منوعات

ما هي العوامل التي تؤثر على تنمية صناعة السياحة؟ وما هي آثارها؟

يعتقد الكثيرون أن السياحة تعتمد فقط على المرشد السياحي والنادل ومدرب الغوص، ولكن في الحقيقة إن صناعة السياحة أكبر وأعمق من ذلك، فهي تضم العديد من المجالات التي تندمج معََا في انسجام تام.

علاقة صناعة السياحة بالقطاعات الأخرى

على الرغم من أن صناعة السياحة كبيرة ومعقدة، إلا أن القدرة على فهم المكونات المختلفة للسياحة ليس بالأمر الصعب، حيث تعتمد جميع مكونات السياحة على بعضها البعض لتحقيق النجاح.

على سبيل المثال، ترتبط صناعة السياحة ارتباطًا وثيقًا بعدد من الصناعات والقطاعات العالمية وعلى رأسها قطاع الطيران حيث تطور بشكل كبير في العقد الأخير ويمكن للسائح الآن حجز جميع خطوط الطيران من خلال الانترنت مثل حجز طيران ناس والخليج وغيرها من الشركات، فقطاع السياحة مجال ديناميكي يختلف حسب مجموعة من العوامل من ضمنها بلد المقصد والسياح أنفسهم والسوق الذي يأتون منه وسوق الوجهة.

لهذا يقوم المسؤولون والباحثون بدراسة دوافع السياح وثقافاتهم وسلوكهم المتغير وعوامل القيادة والتأثير في السياحة، بالإضافة إلى خصائص الوجهات الأكثر أقبالًا من وسائل الراحة والمعالم السياحية وأي طرق جذب أخرى.

العوامل الأساسية لصناعة السياحة

هناك العديد من العوامل التي تؤثر على تسيير صناعة السياحة، يظهر البعض تأثيرًا فوريًا بينما تستدعي العوامل الأخرى العمل على المدى الطويل.

بيئة الوجهات

تكون السياحة في أفضل حالاتها عندما تتمتع الوجهة السياحية بمناخ جيد، وبالعكس، فإن أي تغييرات مناخية غير مرغوبة مثل الرياح العاتية والفيضانات المفاجئة والجفاف يمكن أن تؤثر سلبًا على حركة السياحة، فعلى سبيل المثال، يفضل المقيمون في الهند السفر إلى مناطق ذات مناخ أكثر برودة مثل أوروبا خلال أشهر الصيف القاسية.

إقتصاد الدولة

تعتبر الظروف الاقتصادية والسياسة من العوامل البارزة والمؤثرة على نشاط السياحة، فعندما يمر بلد ما باضطراب اقتصادي وارتفاع نسب البطالة، تتأثر السياحة سلبًا، أما عندما ينمو اقتصاد الدولة بشكل جيد ويرتفع المستوى المعيشي للفرد مما يجعله قادر على إنفاق الأموال على الترفيه، يزدهر قطاع السياحة.

الأهمية التاريخية أو الثقافية للوجهة المقصودة

عندما تنفرد وجهة سياحية بأهمية تاريخية أو ثقافية كبيرة، فمن المؤكد أنه سينعكس ذلك على رغبة السياح في مشاهدة المعالم الأثرية من عمارة قديمة وقلاع وحصون ومنحوتات وكهوف وأسلحة ولوحات وملابس وحلي وأواني عتيقة وغيرها من التراث القديم.

من ضمن الأماكن المشهورة عالميًا ذات الأهمية التاريخية والثقافية، تاج محل في الهند وأهرامات الجيزة في مصر ومدينة والأكروبوليس في أثينا باليونان.

أهمية البحث عن الوجهة السياحية

عند البحث عن وجهة سياحية، تختلف المقومات المطلوبة في المنطقة من سائح لآخر، حتى انها تشمل المستكشفين والباحثين الذين يسافرون لغرض الدراسة، حيث يبحث علماء الآثار والجيولوجيين وعلماء المحيطات وعلماء الحيوان والمهندسون المعماريون وحتى الفنانون عن أماكن لها أهمية كبيرة في مجالاتهم. وبالمثل، يسعى كل شخص على حسب اهتماماته لإيجاد الوجهة السياحية المناسبة.

الأهمية الدينية للوجهة

تعتبر مكة في المملكة العربية السعودية وبيت لحم في فلسطين من أشهر الوجهات ذات الأهمية الدينية أو العبادة في العالم، ويقصدها أعداد هائلة من السياح الذين يعتبرون الأماكن المقدسة مصدر للسلام الداخلي، ولكل مكان فترات معينة في السنة تبلغ فيها السياحة ذروتها.

التقنيات الحديثة

يتغلغل الإنترنت في كل العالم تقريبًا، وبالتالي يستفيد السياح بالإنترنت أثناء التخطيط للجولات السياحية للحصول على فكرة عن معالم الدولة وجودة الخدمات المتوفرة، كذلك بعد أنتهاء الزيارة، يشارك السياح المتمرسون آرائهم على منصات الإنترنت المعنية.

وتعمل تقييمات السياح ذوي الخبرة التي يتم مشاركتها على الإنترنت كارشادات لراغبي زيارة نفس الوجهة السياحية في المستقبل، وهنا يقع دور الإنترنت في أما أن يعزز أو يدمر حركة السياحة في أي منطقة.

أنواع السياح وكيف يختلف السلوك السياحي

يمكن لشركات السياحة معرفة متطلبات أي منطقة من خلال تصنيف أنواع السياح وسلوكياتهم وإنشاء العروض المناسبة لكل سوق على حِدَة.

تتمثل أنواع السياح في:

1 .السياح الرئيسيون: يفضلون قضاء عطلاتهم في جو من المرح والاستمتاع.

2 .السياح غير الرئيسيون: يهتم هؤلاء السياح بالعروض التي يتم تقديمها من حين لآخر، فالدافع لديهم موجه نحو أستغلال الفرص، ولذلك فهم غير دائمين على قضاء عطلاتهم بل ينتظرون الوقت المناسب.

3 .المغامرون: لا يعطون أية أهمية للاسترخاء، فهم يرغبون بالاستكشاف ومواجهة التحديات، أكثر هذا النوع من الشباب من كلا الجنسين الذين يتمتعون بالنشاط وحب المغامرات.

4 .السياح الذين يفضلون المنزل: هم نقيض السياح المغامرون وفي الغالب تزيد أعمارهم عن 45 و50 عامًا، يمكن أيضًا أن ينتمي لهذا النوع الأشخاص الأصغر سنًا ممن هم منخرطين في العمل و يفتقرون للراحة.

5 .المسافرون ذوو الميزانية المحدودة: هم سياح ذوو توجه اقتصادي، وتعتمد قراراتهم على العوامل المتصلة بوضعهم المالي.

6 .المعتدلون: يخططون لجولتهم في المستقبل، ولديهم ميل كبير نحو السياحة، ولكنهم في الغالب لا يفضلون الرياضة أو أنشطة المغامرة.

7 .المصطافون: يخططون للقيام بجولة خلال الإجازات مثل العطلة الصيفية أو عطلة نصف العام، وعادة لا تكون لديهم فكرة واضحة عن سبب الزيارة وأماكن الجذب السياحي.

الآثار الاقتصادية للسياحة

تساعد السياحة الوافدة على تحقيق عوائد مادية، مثلما تساعد السياحة الداخلية على خلق فرص عمل وتطوير البنية التحتية، وهذا بدوره يولد فرصا للشركات المحلية الصغيرة.

الآثار البيئية للسياحة

توجد آثار إيجابية للسياحة على البيئة، حيث تشجع على الاستثمار في الحفاظ على الطبيعة، وتساهم في استقرار النظام البيئي من خلال الحفاظ على الغابات وعدم الإفراط في صيد الأسماك في المسطحات المائية الكبيرة، مما يساعد في خلق الوعي بقيمة البيئة للبشر.

الآثار الاجتماعية للسياحة

تتمثل الآثار الاجتماعية للسياحة في القضاء على الفقر من خلال الترويج للفنون والحرف التي يصنعها السكان المحليون، كما يتم تعريف السياح بالعادات السائدة في المنطقة مما يقوي الروابط بين المجتمعات.

إقرأ المزيد على العمق المغربي: al3omk.com

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *