي مبلغ الصفقة، وفق طلب عروض لقطاع الشباب والرياضة، توصلت جريدة “العمق” بنسخة منه، أزيد من 50 مليون درهم (5 ملايير و389 مليون سنتيم)، موزعة على كتب تهم 5 فئات عمرية ما بين 4 و18 سنة، في حين استفادت من الصفقة 17 دارا للنشر.

واعتبر فاعلون في قطاع صناعة وبيع الكتاب بالمغرب، أن تخصيص الوزارة لهذا المبلغ الذي وصفوه بـ”الخيالي”، في ظرفية صحية وسياسية تتسم بأزمة كورونا والاستحقاقات الانتخابية، يطرح كثيرا من التساؤلات وعلامات الاستفهام، بحسب رأيهم.

وعلمت جريدة “العمق”، أن الصفقة التي فُتحت الأظرفة الخاصة بها يوم 13 غشت الجاري، توقفت بسبب مذكرة وزارة الداخلية التي تنص على إيقاف الصفقات العمومية في الفترة التي تسبق الاستحقاقات الانتخابية.

وبحسب دفتر تحملات الصفقة الموقع من طرف الوزير عثمان الفردوس، اطلعت عليه جريدة “العمق”، فإن الوزارة قررت اقتناء مليون و390 ألف نسخة من 35 كتابا فقط، أغلبها عبارة عن قصص وروايات الأطفال واليافعين، إلى جانب معاجم عربية وفرنسية وأمازيغية.

ففي الفئة العمرية من 4 إلى 6 سنوات، تنص الصفقة على اقتناء 8 عناوين بمعدل 45 ألف نسخة من كل كتاب، و7 عناوين في الفئة ما بين 7 و9 سنوات بمعدل 40 ألف نسخة لكل عنوان.

وبالنسبة للفئتين العمريتين من 10 إلى 12 سنة، اختارت الوزارة اقتناء 40 ألف نسخة عن كل كتاب (8 عناوين)، وهو نفس الرقم لدى الفئة بين 13 و15 سنة (7 عناوين)، إلى جانب 5 عناوين للفئة من 16 إلى 18 سنة بمعدل 30 ألف نسخة لكل كتاب.

انتقادات للصفقة

ويرى مهنيو قطاع الكتاب، ممن تحدثت إليهم “العمق”، أن مبلغ الصفقة كان من الأولى ترشيده من أجل دعم صناعة الكتاب المغربي وترويجه من خلال دعم دور النشر والمكتبات وباقي الفاعلين في القطاع الذين يعيشون واقعا مزريا، موضحين أن عدد النسخ المطلوبة خيالي مقارنة بما ينشره الناشر المغربي.

واعتبروا أن الصفقة تم توزيعها على عناوين محدودة، بعضها يعود إصداره لسنة 2007، وبعضها يشمل عناوين لا قيمة معرفية ولا ورقية له، بحسب رأيهم، متسائلين عن المانع من أن تشمل الصفقة إصدارات الناشرين المغاربة في الخمس السنوات الأخيرة وفي تخصص الأطفال والفتيان.

وأشاروا إلى أن هناك دور نشر صغيرة تم انتقاؤها في هذه الصفقة، ليس لها مساهمة في المشهد الثقافي المغربي وصناعة الكتاب، حسب قولهم، متسائلين عن الخلفيات والمعايير المعتمدة في هذه الصفقة.

كما أشاروا إلى “افتقاد عدد من الكتب والقصص المعنية بالصفقة للجمالية والقيمة المعرفية المتوخاة”، كاشفين أن هناك قصصا بالأبيض والأسود تم انتقاؤها، وثمنها لا يتعدى 6 دراهم.

وأفادت المصادر ذاتها، بأن هذه المنتوجات يتراوح ثمنها في السوق بين 6 و40 درهما، في حين لو تم تقسيم مبلغ الصفقة على مجموع الكتب فإن النسخة الواحدة ستتعدى 40 درهما، علما أن أغلبية الكتب ثمنها بين 6 و10 دراهم فقط.

أحد المهنيين تساءل في حديثه لجريدة “العمق”، عن سبب اقتناء عشرات آلاف النسخ من كل عنوان في وقت لا تتعدى عدد النسخ التي يطبعها الناشرون بدعم من الوزارة، ألف نسخة كأقصى تقدير.

وأضاف أن “الوزارة تدعمنا في إصدار ألف نسخة على الأكثر، وفي صفقة عمومية تطلب كميات تتراوح مابين 30 ألف و45 ألف نسخة”، لافتا إلى أن هناك عناوين معجمية طبعت قبل 14 سنة، وتهم اللغة الثانية في الدستور، علما أن البحث اللساني والمعرفي والمعجمي يتجدد سنويا.

هذا، وحاولت جريدة “العمق” الاتصال بمصلحة دور الشباب من أجل أخذ وجهة نظر الوزارة في الموضوع، إلا أنها لم تلقى أي رد، فيما قالت مديرية الكتاب والخزانات والمحفوظات بالوزارة، لجريدة “العمق”، إن هذه الصفقة غير مرتبطة بها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *