مجتمع

طبيبان بخنيفرة يجران ناشطين إلى القضاء.. وحقوقيون يعلنون المدينة منكوبة “حقوقيا”

قالت الجمعية المغربية لحقوق الإنسان بخنيفرة إنها تلقت بقلق واستنكار شديدين المتابعات القضائية ضد ناشطين بخنيفرة بتهم السب والقذف والإهانة والإساءة والتشهير على خلفية قيامهما بنشر تدوينات تكشف بعض الاختلالات والتجاوزات التي تعرفها المنظومة الصحية بخنيفرة.

وأوضحت الجمعية في بيان توصلت جريدة “العمق” بنسخة منه إن ما أشار غليه الناشطان ضمن تدوينتيهما كانت من بين النقاط التي تطرقت إليها الجمعية المغربية لحقوق الانسان بخنيفرة في لقاء سابق مع مدير المستشفى الإقليمي.

وقالت إن ما تعرفه مدينة خنيفرة من سيل جارف من المتابعات على خلفية تدوينات تعبر عن الرأي أو تسلط الضوء على تجاوزات تهم الخدمات العمومية وتفضح الفساد المستشري بالإقليم، يجعلها في صدارة المدن المغربية من حيث خنق الرأي والتضييق على التعبير والتحرش بفاضحي الفساد، معلنة خنيفرة مدينة منكوبة حقوقيا بتسجيلها لأكبر عدد من المتابعات على خلفية الرأي، والتعبير والتفكير والنقد.

وفي الوقت الذي أعلنت الجمعية تضامنها مع الناشطين أمزاز عبد العزيز وبوشرى البوزياني، أعلنت استعدادها التام لخوض كافة الأشكال النضالية دفاعا عن الحق في التعبير ولوضع حد لمحاولات تكميم الأفواه ولجم الآراء وتجريم النقد الرامي إلى تحسين سير وتنظيم المصالح العمومية، وضد التضييق على المناضلات والمناضلين وكل فاضحي الفساد بالإقليم وركنهم في زاوية اللامبالاة تجاه كل ما يهمهم.

وفي سياق متصل، قالت بوشرى البوزياني إنها لا تعرف الطبيبين اللذين رفعا الدعوى القضائية ضدها ولم يسبق أن نشرت تدوينة تشير إليهما، وأنها أشارت فقط في إحدى تدويناتها بأن طبيب تخصص قليل بخنيفرة يعمل في القطاع الخاص.

وأضافت أنها فوجئت باتصال من طرف أحد الأشخاص يخبرها أن طبيبا بالمستشفى سيرفع دعوى قضائية ضدها بعدما نشرت وثيقة تحمل اسمه على الفايسبوك، مشيرة إلى أن الوثيقة كانت ضمن وثائق لحالة إنسانية نشرتها من أجل مساعدتها على إجراء عملية على مستوى القلب بحوالي 5 ملايين سنتيم. قبل أن تفاجأ ياستدعائها لجلسة الثاني من شتنبر المقبل حول الموضوع.

وفي السياق ذاته قال عضو الفرع المحلي للجمعية المغربية لحقوق الانسان بخنيفرة كبير قاشا، إن الجمعية تتابع بقلق العدد المتنامي للمتابعات “الانتقامية” من المدونين والنشطاء السياسيين والحقوقيين والمراسلين الصحفيين، بل حتى التلاميذ أنفسهم لم يسلموا من هذا التضييق ومنهم التلميذ عبد الإله الصبري الذي توبع بتهم لا يمكن أن ينسجها إلا خيال من يحاول الانتقام من كل من يهتم بالشأن العام وذلك قبل أن تبرئه المحكمة.

وأشار الفاعل الحقوقي إلى أن متابعة كل من الإعلاميين عبد العزيز أمزاز وبوشرى البوزياني تأتي في هذا السياق، بعد نشرهما تدوينات تكشف بعضا مما تعيشه المنظومة الصحية بخنيفرة من اختلالات وانحرافات، خصوصا وأن بعض التخصصات يخير فيها المواطنون بين مواعيد انتظار تتجاوز عدة أشهر أو الاتصال بأطباء المستشفى الإقليمي في بعض العيادات الخصوصية التي تقدر مداخلها اليومية بملايين السنتيمات والتي لا يعرف أحد وضعيتها الجبائية الحقيقية، وفق تعبير المتحدث.

وأضاف قاشا أنه سبق للجمعية المغربية لحقوق الانسان بخنيفرة إثارة هذه التجاوزات مع مدير المستشفى والذي تعهد رغم صعوبة المهمة بالنظر لعدة إكراهات، بالتصدي لها لأنها تسيء لنبل المهنة وتحط من قدر المنتسبين لها وتجعل “جشعهم” محط إدانة واستنكار.

وختم قاشا تصريحه بتأكيده على أن الجمعية المغربية لحقوق الانسان ستكون حاضرة يوم الخميس 2 شتنبر 2021 بالمحكمة الابتدائية بخنيفرة دعما ومساندة للناشطين ولدق ناقوس الخطر مما ٱلت إليه الاوضاع بخنيفرة التي أعلناها منطقة منكوبة حقوقيا كما هو الشأن على باقي المستويات، على حد تعبير عضو الجمعية.

مصادر خاصة بجريدة العمق أكدت على أن الدعوى ضد الناشطين رفعها طبيبان يزاولان بالمستشفى الإقليمي بخنيفرة بصفتيهما الشخصية بعد اتهامهما في أزيد من 30 تدوينة من طرف الناشطين بمزاولة العمل بالمصحات الخاصة وتحويل المرضى إليها.

وأشارت المصادر ذاتها إلى أن لجنة من المفتشية العامة التابعة لوزارة الصحة كانت قد حلت بالمستشفى لفتح تحقيق في الموضوع والتي رفعت تقريرا بهذا الشأن، وتمت مباشرة مسطرة إحالة الطبيبين على المجلس التأديبي الذي سيتخذ إجراءات في حقهما.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *