وجهة نظر

فيصل القاسم.. من معاكس إلى مشاكس

يبدو أن زميلنا في مهنة المتاعب مقدم برنامج الاتجاه المعاكس بقناة الجزيرة، فقد بوصلته الإعلامية، المفروض أن تتسم بالمهنية والأخلاق والحياد الإيجابي. وانتقل بقلمه ولسانه من معاكس يدير برنامج وفق أجندات مالكي القناة، إلى مشاكس داخل موقعي التواصل الاجتماعية الفايسبوك والتويتر. بات يقود هجمات الابتزاز والاستفزاز خدمة لأجندات خفية تستهدف أمن واستقرار مجموعة محددة من الدول العربية. اختار زميلنا تخصيص صفحته الرسمية بموقع التويتر من أجل التغريد على كل حدث أو حادث  وقع داخل لبنان وسوريا. مع التملق لمسؤولي بعض دول الخليج. وخصص  صفحته الرسمية على موقع الفايسبوك من أجل تحرير تدوينات تحكي وتنتقد شؤون دول المغرب الكبير المفكك.

تغريدات وتدوينات بدأت تتضح نوايا صاحبها وأهدافه، عندما تهاطلت كقطرات المطر في الأيام الأخيرة. وخصوصا تلك الموجهة صوب المغرب. وكأن زميلنا استفاق فجأة من سبات طويل، ليكتشف أن هناك أحداث وقضايا مغربية تفرض تدوينات القاسم (الإعلامي المنقذ). ولا يهم إن كانت قديمة أو جديدة. لكنها تستوجب كلمات وجمل بقلم فيصل المبارك.

ويظهر أن القاسم العربي المجنس بالجنسية البريطانية، يعيش لحظات انتعاش كبيرة، كلما ألقى بتدوينة تخص المغرب على صفحته بموقع الفايسبوك. يستمتع كثيرا بسيل التعليقات المختلفة. مستغلا سذاجة بعض المغاربة الغاضبين من بعض ما يجري ويدور بالبلاد، واللذين لا يدركون  أنه يسعى بتدويناته إلى محاولة زعزعة أمن واستقرار البلاد، وليس إلى إنصاف المغاربة.  كما يستغل العداء المجاني الذي يرسخه نظام العسكر الجزائري في عقول ونفوس بعض الجزائريين. والذين يعلقون على تدويناته بدوافع الانتقام والحقد المجاني.

بل إنه لم يتردد في نعت منتقديه وفاضحي أهدافه ونواياه بالذباب الالكتروني. علما أن ما يقذف به من تغريدات وتدوينات jبرز بجلاء أنه أكبر ذبابة إلكترونية ابتلي بها الفايسبوك والتويتر. وأن تدويناته وتغريداته التي يحررها تحت الطلب، ستكسر جناحيه. وتكشف حقيقة ما كانا يخفيه من خلف برنامجه المبني على الاتجاه الواحد الممثل في زرع البلبلة والفتنة بين الشعوب والدول.

فليحدثنا الزميل فيصل المهني عن الوعد الذي قطعه مع شقيقه الفنان معضاد مؤيد إبراهيم المعروف بمجد القاسم. بخصوص عدم الخوض في شؤون دولة مصر. فهل صحيح أن شقيقه هدده بفك رباط الأخوة إن هو تطرق من جديد لملفات وقضايا مصرية ؟. وأنه استجاب لمطلب أخيه، حتى يمكنه من العيش برغد وهناء داخل مصر. وحتى ينتعش نشاطه كمطرب. بعد أن حوصر سابقا في عدة أماكن وبات مهددا بالإفلاس.  إنها الحقيقة التي كشف عنها شقيق فيصل أمام الملأ في لقاء تلفزيوني بمصر. كما قال في دردشات إعلامية إن : (شقيقي فيصل القاسم وراء خراب بيتي وحياتي).

ليكشف لنا القاسم كم مرة تحدث فيها إعلاميا عن مصر. فشقيقه أكد في حوار تلفزيوني أنه وعده منذ سنة 2007 حين التقيا بمنزل العائلة بسوريا. بعدم الخوض في شؤون مصر. وأكد أنه لم يتحدث بعدها عن مصر. فهل المهنية الصحفية تقتضي ألا تخوض في شؤون دولة إرضاء لقريب. أو مقابل أن ترضى تلك الدولة على ذلك القريب. وتسوق ألبوماته وتفتح بوابة المهرجانات الموسيقية وغيرها ؟..

متى يتناول برنامج الاتجاه المعاكس، ما يجري ويدور داخل أقطار الخليج ، التي وإن كانت غنية بالنفط والغاز، فإنها لازالت فقيرة حقوقيا وسياسيا. ولازالت تدير صراعاتها وحروبها بقرارات انفرادية وتسلطية؟ .

فجأة تحول الاحتجاج على جواز التلقيح  إلى انتفاضة شعبية في نظر القاسم الذي يأمل يعيش المغرب الفوضى والتسيب الذي تعرفه بلده سوريا. ولم يدرك بعد أن المغاربة هم رسموا وخططوا للطرق الحضارية في الاحتجاج. وهم من خيبوا آمال المتربصين إبان الحراك العربي الموجه. فجأة تذكر  مصرع القيادي في حزب العدالة والتنمية عبد الله باها تحت عجلات قطار فوق قنطرة واد صغير  بجوار واد الشراط (وليس بواد الشراط)، وفجأة سلم بأنها جريمة قتل، وحمل ما سماه بالدولة العميقة جريمة مقتله. وخرج الأسد  السوري اللاجئ  لينبش في الملف الذي لا أحد تجرأ عليه.  وفجأة رثى لحال عبد الإله بنكيران بعد وفاة ساعده الأيمن. وفجأة بدأ يبحث عن مآل الصحفيين المعتقلين. وحلم بأن ملفات الإخفاء والاختفاء القسري لازالت عالقة. واكتشفت  أن الدعم العلني لحركة القبائل، الذي صرح به عمر هلال سفير المغرب لدى الأمم المتحدة خطأ. وشبه حركة القبائل التي تطالب باستقلالها بحراك الريف المغربي الذي حددت مطالبه في العيش الكريم. وجعل من ناصر الزفزافي قائدا لحركة تطالب بالاستقلال، بينما الشاب المناضل الذي نأمل الإفراج عنه، كان يقود فئة من الشعب المغربي تعاني التهميش والإقصاء. فجأة بدأ يرى شباب المغرب والجزائر بديار المهجر يبحثون عن موارد لحياة بديلة ويموتون غرقا. واهتدى   إلى أن (الجيشان المغربي والجزائري هما مجرد تشكيلات فساد لحماية النظام وأن دخولهما في حرب يعني بداية النهاية لنظاميهما).

لكن للأسف لم يعي إلى أنه سوري الأصل. وأنه لم يفعل شيئا من أجل إنصاف السوريين، ولا حتى أسرته الصغيرة. باستثناء ما يملى عليه. بشار الأسد الذي عاش ينتقده ويسبه ظل متربعا على عرش سوريا. لأن ترهاته على قناة الجزيرة وحتى على الفايسبوك والتويتر لا يمكن أن يكون لها تأثير وصدى داخل سوريا. حبذا لو يصب جهوده الرقمية  على سوريا. لأنك لن تجني شيئا من تسليط قلمك ولسانك على المغرب الكبير. وحتى إن كان مفككا. لأن شعوبه موحدة. وستكون لها كلمة الفصل بموارد بشرية مغاربية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *