منوعات

اكتشاف مقبرة إسلامية في فرنسا تعود للقرن السابع الميلادي

اكتشف باحثون فرنسيون ثلاث مقابر إسلامية في أحواز مدينة “نيم”، الواقعة جنوبي فرنسا، ويعود تاريخ هذه المقبرة للقرن السابع الميلادي، لتصبح أقوى دليل على وجود الإسلام في فرنسا منذ أكثر من 1300 سنة.

وقد علق الموقع الإلكتروني المختص في علم الآثار Ars Technica قائلاً: “لقد دُفنت الجثث الثلاث بطريقة ممدة على الجانب الأيمن وباتجاه القبلة”. فيما نشرت المجلة العلمية PloS One على صفحتها الأولى هذا الاكتشاف تحت عنوان “أقدم مقبرة إسلامية في فرنسا”.

وقد اكتُشفت هذه المقبرة في أحواز مدينة نيم، التي كانت تحت حكم الإمبراطورية الرومانية، خلال القرن الخامس الميلادي، حتى احتلالها من قِبَل قبائل القوط الغربيين في القرن السابع الميلادي.

ثم تعرضت المدينة لغزوات الخليفة الأموي في إسبانيا، وقد اشتهر هذا القرن بكثرة المعارك والهجرات الجماعية الكبيرة والتنوع الثقافي، حيث كانت مدينة نيم مركزاً ثقافياً مختلطاً يجمع بين مسيحيي روما وبين المسلمين الذين قدموا من قبائل محلية إفريقية.

ويؤكد هذا الاكتشاف المذهل، أن طريقة دفن المسلمين الثلاثة كانت بطريقة منظمة، كما هو الحال لباقي مقابر الطوائف الأخرى، حيث دُفنوا جميعاً في محيط المدينة، الذي كان يدفن فيه الأموات آنذاك، ويظهر احترام التعاليم الإسلامية في الدفن.

 
من جانبهم، أكد الباحثون أن هذه المقابر تعكس طبيعة العلاقات التي تربط الطوائف خلال ذلك العصر، والتي تُعبِّر عن الصراع القائم بين المسلمين والمسيحيين.

من جهة أخرى لم يمر هذا الاكتشاف مرور الكرام داخل القارة الأوروبية، حيث احتل الاكتشاف عناوين الصحف الأوروبية على غرار صحيفة Daily Mail البريطانية، التي طرحت السؤال التالي: “هل وصل الإسلام فعلاً إلى فرنسا منذ 1300 سنة؟”، مؤكدةً على أن عمر الإسلام في الشرق الأوسط آنذاك يقدّر بحوالي 1400 سنة.

وأكد هذا الاكتشاف صحة شكوك المؤرخين، الذين أكدوا سابقاً أن الإسلام قد وصل إلى فرنسا قبل فترة انتشار الكتابة والنصوص، أي بين سنتي 719 و752 ميلادية.

كما بيّن هذا الاكتشاف، أن المسلمين عاشوا في فرنسا، واندمجوا مع باقي الطوائف بطريقة أسرع مما نتصور، خاصةً مع وجود مقابر إسلامية جنباً إلى جنب مع أخرى مسيحية.