سياسة

صحيفة: الرباط لا تصدق رواية مدريد التي تبرئ “سانشيز” من قضية دخول غالي

رفضت وزيرة الخارجية الإسبانية السابقة “أرانشا غونزاليس لايا”، الاثنين الماضي، الكشف خلال التحقيق معها، بمحكمة “سرقسطة” عن من أعطاها الأمر بالسماح بالدخول الغامض وغير القانوني لزعيم البوليساريو إلى إسبانيا.

هذا الرفض، بحسب صحيفة “أوكي دياريو”، أشعل التوتر مع المغرب من جديد، إذ لا تصدق الرباط الرواية الرسمية التي تبرئ رئيس الحكومة من هذه القضية. وقد نقلت بالفعل بشكل غير رسمي طلبها للحصول على توضيحات نظرًا للاشتباه الواضح في أن الواقف وراء قضية غالي هو “بيدرو سانشيز” نفسه.

وأضافت الصحيفة، أن كلا من مدير مكتب وزيرة الخارجية السابقة، “كاميلو فيلارينو”، و”أرانشا غونزاليس لايا”، اعترفا أمام قاضي التحقيق في سرقسطة بأنهما تلقيا أوامر من فوق، مضيفة أن المغرب نقل سؤالا بشكل غير رسمي إلى مدريد، مفاده “هل سانشيز مسؤول في النهاية عن دخول غالي إلى إسبانيا؟”.

في غضون ذلك ، سارع “سانشيز” يوم الجمعة الماضي لإصدار بيان يهنئ فيه بحرارة الحكومة الجديدة التي عينها الملك محمد السادس برئاسة رئيس الحكومة عزيز أخنوش، عقب الانتخابات التشريعية ليوم 8 شتنبر.

وأعربت الحكومة الإسبانية، عن استعدادها للعمل مع الحكومة المغربية الجديدة قصد تكييف “الشراكة الاستراتيجية” الثنائية مع التحديات المشتركة بين البلدين، مضيفة أن “المغرب شريك استراتيجي، جار، وصديق، ترغب إسبانيا في مواصلة العمل معه لتطوير تعاون نموذجي ومثمر في مجالات متعددة، بما يسهم في الاستقرار والازدهار الإقليمي”.

وأشارت “أوكي دياريو”، أنه من الصعب أن تقدر الرباط “الثقة والاحترام والمنفعة المتبادلة” التي تحدثت عنها الحكومة الإسبانية، إذا ثبت أن المسؤول الأول عن إيواء أحد أكبر أعداء المغرب هو رئيس الحكومة الإسبانية نفسه.

وأردفت الصحيفة، أن “غونزاليس لايا” تركت حقيبة وزارة الخارجية بعد الأزمة مع المغرب بسبب قضية غالي، وقرر “بيدرو سانشيز” نتيجة لذلك إعطاء نقطة تحول في السياسة الخارجية الإسبانية بعد رحيل “لايا” وإصلاح الجهاز التنفيذي، مضيفة أنه في الواقع كان المغرب هو من طلب برأس “لايا” بسبب واحدة من أخطر الأزمات التي شهدتها العلاقات الاسبانية المغربية.

يشار إلى أن وزيرة الخارجية الإسبانية السابقة، مثلت الاثنين، أمام قاضي التحقيق في ملف دخول زعيم البوليساريو إلى البلاد بطريقة يفترض أنها غير قانونية، وأكدت أن كل شيء تم وفق القانون. وتسعى المعارضة إلى توريط رئيس الحكومة “بيدرو سانشيز” في هذا الملف الذي يعد من أسباب الأزمة بين الرباط ومدريد.

ورغم إلحاح القاضي على معرفة من أعطى أمر دخول غالي إلى إسبانيا أو الوزارات التي شاركت في القرار والتنسيق، شددت “لايا” على احترام القانون في هذا الملف واتخاذ القرار “لأسباب إنسانية”، أي إنقاذ حياة إبراهيم غالي، ورفضت تقديم توضيحات أخرى حفاظا على سرية قرارات الدولة وطريقة اتخاذ هذه القرارات خاصة في الملفات الدبلوماسية. وبررت موقفها بقانون حفظ مضمون المجالس الوزارية وعدم إفشاء الأسرار التي تقوض عمل الدولة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *