سياسة

الرعي الجائر يخنق ساكنة سوس.. وبرلماني ينتقد إخفاق تنزيل قانون الترحال الرعوي

الرعي الجائر

انتقد البرلماني عن حزب الإستقلال، الحسين أزكاع، “إخفاق” الحكومة في تنزيل قانون 113.13 المتعلق بالترحال الرعوي وتهيئة وتدبير المجالات الرعوية والمراعي الغابوية، الذي تم استصداره سنة 2016.

وأوضح البرلماني عن دائرة اشتوكة أيت باها، خلال سؤاله الشفوي الذي وجهه إلى وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية محمد صديقي، أن ظاهرة الرعي الظالم والجائر لازلت مستمرة وتتمدد، متسائلا عن الإجراءات التي يمكن اتخاذها من أجل وضع حد لما وصفه بـ”اللوبيات التي تستثمر في الرعي الظالم”.

وأضاف أزكاع، في تعقيبه على رد الوزير صديقي، قائلا: “من يحب حكومته يجب أن يقول لها الحقيقة، فما نراه في مختلف أقاليم جهة سوس ماسة، يتضح أن 113.13، لم يتمكن من وقف الظلم والغبن الذي طال هذه الأهالي”.

وشدد ذات البرلماني، بأن الوقت قد حان لإعادة النظر في هذا القانون، لأنه غير اجتماعي و مخالف للقاعدة الاجتماعية للقوانين، و سيتسبب في المزيد من الإحتقان.

وأشار إلى أن الفرضية التي يقولها أهل سوس المتعلقة بما وصفه بالتهجير القسري، بدأت تتأكد، خصوصا من خلال الرعي الجائر من طرف “اللوبيات” التي تستمر في هذا المجال، وفق تعبيره.

وأشار إلى أن ذلك ينضاف إليه الخنزير البري الذي يفسد ممتلكات ومزروعاتهم، بما فيها أركان الذي يعتبر تراثا عالميا إنسانيا، وكذلك الصبار التي تقتات منها ماشية السكان المحليين أتت عليها الحشرة القرمزية، دون أن تتدخل الوزارة للقيام بالمتعين من أجل إنصافهم.

يشار إلى أنه سبق وأن اندلعت مواجهات عنيفة بين الرعاة الرحل وبين سكان المناطق المتضررة من الرعي الجائر، أخرها كانت يوم الأربعاء 15 من الشهر الحالي، وخلفت إصابة شخصين على الأقل، بجروح خطيرة، عقب مواجهات اندلعت بين عدد من السكان المحليين والرعاة الرحل بدوار إنلي قيادة إغرم التابعة ترابيا لإقليم تارودانت.

ووفق ما كشفته مصادر محلية ل”العمق”، فقد اندلعت شرارة المواجهات حينما كان عدد من سكان دوار “إنلي” بصدد دفن جثان أحد المواطنين، قبل أن يتفاجؤوا باجتياح جمال الرعاة لمقبرة الدوار.

وأوضحت المصادر أن الحاضرين في الموكب الجنائزي، حاولوا حث الرعاة على إبعاد جمالهم من المقبرة، غير أنهم رفضوا ذلك، ما أدى إلى اندلاع مواجهة دموية خلفت إصابة شخصين بكسور خطيرة على مستوى الأطراف.

وأضافت ذات المصادر، أنه وبالإضافة إلى الإعتداء على عدد من سكان الدوار، فقد أقدم الرحل كذلك على إفساد عدد كبير من ممتلكاتهم الفلاحية، وفق تعبيرها. وأكدت المصادر نفسها، أن السلطات المحلية حلت بالدوار المذكور وفتحت تحقيقاتها في الواقعة، فيما تم نقل المصابين صوب المستشفى الإقليمي بتارودانت لتلقي الإسعافات الضرورية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *