مجتمع

“أنقذوا أطفال تندوف” يتصدر تويتر.. وخبير: ما يحدث بتندوف جريمة مكتملة الأركان

أطفال البوليساريو

تصدر “هاشتاغ أنقذوا أطفال تندوف”، موقع تويتر في المغرب بعد إثارة موضوع تجنيد الأطفال بمخيمات تندوف من طرف عصابة البوليساريو.

وتفاعل نشطاء موقع التواصل الاجتماعي مع الانتهاكات التي تطال أطفالا بالمخيمات، خصوصا بعد انتشار عدد من الصور والفيديوهات تظهر أطفالا يحملون أسلحة في عروض وتدريبات عسكرية داخل مخيمات تندوف.

وقالت متابعة على تويتر “أستغرب صمت المجتمع الدولي على تسليح الأطفال بالقوة ومن قبل منظمة إرهابية، وحرمانهم من حقهم في التعليم والعيش بأمان”.

وكتب متابع آخر “نطالب بالتدخل العاجل من أجل إيقاف الجرائم ضد الطفولة في مخيمات تندوف الواقعة على التراب الجزائري، الأطفال المحتجزون يتم تجنيدهم وإقحامهم في النزاع المسلح مع المغرب، و كل هذا تحت أعين قادة الجزائر المحتضنين والداعمين لجبهة البوليساريو”.

وفي تصريح لجريدة “العمق” قال المحلل السياسي والخبير في القانون الدولي ونزاع الصحراء المحامي صبري الحو :”إن الأهمية القصوى والاستثنائية التي توليها الأمم المتحدة وكل دول العالم لحقوق وحريات الأطفال عجلت بالتوقيع على اتفاقية حقوق الطفل في وقت قياسي سنة 1989 وصادقت عليها كل الدول وأصبحت جزءا من قانونها الوطني بما فيها الجزائر”.

وبناء عليه، يضيف صبري الحو، فإن ما تقوم به الجزائر من انتهاك لحقوق الأطفال سواء بتجنيدهم أو ببيعهم لعائلات في دول غربية وتجنيدهم من أجل المس بسيادة المغرب وعدم احترام حقوقهم وحرياتهم في أن يكونوا في مقاعدهم الدراسية لتنمية قدراتهم الفكرية والجسدية في أحسن الظروف، يعتبر انتهاكا لحقوق هؤلاء الأطفال.

وأوضح المحامي والخبير الدولي الحو أنه بالرغم من ثبوت مسؤولية البوليساريو في هذه الجرائم، فإن الذي يجب أن يسأل عنها هي دولة الجزائر، لأنها تعتبر نفسها دولة اللجوء وهو ما يستوجب فرض قانونها الوطني في المخيمات، وألا تبرر الوضع بتفويضها إدارة المخيمات للبوليساريو، مشيرا إلى ان قضية التفويض ترفضها الأمم المتحدة ويرفضها المجلس الدولي لحقوق الإنسان.

وقال المتحدث إن ما يقع بتندوف هو جريمة مكتملة الأركان ضد الأطفال، على المجتمع الدولي وعلى الأمم المتحدة وكافة اجهزتها من جمعية عامة ومجلس الأمن وعلى لجنة اتفاقية حقوق الطفل أن تتحرك لإثارة مسؤولية الجزائر والبوليساريو الجنائية في انتهاكات حقوق الأطفال التي تحدث بشكل يومي أمام مسمع ومرأى العالم.

وكان عمر هلال قد صرح في مداخلة له أمام لجنة الـ24 التي نظمتها الأمم المتحدة في دومينيكان من 25 إلى 27 غشت المنصرم أن “هناك مسألة تهم المغرب بشكل خاص، والمجتمع الدولي على وجه العموم، تتمثل في التجنيد العسكري للأطفال داخل مخيمات تندوف.. الجزائر التي تدعي أنها مجرد مراقب لقضية الصحراء المغربية تأوي معسكرات للتجنيد الإجباري لأطفال لا تتجاوز أعمارهم 10 سنوات”.

وفي الوقت الذي كان هلال يعرض عشرات الصور لأطفال صغار يحملون أسلحة في عروض وتدريبات عسكرية داخل مخيمات تندوف قال إن “ممثل الجزائر يدعي أنه لا توجد أدلة على هذه المسألة.. إليكم الصور وحتى مقاطع الفيديو من مواقع ما يسمى بـ”البوليساريو” تظهر عشرات الأطفال بالزي العسكري بل بصدور عارية تحت التدريب.. هذه الصور تضع بلاده في مأزق كبير”.

وشدد الديبلوماسي المغربي على أنه من الخطير للغاية أن تسمح الجزائر وهي طرف في جميع الاتفاقيات والمواثيق والإعلانات الدولية المتعلقة بحقوق الطفل، لجماعة مسلحة بتلقين الأطفال عقيدة شن الحرب والقيام بعمليات عسكرية ليصبحوا فرقة “كوماندوس” قتلة.

وفي سياق متصل كشف السفير، الممثل الدائم للمغرب لدى الأمم المتحدة، عمر هلال، في رده على تصريح الممثل الدائم للجزائر لدى الأمم المتحدة، سفيان ميموني، خلال أشغال الندوة الإقليمية للجنة الـ24 لمنطقة الكاريبي، أن الجزائر هي من أنشأت “البوليساريو”.

وأبرز أنه “تم إنشاء ما يسمى بالجمهورية الصحراوية الوهمية في فندق جزائري”، مشيرا إلى مقترح تقاسم الصحراء الذي قدمه الرئيس الجزائري السابق عبد العزيز بوتفليقة في عام 2001 إلى المبعوث الشخصي الأسبق للأمين العام جيمس بيكر.

واستعرض السفير، الممثل الدائم للمغرب لدى الأمم المتحدة، عمر هلال، بأدلة دامغة، المسؤولية التاريخية والسياسية والدبلوماسية والعسكرية والإنسانية للجزائر في خلق وإطالة أمد النزاع المصطنع حول الصحراء المغربية.

وقال في هذا الصدد: “لم تكن الجزائر أبدا مجرد مراقب في قضية الصحراء المغربية”، مؤكدا على أن “الجزائر كانت منذ البداية طرفا فاعلا في هذا النزاع”.

وقرأ السفير هلال أمام الحضور رسالة بعث بها السفير الجزائري الأسبق لدى الأمم المتحدة بتاريخ 19 نونبر 1975 إلى الأمين العام للأمم المتحدة، ووزعت كوثيقة رسمية لمجلس الأمن، أكد فيها الممثل الجزائري بشكل واضح أنه “بالإضافة إلى إسبانيا بصفتها سلطة إدارية، فإن الأطراف المعنية والمهتمة بقضية الصحراء الغربية هي الجزائر والمغرب وموريتانيا”، ولا وجود آنذاك لما يسمى بالبوليساريو، في رد ساخر للسفير هلال.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *