مجتمع

“الببوش” أو “غلالة”.. طبق شعبي بفوائد صحية يتسلح به المغاربة لمواجهة البرد

فاطمة الزهراء العرش – صحافية متدربة

يتزايد مؤخرا الإقبال بشكل كبير وعلى نطاق واسع بين المغاربة على “الببوش”، كطبق وشراب سحري يقيهم قساوة البرد خاصة بتزامن الفترة مع نهاية فصل الخريف وإقبال أيام فصل الشتاء التي ينتشر فيها مرض الزكام، ونزلات البرد، وذلك لما يتميز به من فوائد عديدة على الجسم على اعتبار أن مكوناته تحتوي على توابل تصل إلى قرابة 13 نوعا، تمنح شعورا بالدفء، بالإضافة إلى فوائده التجميلية، حيث يستخدم لعابه اللزج في صناعة المستحضرات التجميلية.

حساء الحلزون أو “الببوش” أو “غلالة” كما يصطلح عليه بالعامية المغربية، طبق شعبي يلقى إقبالا كبيرا بين المغاربة، حيث تنتشر على نطاق واسع في الشوارع وبعض الأزقة، عربات صغيرة هي عبارة عن مطاعم متنقلة مخصصة فقط لبيع أكلة “الببوش”، كما يتم إعداده كذلك في المنزل لكن قليلا من الأسر التي تحضر هذا الحساء في البيت و تفضل استهلاكه من طرف العربات.

طريقة طبخ خاصة
يتم طبخ “الببوش” الذي هو عبارة عن شراب يحتوي على بهارات خاصة وأعشابا إضافة إلى الحلزون، بعد غسله بطريقة خاصة جدا ، حيث يتم وضع الحلزون حيا في أوان كبيرة تتسع لكمياته، تحتوي هذه الأواني على نخالة القمح سواء القمح الطري أو الصلب لبعض الوقت، لأن أكل الحلزون لهذه المادة يجعله يستخرج كل ما في داخله من مخلفات ، وتعتبرهذه الطريقة المفضلة عند المغاربة لغسل وتنظيف الحلزون.

بعد هذه العملية، تأتي مرحلة الطبخ، حيث يتم وضع الحلزون في إناء مليء بالماء الساخن مع كمية من الملح وبهارات وأعشاب خاصة والتي تتضمن كل من، “خدنجال، عرق سوس، ورقة سيدنا موسى، الخزامى، قعقلا، بسيبيسة، الكوزة، الزعتر، فليو، والزنجبيل”، ثم يترك ليغلى على النار لمدة ساعتين أو أكثر، وبعد طهيه يتم تناوله وشرب مرقه ساخنا. فهذه الوسيلة تعتبر سلاح المغاربة لحمايتهم من نزلات البرد في فصل الشتاء.

فوائد صحية عديدة
ارتفع مؤخرا الاهتمام بتربية ال”ببوش” للحصول على لحومه وبيعها، وفي دراسة حديثة بمجلة علوم جامعة تشيانغ، المختصة ببحوث الثروة الحيوانية، حول التقييم التغدوي والحسي للحم الحلزون الأرضي الإفريقي العملاق مقارنة بلحوم الماشية الأخرى،قارنت أربعة أنواع من الحلزون، وجد أن نسبة البروتين في لحومها تتراوح مابين 18.66 في المائة و20.56 في المائة، في حين وجد أن محتواها من المعادن يتراوح مابين 1.34 في المائة و1.44 في المائة، حيث وجدت أنها تحتوي على كميات مرتفعة من الحديد، والمغنزيوم، والكالسيوم، والفسفور، والبوتاسيوم.

وحسب الدراسة فإن تناول الحلزون يحسن من حالة الكالسيوم في الجسم، كما أنه يؤمن المنغنيز الذي يلعب دورا مهما في بناء العظام والتكاثر، ووظائف الجهاز العصبي الطبيعية، بالإضافة إلى ذلك تضيف الدراسة أنه يمنح الحديد الذي يقي من الإصابة بفقر الدم، كما يوفر الزنك الذي يدخل في تكوين أكثر من 50 إنزيما في جسم الإنسان.

وبسبب ذلك تستطرد الدراسة، يعتبر لحم الحلزون خصوصا الحلزون الإفريقي الضخم، مناسبا للعديد من الحالات الصحية، مثل السكري، وأمراض القلب والأوعية الدموية التي تشمل النوبات القلبية وارتفاع ضغط الدم، والسكتات الدماغية.

كما تضيف الدراسة أن لحم الحلزون بالمقارنة باللحوم الأخرى، يعد أعلى بمحتواه البروتيني من لحم الدجاج والبقر والأرانب، وكذلك احتوائه على الأملاح المعدنية بشكل كبير. كما يشار إلى أن الحلزون أضحى ثروة غذائية ومادية مهمة، ومورد رزق للكثير من العائلات، حيث إلى جانب استخدامه في الطبخ فإن للحلزون استخدامات تجميلية وطبية متعددة تعمد إليها كبرى مراكز وشركات التجميل في العالم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *