التحرش.. ظاهرة خبيثة

يعتبر التحرش من الظواهر الخبيثة المنتشرة في العالم منذ القدم، ويمكن تعريفه على أنه “مضايقة الشخص للجنس الآخر بالألفاظ أو الأفعال..”.

والتحرش الأكثر شيوعا هو التحرش اللفظي ضد النساء ، والمتحرش قد يكون شخصا واحدا أو مجموعة من الأشخاص ، ويحدث التحرش في معظم الأماكن كالشوارع مثلا وأماكن العمل والمدراس والجامعات وأيضاً في المواصلات العامة والمطاعم في الأسواق بل و حتى في صحبة الآخرين (العائلة، الأقارب والزملاء)..

ويمكن للتحرّش الجنسي أن يأخذ أشكالًا مختلفة وقد يتضمن شكلًا واحدًا أو أكثر في وقت واحد:

النظر الكثير: التحديق بشكل مطول أو النظر بشكل غير لائق إلى جسم شخص ما، أجزاء من جسمه أو عينيه.

التعبيرات الوجهية: عمل أي نوع من التعبيرات الوجهية التي تحمل اقتراحًا ذو نوايا جنسية .

الندءات (البسبسة): التصفير، الصراخ، الهمس، و أي نوع من الأصوات ذات الإيحاءات الجنسية.

التعليقات: إبداء ملاحظات جنسية عن جسد أحدهم، ملابسه أو طريقة مشيه ..

الملاحقة أو التتبع: تتبع شخص ما، سواء بالقرب منه أو من على مسافة، مشيًا أو باستخدام سيارة، بشكل متكرر أو لمرة واحدة، أو الانتظار خارج مكان عمل أو منزل، سيارة أحدهم.

الاهتمام غير المرغوب به: التدخل في عمل أو شؤون شخص ما من خلال السعي لاتصال غير مرحب به، الإلحاح فى طلب التعارف والاختلاط، أو طرح مطالب جنسية مقابل أداء أعمال أو غير ذلك من الفوائد والخدمات، وتقديم الهدايا بمصاحبة إيحاءات جنسية، أو الإصرار على المشي مع الشخص أو إيصاله بالسيارة إلى منزله أو عمله على الرغم من رفضه.وغيرها الكثير…

ومن أبرز أسباب التحرش الأمراض النفسية و الإدمان ، ضعف الإيمان وأيضاً التربية.

فالتحرش ليس له علاقة بالجهل أو الفقر أو لباس المرأة كما يزعم البعض..لأنه لو كان كذلك لماذا نرى الأستاذ الجامعي.. يتحرش ورجل الأعمال يتحرش وإن كان سبب لباس المرأة !!…لماذا يتم التحرش بالمحجبة بل و المنقبة أيضاً!؟

الموضوع هو موضوع مبادئ وتقصير في التربية والتحكم في النفس و موضوع أخلاق لا أكثر.

و للتحرش آثار عديدة فهو يؤثر على الصحة العقلية والجسدية والنفسية مثل:

التوتر والقلق والكآبة وصعوبة في التركيز وصداع وأرق واضطرابات في النوم.

اضطرابات في الطعام وتعب وإعياء ونوبات هلع وتعاطي المخدرات والتفكير في الانتحار.

فقدان الثقة بالنفس وتقدير الذات، وفقدان الثقة بالآخرين.

الكوابيس و الغضب والخوف والإذلال والشعور بالإثم والعار والعنف والعجز وفقدان السيطرة. فقدان الرغبة أو الدافع في الحياة.

إن التحرش آفة خطيرة ربما للحد منه ولو قليلاً و يستحسن النظر في أمور التربية حيث يجب على الآباء اتخاذ حذرهم بالمحيط الموجود به أبناءهم، ويجب مراقبتهم بشكل دوري ومستمر، كما يجب التحدث مع الأطفال منذ الصغر عن ما يجب الابتعاد عنه، وعدم السماح لأي من الأشخاص تحسس جسدهم أو الاقتراب منهم بشكل غير مبرر. بدورات تحسيسية لخطورته في المدراس والجامعات ..

ويجب على الفتاة أن تتعلم وسائل للدفاع عن نفسها، حتى تستطيع حماية ذاتها إذا تكرر الموقف مرة أخرى، فهذا يساعدها بشكل كبير على تخطي أزمتها النفسية كما يجب عليها أن حرص على اتخاذ الحذر من الآخرين، كما يجب عليها أن تحرص على اتخاذ الحذر من الآخرين، وألا تثق بهم بسهولة.

وإن كان أثر التحرش كثير مثل الخوف الشديد أو شيء آخر من الأفضل زيارة طبيب نفسي..

* شيماء القوري الجبلي : طالبة إعلام