أدب وفنون

25 فيلما عالميا خطفت أبصار الملايين.. تعرف عليها

من المؤكد أن عام 2015 كان مُميزاً للغاية بجميع دور العرض في كل أنحاء العالم، فالمحاولات الدؤوبة للبحث عن أفخر التحف الفنية التي تم عرضها في دور السينما هذا العام لم تكن مهمة سهلة على الإطلاق، وذلك بسبب كثرة الأفلام التي تستحق احتلال مكان بهذه القائمة، إلا أن ثمة مجموعة من الأفلام استطاعت أن تفرض نفسها على الفور وبشكل قوي.

25 – المتشابهون The Similars

بعدما قدم المخرج المكسيكي “إسحاق إزبان” فيلمه الرائع The Incident الذي لم يتكلف إنتاجه كثيراً من المال، وذلك في عام 2014، يعود إلينا في عام 2015 بفيلم “المتشابهون”.

تدور أحداث الفيلم في يوم ممطر خارق للطبيعة بعام 1968. يبدو الفيلم رهيباً ومُحكم التفاصيل وذا حس فني عال.

حيث يتتبع أنماط سينمائية مُحددة مثل أفلام المخرجين “هيتشكوك ويلسيان” مع نفحات ميلودرامية على غرار أسلوب “دوجلاس سيرك”، مع جرعات عالية من الرعب مثل فيلم Evil Dead. ل “سام رايمي”.

يحمل الفيلم مميزات أفلام الحكايات الشعبية بجانب الخيال العلمي، ورغم تكلفته القليلة فإنه يُعد تحفة فنية. الفيلم غريب، وهزلي، وسوداوي.

24 – فيكتوريا Victoria

لا يمكن وصف فيلم الجريمة “فيكتوريا” الذي أخرجه الألماني “سيباستيان شيبر” والذي تم تصويره بدون انقطاع، إذ إنه فيلم يأخذك من النقيض إلى النقيض باقتدار. قد يكون ما ساعده على ذلك الحبكة القوية والسيناريو المكتوب بإحكام، بالإضافة إلى تألق الممثلين. لكن خبرة شيبرد تُمثل أفضل عُنصر في الفيلم الذي يستغرق 140 دقيقة وتم تصويره في لقطة واحدة بدون انقطاع. مما جعله فيلماً مُحبباً وغنياً بالتفاصيل.
ساعد المصور السنيمائي “براندثجروفلين”، والذي أجاد في تصويره، على إخراج الفيلم ليبدو كملحمة. هذا بالإضافة للموسيقى التصويرية القوية التي أعطت عمقاً للفيلم.
بالتأكيد لن يُعجب الجميع بهذا الفيلم، إلا أن دارسي السينما وبعض النقاد والجماهير سيشعرون بأنهم في الجنة.

23 – المريخي The Martian

يُقدم المخرج الشهير “ريدلي سكوت” رؤية كبيرة أخرى في فيلمه الجديد ذي الإنتاج الضخم. وهو مُقتبس عن الرواية الأكثر مبيعاً للكاتب أندي وير.
قدم سكوت وجميع العاملين في الفيلم ملحمة سينمائية رائعة في تتبع قصة رائد الفضاء مارك واتيني، الذي لعب دوره “مات ديمون” والذي تقطعت به السبل إلى كوكب الأرض، وكان عليه استخدام كل ما يعرفه من العلوم حتى يستطيع النجاة.

تخيل فيلم “إنقاذ المجند رايان” ولكن هذه المرة في الفضاء. استطاع المخرج سكوت مع طاقمه تقديم الفيلم بتقنية التصوير ثلاثي الأبعاد بحيث يكون متعة لعين المتفرج، فضلاَ عن الموسيقى التصويرية ذات التصميم الدرامي، والممثلين ذوي الأداء العالي.

على الرغم من توقع إنقاذ “مات ديمون” في نهاية الفيلم كالمعتاد، فلم يتم تقديمه ببلادة، بل كان كالبطل الذي يبذل كل ما بوسعه للنجاة.

