أخبار الساعة، منوعات

باحثون يتوصلون إلى طريقة لاستخراج الماء من الهواء بالطاقة الشمسية

فاطمة الزهراء العرش- صحافية متدربة

يسعى باحثون إلى تطوير آلة لحصاد المياه من الغلاف الجوي يمكنها أن تعمل في المناطق القاحلة والرطبة لإنتاج المياه النظيفة.

وحسب تقرير لدورية “نيتشر” لفريق من الباحثين في “موون شوت فاكتوري” في كاليفورنيا بالولايات المتحدة فإنه يمكن إنتاج 5 لترات من المياه يوميا في المناطق التي تفتقر إلى مصادر المياه النظيفة، في حال تم التمكن من تطوير جهاز بتكلفة مقبولة يستخدم الطاقة الشمسية لحصاد الماء من الهواء.

ويفترض في مثل هذه الأجهزة، حسب الباحثين، أن توفرالكمية الكافية من الماء القابل للشرب لملايين الأشخاص في المناطق المدارية، حيث يعيش ثلثا الأشخاص الذين لا يملكون مياه شرب آمنة في المناطق الاستوائية، لا سيما في أفريقيا وجنوب شرق آسيا وأمريكا اللاتينية.

وحسب الباحثين فإن أجهزة كهذه تشترط توفر نسبة عالية من الرطوبة لتحقق العائد المطلوب، وبالتالي لن تكون فعالة في الأماكن شديدة الجفاف ، خصوصا المناطق التي تقل فيها الرطوبة النسبية عن 30 في المائة.

وقد استخدم الباحثون في دراستهم الجديدة أداة جغرافية مكانية لحساب إمكانات هذه الأجهزة آخدين بعين الحسبان الأنماط العالمية للرطوبة ودرجة حرارة الهواء والإشعاع الشمسي، وتشير نتائجهم الأولية إلى أنه إذا كان من الممكن تصميم جهاز بتكلفة قليلة، وتشغيله على مدار اليوم فإنه يمكن أن يعمل على ترطيب ما يقرب من نصف جميع الأشخاص في العالم ممن لا يستطيعون الحصول على مصادر المياه النظيفة حاليا.

وحسب الباحثين فإن كميات المياه المسحوبة من الهواء لن تكون كافية للناس لاستخدامها في الطهي أو التنظيف أو الزراعة ، ولكن يعتقد الباحثون أنه مع استمرار التطورات التكنولوجية ، يمكن لهذه النماذج الأولية أن توفر يوما ما مياه شرب كافية لملايين الأشخاص في المناطق التي تفتقر لوجود مصادر آمنة للماء النظيف.

ويستخدم النموذج الأولي الذي طورته شركة “ألفابت”، بمساحة متر مربع واحد فقط عددا محدودا من الخلايا الكهروضوئية الشمسية لتوليد الطاقة وتسييل المياه المسحوبة من الهواء، حيث تم إنتاج 150 مليلترا من الماء في الساعة لكل متر مربع واحد العام الماضي.

ووفق تقرير نشر على موقع “ساينس ألرت” بتاريخ 29 أكتوبر المنصرم ، فإن نسبة الماء الموجودة في الغلاف الجوي تقدر ب 0.001 بالمائة من إجماليي حجم الماء الموجود على الأرض، وبالتالي فإن هذه الكمية الصغيرة جدا من ماء الغلاف الجوي يمكن أن تكون كافية لتوفير مياه شرب آمنة لملايين الأشخاص ممن يتواجدون في المناطق ذات الرطوبة العالية، حيث أشار التقرير أن حاليا يقدر أن هناك حوالي 2.2 مليار شخص في العالم لا يحصلون على مياه الشرب النظيفة.

ووفق موقع هيئة المساحة الجيولوجية الأمريكية “يو إس جي إس”، فإنه في حال أمطرت كل المياه الموجودة في الغلاف الجوي دفعة واحدة، فإنها ستغطي الكرة الأرضية 2.5 سنتيمتر فقط.

وعلى الرغم من تصنيف المناطق الداخلية البعيدة عن السواحل كأكثر المناطق عرضة للخطر ، إلى أنه حسب الباحثين فالتغيير المناخي يهدد المناطق الساحلية في المحيط الهادي الاستوائي ، حيث يتوقع أن يتسبب ارتفاع منسوب مياه البحار بابتلاع مصادر المياه العذبة في العديد من الجزر بتلك المناطق، ونظرا للكوارث الناتجة عن تغيير المناخ المتسارع والمرتبطة بمستقبل مصادر مياه الشرب الآمنة للكرة الأرضية عموما ، سيتحتم على المعامل البحثية الاستمرار في تطوير إمكانات هذه النماذج الأولية لحصاد المياه من الغلاف الجوي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *