مجتمع

في حديث لـ”العمق”.. مشارك في المسيرة الخضراء يسترجع لحظات محطة فارقة من تاريخ المغرب

نهيلة بلفضيل / صحافية متدربة

الحاج عمر، صاحب شاحنة ينحدر من إقليم الفقيه بن صالح، كان من بين 350 ألف مغربي ومغربية تطوعوا للمشاركة في المسيرة الخضراء التي استرجع خلالها المغرب صحراءه من الاستعمار الإسباني.

يروي الحاج عمر في حديث له مع “العمق”، أنه لبى نداء الملك الحسن الثاني بصدر رحب، “فهي دعوة وطنية لطالما انتظرناها من أجل نعانق أراضينا الصحراوية، إلى حين أن أعطى الملك الإشارة لانطلاق المسيرة الخضراء”.

“غدا إن شاء الله ستخترق الحدود، غدا إن شاء الله ستنطلق المسيرة الخضراء، غدا إن شاء الله ستطؤون أرضا من أراضيكم وستلمسون رملا من رمالكم وستقبلون أرضا من وطنكم العزيز”.

كان هذا مقتطف من خطابا الخامس من نونبر عام 1975، الذي تم بثه على أمواج الإذاعة وشاشة التلفاز آنذاك، ورغم مرور كل هذه المدة لازال محفورا في قلب وعقل كل مغربي، خطاب للحظة تاريخية، وانطلاقة لمسيرة يُحتفل بها كل سنة عيدا وطنيا.

يقول الحاج عمر في حديثه للجريدة: “كانت الأوضاع منتظمة، المأكل والمشرب هنا وهناك بكميات وفيرة، كان الدرك ينظم ويقوم كل يوم بتسجيل الأسماء وعدد الأشخاص”، وفق تعبيره.

واسترسل بالقول إنهم بمجرد وصولهم إلى منطقة “الطاح” أقاموا الصلاة على أراضيها، ورفعوا العلم المغربي ليرفف عاليا حيث يستحق أن يرفرف، مضيفا: “لبثنا هناك 4 أيام، إلى حين أمر الملك بالعودة”.

وفي سؤالنا عن إحساسه بهذه المشاركة الوطنية، أفصح أنها كانت فرصة ذهبية أهداها لهم الملك الراحل، فرصة أبانوا من خلالها عن قوة ومدى قدرة الشعب المغربي عن المقاومة والكفاح، سلميا، في سبيل وطنهم.

وزاد قائلا: “لازلت أحتفظ بالمصحف الذي أعطوني إياه، وبطاقة الاسم، والوسام الذي حصلت عليه بعد عودتنا”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *