سياسة

زعيم “داعش” بالصحراء الكبرى.. من هو أبو وليد الصحراوي الذي أعلنت فرنسا مقتله

كريمة ايت احساين – صحفية متدربة

أعلن إيمانويل ماكرون اليوم الخميس 16 شتنبر 2021 في تغريدة عبر حسابه على تويتر مقتل عدنان أبو وليد الصحراوي زعيم تنظيم داعش في الصحراء الكبرى على يد القوات الفرنسية بمنطقة الساحل الأفريقية. واصفا العملية بأنها نجاح كبير في معركة بلاده ضد الجماعات الإرهابية في منطقة الساحل.

فيما أوضحت وزيرة الدفاع الفرنسية ” فلورنس بارلي” أن عملاء الجيش والمخابرات أسهموا في مطاردة طويلة الأمد لزعيم داعش، والتي اعتبرتها “ضربة حاسمة” لتنظيم الدولة الإسلامية. لكن من يكون عدنان أبو وليد الصحراوي؟

تشير بعض التقارير إلى أن عدنان أبو وليد الصحراوي ولد بداية أو نهاية سبعينيات القرن الماضي في مدينة العيون بالصحراء المغربية المتنازع عليها، قبل أن يلتحق بمخيمات اللاجئين في تندوف بالجزائر سنة 1992، وهناك حصل على منحة من جبهة البوليساريو، ونال شهادة البكالوريوس ودرس العلوم الاجتماعية في جامعة منتوري بالجزائر وتخرج منها سنة 1997.

وتفيد تقارير أخرى إلى أن عدنان أبو وليد الصحراوي لما كان لاجئا في الجزائر، استقر في معسكر تابع لجبهة البوليساريو الوهمية. وانتسب إلى التنظيم المتطرف المسمى ب “جيش التحرير الشعبي الصحراوي” ووفقا لما أورده موقع “ذا أفريقيا ريبورت” كان أبو وليد المسؤول عن استقبال ومرافقة الوفود الأجنبية التي تزور مخيمات تندوف آنذاك.

وتخرج كذلك من مدرسة عسكرية مسماها مدرسة الشهيد الولي. وشارك سنة 2011 في تأسيس جماعة “التوحيد والجهاد في غرب إفريقيا”، وكان في نفس الوقت عضوا في مجلس شورى التنظيم ومتحدثا رسميا باسمه.

واشتغل في بداياته مقاتلا في صفوف جبهة البوليساريو الوهمية. إلا أنه بدأ ظهور الصحراوي عام 2010 كقائد ميلشيات، بعدما غادر تندوف رفقة عدد من الصحراويين متوجها إلى شمال مالي عبر موريتانيا. وأسس في شهر أكتوبر 2011 كما تؤكد المعلومات المتوفرة الجماعة السلفية المعروفة بـ “حركة التوحيد والجهاد في غرب أفريقيا”، والتي أيدت تنظيم “القاعدة”، وأصبح المتحدث باسمها.

وتعرف العالم على الصحراوي في أول ظهور علني في الفترة التي اختطفت فيها الجماعة ثلاثة أجانب عاملين في المجال الإنساني في تندوف. وعرف أكثر في الفترة الممتدة بين سنتي 2012 و2013 حين أسهمت جماعته في السيطرة على شمال مالي.

وانضم فيما بعد إلى تنظيم “المرابطون”، وانتهى به المطاف منتسبا إلى تنظيم “داعش”. وأصبح أول من بايع زعيمه بالمنطقة في ماي سنة 2015. وفي عام 2013، تحول اسم التنظيم السابق إلى “المرابطون”، وفي 19 ماي من نفس السنة أعلن أبو وليد أنه من يقف وراء اختطاف حارس روماني في منجم بالقرب من “منطقة تامباو”. وتلا التحول السابق في التنظيم حدوث انشقاق في تنظيم “المرابطون” في ماي 2015.

ويعد الصحراوي من بين المجموعة التي بايعت زعيم داعش السابق “أبو بكر البغدادي” في ذلك الوقت، خلافا لمختار بلمختار المعروف بارتباطه الكبير بتنظيم القاعدة، والذي رفض مبايعة البغدادي وأصر على بيعة أيمن الظواهري معتبرا خطوة الصحراوي بأنها شرعية. وهو المستجد الذي أدى إلى قطيعة بين المجموعتين المنفصلتين، واحتدم الصراع بينهما لحد التقاتل، كما جرى في واقعة حدثت في 14 يونيو بشمال منطقة “جاو ” بمالي وأصيب فيها عدنان أبو وليد الصحراوي فيما قتل 14 شخصا آخر.

عام 2019 خصص برنامج المكافآت من أجل العدالة التابع لوزارة الخارجية الأميركية مكافأة مغرية تبلغ 5 ملايين دولار لكل شخص يزودها بمعلومات تقود إلى تحديد مكان أبو وليد الصحراوي. ويعود السبب إلى كمين نصبته جماعته بتاريخ 4 أكتوبر 2017 لدورية مشتركة مكونة من 11 جنديا من القوات الخاصة الأميركية، و30 جنديا نيجريا تعرضت استعملت فيه رشاشات وقنابل يدوية بالقرب من قرية “تونغو تونغو” النيجيرية الواقعة بالقرب من الحدود مع مالي. وفقد على إثره 4 جنود أمريكيين حياتهم و4 آخرين نيجيريين.

وعرضت واشنطن هذه المكافأة بعد أن أدرجت وزارة الخارجية الأميركية تنظيم “داعش” القابع بالصحراء الكبرى ضمن القائمة السوداء كمنظمة إرهابية أجنبية، واضعة اسم زعيمه الصحراوي على قائمة الإرهابيين العالميين. وفي الذكرى الثانية للهجوم السابق، جددت وزارة الخارجية الأميركية عرضها للمرة الثانية، وخصصت مكافأة ثانية بنفس المبلغ المالي السابق لمن يساعد هذه المرة في توقيف أو إدانة أي شخص نفذ أو دبر أو سهل الكمين الدموي في أي بلد مهما كان.

وبما أن تاريخ الصحراوي كان ملطخا بالعديد من الأعمال الإرهابية والإجرامية، فقد كان مسؤولا عن الهجمات التي استهدفت نقطة تفتيش جمركية بمنطقة “ماركوي” في بوركينا فاسو بداية شهر شتنبر 2016، وقتلت ضابط جمارك وشخص آخر مدني. بعدها في 12 أكتوبر من نفس السنة تمت تصفية 4 جنود من جيش بوركينا فاسو في منطقة “إنتانغوم”. وفي أكتوبر هجمت جماعته كذلك على سجن “كوتوكالي” بالنيجر.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تعليقات الزوار

  • الدكتور عبدالرزاق
    منذ 3 سنوات

    قالت أيت أحساين في مقالها أعلاه:[ ... في مدينة العيون بالصحراء المغربية المتنازع عليها] .... قلت: من الذي ينازع عليها؟؟؟ عصابات مرتزقة عسكر الدزائر ينازعون دولة المغرب على قطعة من خريطة المغرب؟؟؟ يا جريدة العمق: أنشروا تعليقي ولا تحذفوه ...أو صححوا ما نشرتم