22 – تانجرين Tangerine

يمكنك الدخول في رائعة “سين بيكر” الصغيرة التي كتبها وأخرجها بدقة، إنه فيلم Tangerine، وهو الفيلم الذي تم تصويره باستخدام كاميرات هواتف آيفون مع تعديلات طفيفة. يقدم الفيلم كوميديا مفعمة بالألوان التي قدمها بيكر ببراعة.
تصوير “راديوم تشيونغ” لا يقل إبداعاً على الإطلاق، حيث يمتلك هذا الرجل الحس الأفضل، حيث استطاع نحت المشاهد بدقة وعمق وعين تحليلية. ستجد الكثير من الشجاعة في الفيلم كما تتوقع، وستجد أيضاً التسلية والصدق العاطفي.

21 –جواد المال Horse Money

تزيل رائعة “بيدرو كوستا” ذلك الخط الفاصل بين الفيلم الوثائقي والروائي بطرق مذهلة. إذ تمتزج المشاهد الضبابية لمدينة “لشبونة” بالمستشفيات والمجمعات السكنية، حيث يعرض فيها قصة أحد الناجين من دولة الرأس الأخضر.
استطاع كوستا تصوير عمليه التهجير بعبقرية شديدة بمساعدة المصور البارع “ليوناردو سيميوس”، ما ينقل الحالة التي عاشها “فنتورا”، المهاجر الناجي، بكل تفاصيلها وأحلامها للمشاهد.

20 – ماكبث Macbeth

يعد الفيلم عرضاً فريداً لكتابات تاريخية لم يتكرر منذ فيلم Titus للمخرجة “جوليا تيمور”، لذلك يعد فيلم “جاستن كورزيل” رائعة سينمائية تظهر فيها المعارك الدموية ببراعة، حيث يحرص كروزيل على تصوير القرون الوسطى في إسكتلندا ببراعة شديدة حيث الهواء البارد الذي يقود لتلك المناظر الشاحبة، بالإضافة إلى الضباب الكثيف الذي يحجب وحشية الحرب.
الفيلم هو دراما دموية، تتضمن كثيراً من مشاهد القهر التي صورها كورزيل ببراعة وتأثير قوي على المشاهد.

19- بقعة ضوء Spotlight

استطاع فيلم “توم مكارثي” الذي يروي صدمة تحقيق صحفي لصحيفة بوسطن غلوب حول تعرض طفل لانتهاك جنسي وعلاقته بكنيسة كاثوليكية. اختار مكارثي الصور والمشاهد بهدوء ودقة، جعلته يحصد أفضل فيلم في جوائز الأوسكار، وعلى الرغم من أن الاختيار صدم الكثيرين، إلا أنه يمكن وصفه بالفيلم الذكي الذي يثري المشاهد.

تكمن فكرة الفيلم فيما يقدمه من رسالة كبرى، ليس باعتبار ما قدمه بلاغاً للمجتمع فحسب، بل بالتوليف الرمزي للأيقونات الدينية والذي جعل من الصورة الكاملة للفيلم مذهلة للمشاهد.

18- الحمامة التي وقفت فوق غصن تتأمل الوجود A Pigeon Sat on a Branch Reflecting on Existence

يواصل المخرج العبثي السويدي “روي أندرسون” سلسلته الفنية الكوميدية من خلال هذا الفيلم، والذي يعد جزءاً من ثلاثية صدر منها جزءان ماضيان، أولهما كان عام 2000 بعنوان Songs from the Second Floor، أما الجزء الثاني من الثلاثية فأنتج في عام 2007 بعنوان You, the Living حيث يواصل الانحراف بين التفاصيل بدقة شديدة.

باستخدام كاميرا واحدة ثابتة في أغلب المشاهد، والتلاعب بالترتيب الزمني للأحداث والمشاهد، يواصل أندرسون ومصوروه العباقرة إبداعهم الذي يعيد إلى الأذهان أعمال نوابغ سينمائية مثل “فريدريكو فيلليني” و”جاك تاتي” و”مونتي بايثون”. ومع أدق تفاصيل الألوان والموسيقى والكوميديا التي تتحول مباشرة إلى فزع، يعد أندرسون رائداً لهذه المدرسة الأنيقة، وغريبة الأطوار في الوقت نفسه.

17- الغرفة الممنوعة The Forbidden Room

ينتقل الفيلم من مشهد إلى مشهد مختلف تماماً مكوناً لقطات مجمعة أخرجها المخرج الكندي غريب الأطوار “جاي مادين” وشاركه في الإخراج المخرج الصاعد “إيفان جونسون”. ويمتلك فيلم “الغرفة الممنوعة” غرائبية في أسلوب عرض المَشاهِد مما يجعل المشاهدين مختلفين بين معجب بالفيلم حد التصفيق وآخر يفرك فروة رأسه بشدة لأنه لم يتمكن من استيعاب الفكرة. وفي الغالب لا يقف هذا النوع من الأفلام عند سقف توقعات يضمن استيعاب معظم المشاهدين له، فهو يبدو قريباً من الغرائزية وصناعة الأساطير التي تشبه أسطورة أورفيوس اليوناني.

وتعرض المشاهد في صورة مجموعة من الاعترافات التي تحمل شفرات غير واضحة في صورة ميلودرامية كلاسيكية، فالفيلم عبارة عن مغامرة جريئة أو حلم محموم مع سلسلة من التقلبات المتجهة نحو الهاوية، وتقع كل تلك المشاهد بين مجموعة من التواريخ والمغامرات الغريبة، ما بين طاقم غواصة يحبون الفطائر، وصورة لشارب رفيع، وعصابات تُغِير على الآخرين، وأشخاص مخطوفين، وأكثر من هذا. إنها في الحقيقة خلاصة مجموعة من الأفكار العبثية ذات المغزى العميق وروح الكوميديا السوداء.

16- وحوش بلا وطن Beasts of No Nation

تدور أحداث الفيلم حول شهادة يسردها أحد شهود العيان عن الرعب الذي رآه خلال الحرب، ويعد فيلم “وحوش بلا أمة” ثالث الأفلام الروائية للمخرج الأميركي “كاري فوكوناجا”.

ربما يصعب على المشاهدين رؤية مجموعة من الأطفال يلعبون دور جنود في حرب طائفية، بيد أن فوكوناجا- ولا نقصد هنا التقليل من شأنه، فهو مخرج وأيضاً مصور سينمائي- ركز عدسته بأسلوب ماكر وبراعة فنية على “أوجو” الصغير، الذي لعب دوره الممثل الغاني المراهق “أبراهام عطا”، وذلك من خلال متواليات للقطات منفردة وغير مترابطة.

فعلى سبيل المثال، عندما يقع أوجو تحت تأثير المخدرات، تتحول صور الأماكن التي يسكنها إلى صور تمت تصفية الألوان منها لكي تعكس صورة تجول عقل أوجو في تلك الأماكن. ربما لا يبدو الأمر بسيطاً لكن تأثيره كبير للغاية. ويسحر فيلم “وحوش بلا وطن” ألباب المشاهدين حتى بعد اللقطة الأخيرة من خلال أسلوب العرض العفوي ولكنه صادم بكل تأكيد.

15- القمة الحمراء Crimson Peak

على مذبح المخرج الإيطالي الراحل “ماريو بافا” يتلو المخرج المكسيكي “جيليرومو ديل تورو” صلواته من خلال رسالته المكتوبة بالدماء إلى العصر الفيكتوري المليء بقصص الأشباح، ومن خلال عودته المجسدة في فيلم “القمة الحمراء” أصاب ديل تورو الاختيار برائعته السينمائية الثرية.

وتعد الخلفية المسرحية التي تظهر خلف مشاهد يؤديها صفوة من الممثلين (مثل توم هيدلستون وميا واسيكوسكا وجيسيكا شاستين) هي أبرز جوانب العمل الفني، حيث تغطي خيوط العناكب والشمعدانات والخزائن التي تحمل آثار الدماء والشرفات التي تميز قاعة “أليردال” الخيالية بالقلعة قوطية الطابع، فضلاً عن بقع الطمي التي تظهر على الأرضية الثلجية ولون الدم أيضاً. فكل تلك التفاصيل تطبع للفيلم صورة ذات تأثير في ذاكرة المشاهدين.

وقد أخرج ديل تورو صاحب الرؤية الفنية الفريدة فيلم “القمة الحمراء” بأسلوب يختلف عما يتوقعه منه متابعوه، فهو يظهر بأسلوب يشبه الرومانسية القصصية التي قدمتها الروائية البريطانية الراحلة “دافني دو مورييه” من خلال مشاهد الدماء، لكن التصميم المذهل للإنتاج والقطع الفنية الرثائية الأنيقة، فضلاً عن زخارف القصر المرعبة، جميعها أثقلت الصورة لتجعلها مخملية المدى ومزدهرة الرؤية، أضف إلى ذلك تكثيف المعنى.

وقد تمكن المصور السينمائي “دان لوستسين” ومصمم الإنتاج “توماس ساندرز” من إضافة بصمتهما، من خلال الصور الثلجية ذات الطابع الميكيافيللي، إلى الجمال المظلم الكامن في عمل ديل تورو.

14- كريد Creed

لم يقصد المخرج “ريان جوجلير” في فيلمه الدرامي، الذي تدور أحداثه في إطار رياضة الملاكمة، أن يظهر بطل العالم السابق في الملاكمة والمدرب “روكي”، الذي يؤدي دوره الممثل “سلفستر ستالوني”، شخصاً ضعيف الإرادة ليكمل بذلك عقد معظم الأفلام التي تدور في إطار مشابه، وأصدقكم القول إنه لأول وهلة كان الخوف من أن تدور أحداث الفيلم في هذا الإطار.

بيد أن من يتصوّر ذلك أخطأ في تخيله، فالمخرج الأسمر جوجلير وورقته الرابحة “ماريز ألبريتي” المصور السينمائي الفرنسي، تمكنا من حياكة نسيجٍ من المشاهد والصور المليئة بالحركة والحماس، وليس هذا كل ما في الأمر، فقد استطاعا الخروج عن الكليشيهات المتبعة في جميع أفلام الملاكمة، ليظهرا صورة جديدة تحمل مزيداً من التشويق والإثارة.

فنمط الرؤية الذي يتبعه جوجلير يسير عكس الصورة السائدة في هذا النوع من الأفلام، حيث تهيمن الكاميرات التي تلتقط المشاهد السريعة التي تقفز بين الصورة والأخرى والتي تسود في معظم مشاهد الأفلام المشابهة. أما هنا، في فيلم “كريد”، فيتمكن المُشاهد من رؤية مشاهد طويلة تركز على الجانب العضلي، والانتقال بين المشاهد بطريقة متدرجة راقصة وتقنية مكثفة وجريئة. وقد اعتمدت القصة التي تبناها جوجلير على نجم يحبه الجمهور ولديه ثقة عالية بالنفس وذكاء محسوس.

13- بروكلين Brooklyn

أعطى الفيلم الذي تدور أحداثه حول قصة حب قديمة ترتكز على أحداث الهجرة بين إيرلندا والولايات المتحدة في خمسينيات القرن الماضي، فرصة رائعة للمخرج الأيرلندي “جون كرولي” لإعادة إحياء تفاصيل عهد قد مضى عليه كثير من الأعوام وذلك من خلال رؤيته الفنية التي تهتم بالتفاصيل وموهبته الغزيرة التي تتناول قصة محيرة من الرومانسية المليئة بالتشويق. وينقل المخرج الأيرلندي والمصور السينمائي “إيف بيلانجر” الآلام ليعكسا معاً حالة الحبيبة الصغيرة “أليس لايس”، التي تلعب دورها الممثلة الشابة “سيرشا رونان”، وهي مهاجرة أيرلندية بريئة تتحول من باحثة عن مأوى لتصير الحب الأول لأحد الأشخاص، ولن نحاول الإفصاح عن مزيد من التفاصيل هنا.

ويعد فيلم بروكلين قصة عاطفية مدرسية قديمة تدور أحداثها في إطار يحمل اللذة والمرارة، فضلاً عن الآفاق الواسعة التي تصل إليها الأحداث، كما تظهر مشاهد الفيلم بإضاءة مزخرفة وشهوانية تركز برقة على مكامن الأنفس البشرية. ومن المؤكد أن الفيلم يبرز الجوانب القاسية التي يحياها المهاجر في مقابل العاطفة الجياشة التي يحملها الطرف الآخر، لتجعل الأفضلية في رؤية العصر الذي تدور فيه أحداث الفيلم باعتباره عصراً بريئاً بعيداً عن كل الجوانب القاسية التي ملأت هذا العهد.

غير أن الثروة التي تمتلكها شخصيات الفيلم والأماكن شديدة الثراء والإسراف والحنين إلى هذا العهد سوف تسيطر على ألباب المشاهدين في النهاية، ولاسيما هؤلاء الذين يفضلون أن تبقى السينما آمنة ورقيقة وبعيدة عن الإسراف.

12- إله أبيض White God

يدخل المخرج المجري “كورنيل موندركزو” إلى أرض الواقعية السحرية من خلال قصة واسعة المدى وأقرب إلى الأساطير، تروي حكاية فتاة تبلغ من العمر 13 عاماً وكلبها “هاغن”. وبينما تتردد نبرة الإله الأبيض في صورة أقرب إلى النزوة –– ففي دقيقة تكون المشاهد رقيقة، تليها دقيقة تصير كأنها حكاية أجيال، ثم رحلة خيالية في عالم ديزني، قبل أن تصل بالمشاهد إلى محطة مرعبة–– لكن شوارع بودابست تبدو مليئة بالحب والتألق.

ومع امتلاء المدينة بالكلاب، ليبدو كمشهد لمعركة “هرمجدون” كلابية مليئة بالإثارة، استطاع المخرج موندركزو والمصور السينمائي “مارسيل ريف” ومدربة الحيوانات “تيريسا آن ميلر”، أن يخلقوا سيميائية مغامراتية مليئة بالوعيد والرهبة. وبكل تأكيد استطاع فيلم إله أبيض بصوره الممتلئة باستخدام الحيوانات أن يحصل على جائزة “نظرة ما” بنسخة 2014 من مهرجان كان، مما يجعله جديراً بالمشاهدة للتأكد من أحقيته للفوز بتلك الجائزة.

11- ناطحة سحاب High-Rise

يستكمل المخرج البريطاني المثير للجدل “بين ويتلي” (صاحب فيلم قائمة القتل Kill List) أسلوبه السينمائي الثوري والمستفز من خلال مسرح Grand Guignol الذي يسخر من رئيسة الوزراء البريطانية الراحلة “مارجريت تاتشر”، وذلك بعد أن تبنى الكاتب الإنجليزي “جايمس جراهام بالار” ذلك الفكر المسرحي في روايته “ناطحة سحاب” ليحولها “بين ويتلي” إلى فيلم من إخراجه.

فمن خلال التفسخ الأخلاقي والفساد الذي يعرضه الفيلم، يظهر ويتلي وزميلته المصورة السينمائية “لوري روز” مهارتهما في إبراز أدق التفاصيل لحياة المقيمين في إحدى ناطحات السحاب الفاخرة المكونة من 20 طابقاً خلال فترة 3 أشهر، وبعد أن يسكنوا ذلك المبنى يتحولون إلى ممارسة الأفعال البربرية الشرسة ليحققوا التفسيرات النفسية التي تبناها “سيجموند فرويد” في أبحاثه، مما يدهش أعين المشاهدين جراء تلك التحولات.

يغوص ويتلي وزميلته لوري في نمط بصري مجسم يشبه في إثارته حركة بطيئة ومبهرة أمام سيارة قاتلة ولا يمكن تحاشيها أو الابتعاد عنها.

السخرية الحادة التي يحملها الفيلم تظهر جلية أمام أعين المشاهدين ذوي الذائقة الفنية العالية، كما أن الكوميديا التي ترمي إلى هدف أبعد من السخرية، تسبب صدمة ملموسة وتصوراً مرتبطاً بحياتهم.

10- الثمانية المكروهون The Hateful Eight

من جديد يعود إلينا نمط السينما الغربية التي يقدمها المخرج والسيناريست “كوينتن تارانتينو” والمصور السينمائي “روبيرت ريتشاردسون”، وهذه المرة اختارا تصوير فيلم “الثمانية المكروهون” باستخدام أفلام 70 مم –– وهو مقياس غير شائع الاستخدام لتصوير الأفلام عالية الدقة، بدأ الفيلم بتحية تشبه المشاهد التي اعتاد تقديمها المخرج الأيرلندي “جون فورد”، وبمشاهد البانوراما التي تصور المناظر الطبيعية التي تغطيها الثلوج، ليسبق ذلك الدخول إلى ما يبدو غرفة واحدة دارت فيها جميع أحداث الفيلم.

وعلى الرغم من الحدود التي فرضها تارانتينو على نفسه في الفيلم الذي يصور الخيانة والمزاح، فلا تزال المشاهد التي تتميز بأناقة الصور واحتوائها على حالة الجنون حاضرة في هذا الفيلم أيضاً، لكنها أقل مما اعتدناه من المخرج الفريد.

فالتردد الذي يظهر في الفيلم يصور ملامحاً محسوسة ومعلومات ظاهرة لما تحمله الشخصيات من رهاب الأماكن المغلقة، مثلما تحمله الشخصيات الخائنة البائسة التي تظهر في معظم مسارات أفلام الغرب المتوحش. ويحمل هذا الفيلم تكثيفاً في المغزى الذي يمكن مشاهدته في جميع أعمال تارانتينو، مما يجعله أحد أقوى الأعمال التي تجعله يشعر بالفخر على المجهود الذي بذله فيها.

9- التعقب It Follows

فيلم التعقب It Follows هو ثاني أفلام المخرج والكاتب الأميركي “ديفيد روبرت ميتشل”. ويدور الفيلم حول قصة مدرسية قديمة ومرعبة مليئة بالمشاعر والغيبيات. اختار ميتشل والمصور السينمائي “مايك جيولاكيس” مدينة “ديترويت” التي ترتفع فيها نسبة الجرائم ليجعل الصورة أكثر اكتمالاً. وقد أدى اختيارهم لتلك المدينة إلى زيادة الذعر بالفيلم، من خلال التركيز على مشاهد الرعب الواضحة والسيناريوهات المتبجحة، والتفاصيل الجريئة، وكل هذا تمكن من تجنب إظهار الميزانية المنخفضة للفيلم.

وتستدعي حركة الكاميرا التي تدور في زاوية 360 درجة، الأسلوب الكلاسيكي الذي اعتاد أن يتبعه المخرج الأميركي “بريان دي بالما”، أما مشاهد التتبع فتشبه أسلوب المخرج “ستانلي كوبريك” في فيلمه “الإشراق” The Shining. كما تشبه أصوات نبض القلب التي يقوم بها الموسيقار الأمريكي ريشارد فريلاند، المعروف باسم”ديزاستربيس” مقطوعة “جوبلن وجون كاربنتر”. وتدور الأحداث، شديدة الإحكام، في إطار قوي على كل الأصعدة، كما تبرز النهاية ميلاد أستاذ جديد بأفلام الإثارة والتشويق من خلال أولى تجاربه الصغيرة كمّاً، لكنها كبيرة من حيث الأثر والقيمة الفنية.

8- دوق بورغونيا The Duke of Burgundy

يعد فيلم “دوق بورغونيا” ثالث أفلام المخرج والكاتب “بيتر ستريكلاند” عبارة عن معارضة أدبية لسينما الاستغلال في السبعينيات–– حيث يذكرنا الفيلم بأسلوب المخرجين الفرنسيين خيسوس فرانكو وجين رولين ––مع وجود الأسلوب المتفرد والخيال المختلف فضلاً عن الذوق الذي تحتويه المشاهد.

فالحياة في عالم لا يسكنه سوى النساء، يجعل لكل مشهد يعرضه الفيلم سعادة خاصة، فلم تبدو البذاءة الأوروبية بهذا القدر من الجمال والشهوانية والتفاصيل الجيدة من قبل.

فالطريقة التي اتبعها المصور السينمائي “نيك نولاند” والمخرج السينمائي “باتر سبارو” أظهرت الإنتاج في صورة فخمة. كما أظهرت طريقة المونتاج اللافتة للانتباه التي اتبعها “ماتياش فيكتي” ، العالم الاصطناعي الذي يشكو من الغموض في كل حين. الفيلم يعد من أفلام الغموض التي تشبه الأحلام الواضحة بما تحويه من التجاوزات المغلقة، فضلاً عن الصور السينمائية الجديدة التي يحملها. أعتقد أنه يستحق المشاهدة.

7- قاتل مأجور Sicario

يصور المخرج الفرنسي “دينيس فيلنوف” في فيلمه “قاتل مأجور” Sicario القبض على مجرم حرب المخدرات بالمكسيك، وذلك من خلال العدسة الدقيقة والواقعية التي يحملها المصور السينمائي الإنجليزي “روجر ديكنز”. ويعتبر الفيلم ثاني الأفلام التي تجمع المخرج الفرنسي بالمصور الإنجيلزي بعد فيلم “السجناء” Prisoners، ليخرجا لنا عملاً آخر مليئاً بالسحر والوحشية الآسرة.

فمع اشتراك الشرطية “كيت ميرسير”، التي تلعب دورها الممثلة البريطانية الأصل “إيملي بلانت”، مع قوة شرطية من صفوة القوات الحكومية الأميركية من أجل محاربة عصابات المخدرات المكسيكية، أوجد فيلنوف طريقاً لتحويل مسيرة الفيلم النمطية من خلال بدائل وهمية وقعت فيها كيت خلال تواجدها بأحد الأنفاق المظلمة، مما جعلها تشبه شخصية “يوريديس” في قصة “أورفيوس” الأسطورية.

كما يعد المشهد الذي تم تصويره على “جسر الأميركتين” أحد المشاهد المكثفة التي تعلق بذاكرة المشاهدين. وفي الختام يعتبر الفيلم شديد الشراسة في أحداثه مما يجعل أخلاقياته والسياسات التي تظهر فيه أقرب إلى الواقع بشكل كبير.

6- ابن سول Son of Saul

يقدم المخرج المجري لازلو نيميس دراما عن ترويع ووحشية محرقة الهولوكوست في فيلمه Son of Saul، في محاولة رائعة منه لتسليط الضوء على الأمر. تضمن الفيلم استخدام كاميرا واحدة طوال مدة الفيلم، أبدع خلالها “ماتياس إيردلي” في تصوير الأحداث ببراعة، ونجح في ربط الجمهور بقوة بشخصية Saul التي أداها “جيزا روريج” ببراعة شديدة.

أحداث الفيلم هي عبارة عن تسلسل لأحداث تراجيدية حقيقية وترتيب تتابعي لأحداث مأساوية، جعلت من الفيلم بمثابة تحفة حقيقية تستحق تخليدها بين الأفلام المناهضة للحرب.

5- من الصعب أن تكون إلهاً Hard To Be a God

Hard To Be a God هو آخر أفلام المخرجة الروسية المرموقة “إليكسي جيرمان”. وقد استغرق وقتاً طويلاً حتى يختمر ذلك العمل الفني، قضت المخرجة عقوداً في الإعداد له، واستغرق تصويره فترة تزيد عن 6 سنوات، وتم الانتهاء منه بعد وفاتها حيث أكمله ابنها، ليخرج أخيراً إلى النور عام 2015، وهو بمثابة هدية ثمينة للسينما العميقة، وملحمة بما تحمله الكلمة من معنى.

الفيلم مقتبس من رواية الخيال العلمي التي كتبها “أركادي وبورس ستارجاتسكى” ، الفيلم الذي يعد إنجازاً كبيراً لجيرمان، حيث تدور أحداثه على كوكب غريب يدعى ” “Arkanar، وهو كوكب مخيف. تمخضت أحداث الفيلم فيه عن كابوس لا ينتهي، حيث ظل الكوكب غارقاً في العصور الوسطى ولم تتمكن فيه شمس عصر النهضة من الإشراق.

الفيلم مليء بالتفاصيل الغنية حيث جسدت المخرجة مشاهد مستوحاة من لوحات هيرونيموس بوش وبيتر بروغل التي تجمع بين الوحشية والجمال. إنه حقاً من أكثر الأفلام التي شهدتها أميركا الشمالية من حيث الإنفاق ولا أحد يتسنى له رؤية هذا الفيلم يمكنه أن ينساه.

4- كارول Carol

يناقش الفيلم قضية المثلية الجنسية، والمخاوف الروحية المتعلقة بها. الفيلم من إخراج “تود هاينز”، الذي أبدع في كل المشاهد وأخرجه بعناية استطاعت نقل المشاهد إلى سينما الخمسينيات، مع عمق عاطفي شديد ومعاصر بمنتهى الدقة والاحترافية.

كان استخدام الألوان رائعاً، ومطابقاً لأحداث الفيلم التي تعرض قصة حب، حيث استطاع صياغة تحفة غنية بالتفاصيل، ليصنف بين أفضل أعماله، وبالتأكيد واحداً من أكثرها روعة.

