العمق الرياضي

مباراة الجزائر والمغرب في كأس العرب.. هل هزمت الرياضة السياسة؟

مباراة أثارت الكثير من النقاش حتى قبل انطلاقها، تلك التي جمعت، مساء أمس السبت، بين المنتخبين المغربي والجزائري خلال ربع نهائي بطولة كأس العرب التي تستضيفها قطر بين 30 نونبر و18 دجنبر الجاري على ملاعبها التي ستكون مسرحًا لكأس العالم القادمة في 2022.

مباراة جمعت بين الجارتين المغرب والجزائر على ملعب الثمامة القطري، استطاع خلالها “ثعالب الصحراء” انتزاع فوز صعب على حساب “أسود الاطلس” بنتيجة 5-3 بركلات الترجيح، مكنتهم من الصعود للدور نصف النهائي من البطولة العربية التي يشارك فيها 16 منتخبا عربيا.

المتعة المغاربية

المباراة لقيت اهتماما واسعا من صحف ومواقع الكترونية، معتبرة إياها “أقوى وأفضل” مواجهة في البطولة العربية، كما تناولتها بالكثير من التحليل.

الموقع المصري المتخصص في الرياضة “في الجول” اختار عنوان “شكرا للمتعة المغاربية.. ركلات الترجيح تنصر الجزائر على المغرب بعد موقعة كروية جميلة”، مشيرا إلى أن “بعد موقعة كروية جميلة، ابتسم الحظ للجزائر في النهاية، وتأهلوا إلى نصف النهائي على حساب المغرب.”

أما “العربي الجديد” فقد أشاد بموقف الجماهير المغربية والجزائرية قبل وبعد “الديربي المغاربي”، وبالروح الرياضية التي كانت سائدة بين لاعبي المنتخبين طيلة دقائق المواجهة.

الموقع ذاته قال إن نجوم المنتخبين المغربي والجزائري رسموا لوحات رائعة على أرضية الميدان، خلال مباراة ربع النهائي من بطولة كأس العرب “فيفا” قطر 2021، السبت، والتي احتضنها استاد الثمامة المونديالي، وقد اهتزت أركانه بأهازيج تمثل الروح الرياضية غناها المشجعون.

وأضاف المصدر ذاته أن لاعبي المنتخبين سعوا إلى تجسيد روح الأخوة التي تجمع الشعبين العربيين، بعد كل لقطة يسقط فيها لاعب من الجانبين، إذ يسارع لاعب آخر للاطمئنان عليه، ومساعدته للنهوض على أرض الميدان.

المباراة في أرضية الملعب

موقع قناة الحرة قال في مقال حول المباراة إن المشجعين المغاربة، مع بعض الاستثناءات، كرروا أن الكرة يجب أن تبقى في أرض الملعب وليس في الساحة السياسية”.

ونقل الموقع عن أحد المتابعين لأحداث مباراة الدوحة قوله “إنها مباراة هامة، باستثناء التوترات السياسية، من يريد تسييس القضية لا يفهم شيئاً في كرة القدم”.

وذكر الموقع أيضا أن يوسف عباس (46 عاماً) لاعب كرة القدم السابق قال إنه في الملعب “لا شيء غير كرة القدم، ولا وجود لأية اعتبارات أخرى”. ويتابع “على غرار الموسيقى، فإن كرة القدم يمارسها فنانون”.

الرياضة تهزم السياسة

سكاي نيوز عربية نشرت مقالا أشار إلى أن الروح الرياضية كانت عنوان الديربي المغاربي، الذي جمع، مساء السبت، بين المنتخبين المغربي والجزائري خلال مباراة ربع نهائي بطولة كأس العرب في قطر.

وأضاف موقع شبكة سكاي نيوز عربية أن القمة المغاربية جاءت في ظروف حساسة، بعد قرار الجزائر بقطع العلاقات الدبلوماسية مع المغرب، وما تلاه من توترات سياسية، إلا أن من شاهد مباراة السبت سيتأكد بالملموس أن الرياضة تصلح ما تفسده السياسة.

وأظهر اللقاء، وفق المصدر ذاته، المستوى الراقي للشعبين المغربي والجزائري، كما أكد مرة أخرى على الروابط القوية بينهما. فعلى أرضية ملعب الثمامة، كان لاعبو المنتخبين يتصافحون فيما بينهم ويتعانقون بعد كل خطأ يعلنه الحكم، كما لم تشهد المواجهة أي تدخلات قوية أو انفلاتات أخلاقية.

وفي مقال بعنوان ” المغرب والجزائر في قطر.. حين “هزمت” كرة القدم السياسة”، قال موقع العربي إن قطر استطاعت في بطولة كأس العرب التي تستضيف فعاليتها، أن تبدد المشهد السياسي الذي طغى على علاقة البلدين العربيين الشقيقين الجزائر والمغرب، من خلال المباراة التي جمعتهما أمس السبت في استاد الثمامة بالدوحة.

وأشار موقع “العربي” إلى اختفاء التوتر السياسي الذي أدى لقطيعة دبلوماسية وسياسية بين الدولتين بين جماهير البلدين واللاعبين.

وأضاف المصدر ذاته أن الشراكة امتدت لخارج ملعب الثمامة، حيث ترافقت جماهير الدولتين لخارج الملعب بالأعلام المشتركة، وانتشرت صور ومقاطع فيديو، لتصريحات الجماهير التي أجمعت على الأخوة بين الأشقاء، وكذلك على أن كرة القدم استطاعت أن تبرهن عن التاريخ المشترك الأخوي للدولتين الإفريقيتين، الأمر الذي دفع العديد من رواد مواقع التواصل إلى تأييد تلك التصريحات والدعوة لنبذ الخلافات السياسية بينهما.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *