وجهة نظر

عندما يلتقي الشواذ والشيعة والملاحدة

طلعت علينا وسائل الإعلام المغربية بخبر، بحر هذا الأسبوع، ( ما فيه ما يتشاف) مفاده أن في بلاد يوسف بن تاشفين ومحمد ابن الحسن الوزاني وعبد الله كنون ومحمد بن عبد الكريم الخطابي، تم تأسيس جمعية ضمت ما سماه مؤسسوها بالأقليات والتي من ضمنها يوجد مثليون وملاحدة وشيعة.

إن ما يثير الانتباه هو التصريح الذي صرح به رئيسها في أول خروج إعلامي له حيث قال: ” في جمعيتنا لن ندعو إلى التخلي عن الدين الإسلامي” ونحن من موقعنا نقول له: وماذا فعلتم غير التخلي عن الدين الإسلامي، وكأن جمع الشواذ والشيعة والملاحدة أمر يثاب عليه. وما ذا فعلتم غير جمع جميع وسائل الرذيلة والفحشاء من أجل تقنين كل ما هو ضد الدين وضد الفطرة وضد القانون، فالشيعة يؤمنون بزواج المتعة وهو مروق عن الدين، والشواذ يؤمنون بكل ما يضاد الفطرة السليمة لأننا لحد الآن لم نرى أسدا يجامع أسدا، ولا لبوءة تجامع أختها، ولا رأينا ذكر حمام يطير بجانب ذكر من نفس جنسه، و حتى النبات قد خلقه الله زوجين اثنين كي يزهر ويثمر.

ويقول : ” لن نخلق فتنة” وماذا سنسمي هذا (الكوكتيل المنحرف) الذي يقنن الشذوذ والتشيع، أما الملاحدة فمن المفروض أنهم لا يحتاجون إلى هكذا جمعيات فلم يكرههم أحد أن يعتنقوا دينا ولا القانون يحاسبهم على معتقد حتى ولو كان معتقد اللادين هو في حد ذاته معتقد ودين.

إن ملاحدة المغرب بل وحيثما وجدوا، عاشوا عبر التاريخ في إطار دولهم وقراهم كأي مواطنين، وما كان ليلومهم أحد على ما هم عليه، إلا عندما يخرقون القانون، أو يكونون مصدر فتنة، أو يعلنون الحرب على الدين والمتدينين، أو يجهرون بالمعاصي مما يجعل هذه المعاصي تشكل تهديدا للمجتمع الذي غالبيته متدينة كالإفطار في رمضان علنيا، أو المساس بالقرآن الكريم كما فعل طلبة ملاحدة بكلية العلوم بفاس سنة 1991، إن الملحد لا يحتاج لجمعية أو تنظيم أو تكتل كي يدافع عنه أو يتخذ منه ترسا أو دراعا يقي به معتقد اللامعتقد، لأن ما يعتقده من لادين ويمارسه في الواقع لا يمنعه دين ولا قانون، فهو عندما يمارس طقوسه في بيته كأكل رمضان أو الزنا أو شرب الخمر أو أكل الخنزير أو فعل أي شيء، لا يتوقع أن يقتحم عليه بيته فقيه أو إمام مسجد أو شرطي.

كما أن لا أحد ألزمه التسربل بزي ما كالعباءة أو الجلباب، ولا أحد أرغمه بأن يتزوج فلانة أو علانة أو من توجه معين، ولا أحد أرغمه على أن يلتحق بشعبة بعينها من شعب التعليم، ولا أحد أرغمه على أن يحترف أو يمتهن مهنة محددة، ولا أحد أكرهه على أن يسمي أبناءه عائشة أو محمد أو موسى فهو يمارس حريته في إطار ما تحققه له وطنيته في مجتمع يسير بقوانين، وأما عن الدين الإسلامي حتى و هو دين الدولة فلن يكرهه على شيء، لأن الدين يتأسس على القناعة والإيمان بالفكرة ثم تتحول هذه الفكر إلى معتقد راسخ في القلب، وبعدها تلقائيا يتحول هذا المعتقد إلى سلوك يمارس. ولهذا بالضبط لا يمكن أن يأمر الإسلام أحدا بفعل شيء دون أن يكون نابعا طوعيا من قناعة ثم إيمان.

إذن، إن الشواذ ربما تدفعهم منظمات دولية ويتلقون أموالا طائلة من أجل أن يؤسسوا جمعية تجمعهم ومن خلالها يحققوا مشروعهم الانحرافي، ولكن أن يلجأ الشيعي والملحد للانخراط في هذه الجمعية، فهو أمر غريب وعجيب، لأن من المفروض أن يكون الشيعي الذي يؤمن بالحوزات العلمية والملحد الذي ارتبط تاريخه في المغرب بالفلسفة بعيدين كل البعد عن الشذوذ والمروق عن الفطرة، اللهم إلا إذا كانت هذه الجمعية تجمع الشواذ بالإضافة إلى الشواذ الشيعة والشواذ الملاحدة، أي أن تكون جمعية خاصة بالشواذ ولكن بتقية شيعية إلحادية.