3- ماكس المجنون: طريق الغضب Mad Max: Fury Road

يقدم “جورج ميلر” في Mad Max: Fury Road فيلماً من أفلام المطاردات، حيث تؤدي أحداث الفيلم إلى معركة طريق طويلة المدى، وهي إحدى تبعات أفعال ماكس المجنون.

وقد ساعدت “مارجريت سيكل” زوجة المخرج وكاتبة الفيلم المخرج ميلر في تحديد العلاقات المكانية بكثير من العناصر التي يتكون منها الفيلم أمام الجمهور، وهي الشخصيات والمركبات وغيرها من العوامل، وتسير المناورات في الفيلم بشكل سريع وفوضوي، ويعد استخدام الفيزياء في السينما عملاً نادراً للغاية، وليس بالأمر السهل إذا أُخرج بهذه الصورة المذهلة شديدة الوضوح.

علم الكونيات ظهر من خلال فيلم ماكس المجنون جلياً، ويضاف إلي جهود ميلر جهود “كولن جيبسون” في التصميم والإنتاج الذي لا يمكن وصفه. هذا بالإضافة للأزياء المستخدمة في الفيلم والتي صممها “جيني بيفن”، فضلاً عن الدور الذي لعبته عدسة “جون سير” في التصوير.

2- القاتل The Assassin

أما فيلم ” “The Assassinأو القاتل فتدور أحداثه حول أسرة “تانغ” في القرن التاسع بالصين. وخلال الفيلم انتهج المخرج التايواني “هو هسياو هسين” نوعاً من الخيال الصيني يسمي” “The Wuxiaوهو خيال يجسد فنون الدفاع عن النفس فضلاً عن لمسته التأملية واهتمامه بالشكليات البسيطة التي يُحتفى بها.

وبمساعدة المصور السينمائي “مارك لي بينغبينغ”، الذي يمتلك باعاً طويلاً في الأعمال السينمائية، تميز الفيلم بتجسيده لتفاصيل مرهفة وخصبة، بالإضافة إلى المناظر الطبيعية التي استغرق تصويرها وقتاً طويلاً، فضلاً عن القطع الفنية المضاءة بشكل رائع والتي تسيطر على مشاهد الفيلم.

1- العائد The Revenant

يُعد المخرج “أليخاندرو جونزاليس إيناريتو” من المخرجين المغرمين بالجانب البصري في أفلامهم، وفي حالة فيلم The Revenant” كان إخراجه دراسة مقنعة جسّد خلالها الصورة على نطاق واسع ومخيف. فمن خلال استخدام الضوء الطبيعي والذي غالباً ما كان في ساعات السحر، استطاع جونزاليس تصوير إيقاعات الطبيعة المختلفة والسكون الذي يخيم عليها والذي يتماشى مع نزيف قلوب المستعمرين الذين يعانون مواجهة مصير لا مفر منه في شمال أميركا عام 1800.

والفيلم يتراوح بين تجسيد لحظات القوة والعنفوان والهدوء والسكينة، فتجده يثور ويتفاعل مع العنف والاضطراب، ثم يقفز إلى الهدوء والسكينة مرة أخرى. فضلاً عن الجمال الطبيعي والتناسق الذي يجعل المشهد يبدو كلوحة من السماء.

ولم يجسد صراع الحضارات بين المواطنين الأصليين لأميركا والمستوطنين الأميركيين من قبل بهذا الشكل الرائع والمتعاطف، منذ أن جسده “تيرينس ماليك” في فيلم “العالم الجديد” ” The New World والذي تم تصويره بعدسة Lubezki.

ينبغي أن يُنظر إلى إيناريتو في عالم الصور المتحركة الواسع، باعتباره شاعراً ينتمي إلى المدرسة الشعرية التي ظهرت رداً على المدرسة العقلانية، حيث يظهر تفاني إيناريتو وتبجيله للطبيعة في كل ثانية من الفيلم. ببساطة هو بمثابة أيقونة مميزة لصناعة الفيلم الحديث، أيقونة لا يمكن مقاومة جمالها وجودتها.

المصدر: هافينغتون بوست عربي