وجهة نظر

قمة القرن بين الملك المغربي والرئيس الجزائري !؟

لم يحصل أن تشرفت بزيارة مدينة أو قرية من مدن وقرى الجزائر الشقيقة، ولو أني مشتاق وعندي لوعة لهذه الرغبة التي تلح علي إلحاحا، بفعل التدهور طويل الأمد والمؤسف للعلاقات السياسية والدبلوماسية بين الدولتين المغاربيتن الكبيرتين، وبسبب الحدود التي أقدم النظام الجزائري على غلقها من طرف واحد منذ أكثر من ربع قرن .. أملي أن تتحقق أمنيتي وتفتح الحدود الوهمية الاستعمارية القائمة بين الشعبين الأخوين التوأمين، وتعود العلاقات الإنسانية الدافئة، التي كانت تميز وبقوة روابط الدم والدين والثقافة والأحلام في عهد الاحتلال الفرنسي، أملي أن تطوى صفحات الصراع المصطنع والخلافات غير المجدية، وأن تقوم مقامها قيم الانفتاح والتآزر والتعاون المتبادل، أملي أن يوضع حد لهذه القطيعة الاجتماعية والاقتصادية والإنسانية .. الفريدة من نوعها عالميا، ويعقبها مناخ من المحبة والتسامح والإقلاع التنموي، خدمة لتطلعات شعوب المنطقة المغاربية وانتظاراتها الرحبة، أملي أن تتوقف المناكفات والمماحكات والتجاذبات غير الحصيفة بين رجال السياسة والثقافة والإعلام الجزائريين والمغاربة، وأن يسود بينهم قدر كبير من حسن النوايا ، وخلق الأعذار لبعضهم البعض، والاحترام المتبادل للمواقف والآراء المعبر عنها هنا وهناك.

لكن أولا وأخيرا آمل من كل جوارحي أن تعقد قمة القرن بين جلالة الملك محمد السادس وفخامة الرئيس عبد المجيد تبون “رأسا لرأس”، بعيدا كل البعد عن المتربصين وتجار الأسلحة ومشعلي الحرائق الذين يودون أن تظل العلاقة المغربية الجزائرية على ما هي عليه من أزمات خانقة، هذا اللقاء المباشر والمفصلي وحده القادر على تجاوز الأمواج الهادرة والسحب الدكناء من سوء الفهم العميق والأعاصير المزلزلة والمنذرة بأوخم العواقب، ومعلوم أن كل هذه الدواهي تصدر أحيانا كثيرة عن جهات عسكرية وسياسة واقتصادية أجنبية، لا تريد تنمية ولا سلاما ولا استقرارا للشعوب المغاربية والعربية على وجه العموم .

لدي شبه يقين رياضي أن هكذا لقاء بين زعيمي البلدين الشقيقين سواء في الجزائر أو المغرب أو في أي بلد صديق أو شقيق، يمكن أن يجعلنا نتجاوز الصعاب والعقبات الكأداء، لا بل بإمكاننا أن نرى النور بفضله في آخر النفق ، ونضع حدا للفتن “ما ظهر منها وما بطن”، ونرسم بمداد العزة والكرامة والشموخ علامات في طريق الوحدة والتطبيع والتصالح والنهوض التنموي الأكيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *